سماء سوريا تشتعل.. غارات إسرائيلية مكثفة وتدخل تركي غير مسبوق

تصعيد جديد يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية على مواقع عسكرية وحيوية في محيط العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، ويأتي الهجوم بعد تصريحات إسرائيلية حول غارات استهدفت المناطق القريبة من القصر الرئاسي في دمشق، ما يزيد من حدة التصعيد العسكري في المنطقة.

وأفادت وكالة الأنباء السورية “سانا”، اليوم السبت، بمقتل شخص في غارات إسرائيلية استهدفت محيط مدينة حرستا في ريف دمشق، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة عدة أشخاص.

وأضافت الوكالة أن الطيران الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات الجوية على مناطق متفرقة في سوريا، بما في ذلك محيط مدينة حرستا وقرية شطحة في ريف حماة الشمالي الغربي، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص.

وأكدت مصادر في القيادة العسكرية السورية أن الطيران التركي وجّه إشارات تحذيرية وشوش على المقاتلات الإسرائيلية أثناء تحليقها في الأجواء السورية، في تطور غير معتاد في المشهد الإقليمي.

وبحسب تقارير إعلامية سورية محلية، هبطت مروحية إسرائيلية بشكل مفاجئ في محافظة السويداء لبضع دقائق قبل أن تغادر باتجاه الجولان السوري المحتل.

وشملت الغارات الإسرائيلية أهدافًا متعددة، أبرزها: فوج المدفعية في منطقة إزرع بريف درعا، الفوج 41 في محيط حرستا بريف دمشق، مستودعات مهجورة تابعة لإدارة المركبات في التل بريف دمشق، مستودعات معامل الدفاع في مصياف بريف حماة، كتيبة الدفاع الجوي في رأس الشعرة بريف اللاذقية، الفوج 175 قرب إزرع، حيث سُمع دوي انفجارات في ريف السويداء الغربي.

وشنت إسرائيل غارتين على مدينة التل و6 غارات على محيط العاصمة دمشق، مع تحليق مستمر لطيرانها في أجواء درعا، السويداء، والقنيطرة، كما استهدفت الغارات مواقع عسكرية في سهل الغاب قرب قرية شطحة بريف حماة، ما أسفر عن إصابة عنصرين من الجيش السوري، إضافة إلى غارة أخرى في منطقة الشعرة بريف اللاذقية.وفي محيط حرستا، أفادت وسائل إعلام سورية بأن الطيران الإسرائيلي نفذ 7 غارات جوية أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، كما طالت الغارات كتيبة صواريخ قرب قرية موثبين، ومواقع في التلول الحمر غرب محافظة درعا، إلى جانب محيط إزرع.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ضربات جوية على أهداف قريبة من القصر الرئاسي، مما شكل خطوة غير مسبوقة في استهداف مناطق في العاصمة السورية.

ويأتي التصعيد الأخير في ظل أجواء من التوتر المتزايد بين إسرائيل وسوريا، حيث تشهد المنطقة سلسلة من الهجمات الجوية المتبادلة، وتواصل إسرائيل استهداف المواقع العسكرية السورية التي يعتقد أنها تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها، في حين أن دمشق تعتبر هذه الهجمات انتهاكًا لسيادتها.

جنبلاط يدين الغارات الإسرائيلية على سوريا ويجدد دعوته لدعم دمشق واستكمال الحل السياسي

دان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، يوم السبت، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وآخرها الغارات التي استهدفت محيط العاصمة دمشق ومناطق أخرى ليل الجمعة – السبت، معتبراً أنها انتهاك صارخ لسيادة الدولة السورية.

وقال جنبلاط في بيان: “إذ أستنكر هذا الانتهاك الفاضح لسيادة الدولة السورية، الذي لا يساعد على استكمال الحل السياسي الذي نعمل عليه مع الرئيس أحمد الشرع، أجدد دعوة الدول العربية والمجتمع الدولي لتوفير كل الدعم لسوريا والوقوف إلى جانبها لتتمكن من بناء دولتها الجديدة ومستقبلها، وحماية أمن الوطن والمواطنين، والضغط على العدو الإسرائيلي لوقف تدخّله السافر وخرقه المتمادي جواً وبراً واحتلاله لأجزاء من الأرض السورية”.

وجاءت هذه التصريحات عقب زيارة أجراها جنبلاط إلى دمشق، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب، وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام سورية أن جنبلاط أكد خلال اللقاء رفضه لمطالب الانفصال والحماية الدولية التي ينادي بها بعض أبناء الطائفة الدرزية، مشدداً على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وداعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمعرفة المسؤولين عن أحداث العنف الأخيرة في جرمانا وصحنايا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً