أكد مصطفى بكور، محافظ السويداء جنوبي سوريا، أن بعض الفصائل داخل المحافظة لا ترغب في استقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الأمن غير موجود بسبب هذه المجموعات التي تعيق عمليات الترميم وإعادة تأهيل المرافق.
وأوضح بكور في تصريحات لقناة العربية، أن هذه الفصائل تهدد بتخوين وهدر دم أي شخص يدعو للتهدئة، مع غياب أي محاسبة للقتلة داخل المحافظة، مشيرًا إلى رصد عمليات تهريب أسلحة من بعض المناطق المفتوحة إلى داخل السويداء.
وأضاف المحافظ أن لجنة التحقيق في أحداث يوليو الماضي داخل السويداء تعمل على استكمال مهامها لاحتواء الأزمة وإعادة الاستقرار، مؤكدًا أن الحوار يبقى السبيل لحل الأزمة في المحافظة.
وكانت محافظة السويداء شهدت في يوليو تصعيدًا غير مسبوقًا تمثل بهجوم واسع نفذه مسلحون من بعض العشائر مدعومين بعناصر من القوات الحكومية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن تدمير وحرق نحو 35 قرية وتهجير آلاف العائلات، وسط وقوع مجازر راح ضحيتها المئات من المدنيين.
وعقب هذه الأحداث، أصدرت رئاسة الجمهورية السورية قرارًا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في التورط المحتمل لعناصر حكومية ومسلحين من العشائر في الانتهاكات والمجازر التي هزّت الرأي العام المحلي والدولي.
لجنة التحقيق في أحداث السويداء توقف عناصر من الدفاع والداخلية وتوسّع نطاق جمع الأدلة
أعلن رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق بأحداث السويداء حاتم النعسان إيقاف أفراد من وزارتي الدفاع والداخلية بعد ثبوت تورطهم في مخالفات مرتبطة بالأحداث التي شهدتها المحافظة في يوليو2025، مؤكدا إحالتهم إلى القضاء ومتابعة التحقيقات بهدف الوصول إلى الحقيقة ومنع تكرار الانتهاكات.
وأشار النعسان إلى أن أحداث السويداء التي طالت الأرواح والممتلكات ورافقتها عمليات تهجير وخطاب كراهية جسيم تستوجب تحقيقا فعالا يستوفي المعايير القانونية، موضحا أن الأعمال المنجزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية شملت تنفيذ تحقيقات ميدانية وزيارة مواقع الاعتداءات وتوثيقها باستخدام أدوات التحليل الجنائي.
ولفت إلى أن اللجنة زارت مواقع تجمع الوافدين في أرياف دمشق وإدلب والسويداء ودرعا، إضافة إلى عدد من المشافي، وجمعت الأدلة المادية وحفظتها بطريقة تضمن سلامتها أمام القضاء، كما حدّدت أنماط الهجوم ومسارات الاعتداء وصنّفتها قانونيا.
وأوضح أن اللجنة أجرت مقابلات مع ناجين ومتضررين وشهود عيان، وما زالت تواصل سماع إفادات جديدة، إضافة إلى متابعة حالات المفقودين والمختطفين، مؤكدا تحقيق نتائج إيجابية في بعض الملفات.
وبيّن النعسان أن أعضاء اللجنة ملتزمون بسرية المعلومات والبيانات والأشخاص المتعاونين معها، وأن الهدف هو كسب ثقة المتضررين والشهود دون تقديم وعود غير قابلة للتحقق، مع ضبط توقعات ذوي الضحايا بما يتناسب مع صلاحيات اللجنة.
وأكد أن التحقيقات مستمرة للوصول إلى الحقيقة كاملة ومنع تكرار الانتهاكات، إضافة إلى العمل على مسار إنساني يسهم في بناء الثقة بين أطراف النزاع ووضع التكييف القانوني النهائي للجرائم وفقا لقانون العقوبات السوري.
وأشار إلى أن التحقيقات لم تثبت مشاركة مقاتلين أجانب في أحداث السويداء، موضحا أن دخول بعض الأفراد جرى بشكل فردي وعشوائي، وأن خطاب الكراهية والتحريض اقتصر على أشخاص محدودين عبر وسائل التواصل.
وختم النعسان بالإشارة إلى توثيق أكثر من 800 إفادة بمحاضر أصولية وتنظيم أكثر من 900 استمارة للضحايا وذويهم، إضافة إلى توقيف العناصر الذين ظهروا في مقاطع مصورة على وسائل التواصل وإحالتهم للجهات المختصة، استنادا إلى قرار رئاسة الجمهورية بتشكيل لجنة تحقيق رسمية عقب ثبوت تورط عناصر حكومية ومسلحين من العشائر في الانتهاكات التي خلّفت دمارا واسعا وتهجير آلاف العائلات.
اشتباكات في السويداء بين قوى الأمن الداخلي وعصابات متمردة عقب خرق وقف إطلاق النار
أفادت قناة الإخبارية السورية بوقوع اشتباكات بين قوى الأمن الداخلي وما وصفتها بـ”العصابات المتمردة” في محافظة السويداء، بعد خرق هذه المجموعات لوقف إطلاق النار مرة جديدة.
واتهم مصدر سوري القوات الموالية لشيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري بالاستمرار في اعتداءاتها على قوات الأمن العام في الريف الغربي للمحافظة لليوم الثالث على التوالي. ويتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة، فيما نشرت صفحات محلية مثل “الراصد” و”السويداء 24″ معلومات مفادها استمرار الاشتباكات العنيفة في الريف الغربي للسويداء، عقب خروقات استهدفت قرية المجدل، واستخدام القوات للطيران المسير والسلاح المتوسط والهاون، مع محاولات فتح جبهات جديدة باتجاه مدينة السويداء والقرى المحاذية.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر بين السويداء ودمشق، على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة في يوليو الماضي، حيث يعيش آلاف المهجرين على أمل العودة إلى ما بقي من بيوتهم.
وأكد حكمت الهجري في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” أن “رؤيتنا تقوم على الاستقلال التام لمحافظة السويداء”، مشيراً إلى أن عدد المختطفين يتجاوز 600 شخص بينهم نساء، وأن الحكومة في دمشق تعرقل أي مفاوضات بشأنهم، ولم تلتزم بإخلاء القرى المنكوبة، متمسكة بتزييف الحقائق بحسب قوله.
مصدر رسمي ينفي توجه وفد من السويداء إلى الأردن ويؤكد استمرار التنسيق لحل الأزمة في الجنوب السوري
نفى مصدر رسمي لوكالة الأنباء الأردنية بترا وجود أي زيارة لوفد من محافظة السويداء إلى المملكة، مؤكدا أن المعلومات المتداولة عبر وسائل إعلام حول وصول وفد من دروز السويداء إلى الأردن اليوم غير صحيحة.
وأوضح المصدر أن الأردن يواصل جهوده بالتنسيق مع الحكومة السورية والولايات المتحدة بهدف حل الأزمة وتثبيت الاستقرار في الجنوب السوري، استنادا إلى خارطة الطريق التي أعلنتها الدول الثلاث. وأشار إلى أن الزيارة المتوقعة من أهالي السويداء واردة ضمن بنود الخطة، إلا أن موعدها لم يُحدد حتى الآن.
وتأتي هذه التوضيحات في ظل تداول تقارير إعلامية تحدثت عن حراك يهدف إلى بحث تسوية الأوضاع في الجنوب السوري.
وشهدت محافظة السويداء خلال الأشهر الماضية مواجهات مسلحة دامية، بينما تعرضت مواقع تابعة لقوات الأمن لهجمات نفذتها فصائل محلية، الأمر الذي دفع إلى تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة.
واتفق وزيرا خارجية الأردن أيمن الصفدي وسوريا أسعد الشيباني، إلى جانب المبعوث الأميركي الخاص توم باراك خلال اجتماع عُقد في عمان في اغسطس، على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية لدعم جهود الحكومة السورية في تثبيت وقف إطلاق النار داخل المحافظة.
وأكد المجتمعون حينها أن محافظة السويداء، بجميع مكوناتها المحلية، جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية، مع التشديد على حماية حقوق أبنائها وضمان مشاركتهم في مسيرة إعادة بناء سوريا نحو مستقبل آمن لجميع مواطنيها.






اترك تعليقاً