سوريا تفتح صفحة جديدة.. زيارة تاريخية للمبعوث الأمريكي و7 مليارات دولار لاستثمارات الطاقة

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الخميس، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، في خطوة وُصفت بأنها بداية لمرحلة جديدة في العلاقات السورية-الأمريكية.

وأكد باراك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعتزم إزالة اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب قريبًا، مشددًا على أن الهدف الأساسي للإدارة الأمريكية هو تمكين الحكومة السورية الحالية بقيادة الشرع.

وأضاف أن “الجيش الأمريكي أنجز 99% من مهمته ضد تنظيم داعش في سوريا”، مشيرًا إلى استمرار دعم الكونغرس لإجراءات ترمب، بما في ذلك “جهود تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد”.

كما افتتح باراك رسميًا مقر إقامة السفير الأمريكي في دمشق، حيث تم رفع العلم الأمريكي بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في خطوة رمزية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وأكد باراك أن “كل جهود الإدارة الأمريكية تصب في مصلحة الحكومة السورية الجديدة”، ناقلاً تحيات الرئيس ترمب، ومشيدًا بـ”الظروف التاريخية” التي تمر بها سوريا.

دعم أمريكي وسعي لحل إقليمي

وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، وصف باراك العلاقات السورية الإسرائيلية بأنها “مشكلة قابلة للحل تبدأ بالحوار”، مقترحًا البدء باتفاق “عدم اعتداء وترسيم الحدود”، ضمن استراتيجية أمريكية جديدة لتحقيق السلام الإقليمي.

وفي منشور عبر الخارجية الأمريكية على منصة “إكس”، كتب ترمب: “يسعدني تولي توماس باراك منصب المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا، فهو يدرك الإمكانات الكبيرة لتحسين العلاقات وإرساء السلام ووقف التطرف في الشرق الأوسط”.

اتفاقات طاقة غير مسبوقة بقيمة 7 مليارات دولار

بالتزامن مع الزيارة، شهد قصر الشعب توقيع مذكرات تفاهم ضخمة بين وزارة الطاقة السورية وتحالف شركات دولية بقيمة 7 مليارات دولار، تهدف إلى تعزيز الاستثمار في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.

وبحسب وزير الطاقة محمد البشير، تشمل الاتفاقات “تطوير أربع محطات توليد كهرباء بتوربينات غازية تعمل بالدورة المركبة في دير الزور، ومحردة، وزيزون، وتريفاوي، بسعة إجمالية تبلغ 4000 ميغاواط، باستخدام تقنيات أمريكية وأوروبية”، إضافة إلى “إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط في وديان الربيع جنوبي سوريا”.

ووصف البشير المشروع بأنه “الأكبر في تاريخ سوريا”، مؤكدا أنه “يشكل نقطة تحول في قطاع الطاقة”، وسيسهم في “محاربة الفقر، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتحسين المعيشة اليومية للسوريين، والمساهمة في إعادة إعمار البلاد”.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة “أورباكون” القابضة، رامز الخياط، إن المشروع “سيوفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل مباشرة و250 ألف غير مباشرة”، موجها الشكر للرئيس السوري أحمد الشرع، ولأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وللرئيس الأميركي دونالد ترمب، على توفير الظروف الملائمة لتوقيع الاتفاق.

توتر في الشمال وتحذير تركي

في سياق موازٍ، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالمماطلة في تنفيذ اتفاقها مع الحكومة السورية، داعيًا إياها إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.

وأكد أردوغان، في تصريحات أدلى بها للصحفيين خلال عودته من أذربيجان، أن “تركيا تتابع تنفيذ الاتفاق عن كثب، وتتمسك بوحدة الأراضي السورية وبمبادرة “تركيا خالية من الإرهاب””، مشيرًا إلى أن التطورات تسير بشكل إيجابي على هذا الصعيد.

ملامح مرحلة جديدة

زيارة المبعوث الأمريكي وتوقيع اتفاقيات الطاقة تمثلان نقطة تحوّل استراتيجية في المسار السياسي والاقتصادي لسوريا، مع مؤشرات متزايدة على توجه دولي نحو دعم الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، وبدء مرحلة إعادة الإعمار والانفتاح السياسي بعد سنوات من العزلة والعقوبات.

وسائل إعلام إسرائيلية تكشف تفاصيل عملية سرية لجنود الاحتياط داخل الأراضي السورية

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، عن تنفيذ قوة من الكتيبة 7006 الاحتياط التابعة للواء “غولاني” عملية اقتحام سرية داخل قرية الخضر الواقعة في الأراضي السورية، تحت جنح الظلام، استهدفت مستودعات أسلحة تابعة لـ”حزب الله”، وفق ما أوردته القناة 12 العبرية.

وبحسب التقرير، جاءت العملية بناءً على “تقييم استخباراتي” يشير إلى وجود كميات كبيرة من الأسلحة المعدّة لاستخدامها ضد الجيش الإسرائيلي. وأوضحت القناة أن القوات المشاركة في العملية، والمكونة من وحدات مشاة وفرسان، نجحت في تنفيذ مهمتها دون مواجهة مقاومة تذكر.

وذكرت أن الأسلحة التي تم تدميرها تضمنت بنادق قنص، وكلاشينكوف، وقاذفات RPG، وصواريخ، مؤكدة أن القوات عادت إلى مواقعها بسلام.

وأضاف التقرير أن مقاتلي الكتيبة 7006، الذين سبق أن عملوا في جبل دوف، وداخل لبنان، وفي القطاع الغربي، باتوا ينشطون الآن أيضًا على الحدود السورية، في إطار مهام تهدف إلى منع التسلل وحماية “المنطقة الأمنية”، بحسب التوصيف الإسرائيلي.

يُشار إلى أن هذه العملية تأتي في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتبادل الرسائل العسكرية بين إسرائيل ومحور المقاومة، وسط ترقب لتداعيات مثل هذه التحركات داخل العمق السوري.

توأمة بين حلب وغازي عنتاب لتعزيز التعاون الإقليمي

أعلنت محافظة حلب، اليوم الخميس، عن توقيع اتفاقية توأمة مع بلدية غازي عنتاب التركية، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق التعاون في مجالات عدة، من بينها التنمية الحضرية والبنية التحتية والثقافة والخدمات العامة والاقتصاد المحلي.

وجرى توقيع الاتفاقية خلال لقاء رسمي أقيم في قصر المحافظة بمدينة حلب، بحضور محافظ حلب المهندس عزام الغريب، ورئيسة بلدية غازي عنتاب الكبرى فاطمة شاهين، إلى جانب عدد من الشخصيات الإدارية وممثلين عن الجانبين السوري والتركي.

وذكرت وسائل إعلام سورية أن الاتفاقية تأتي ضمن إطار المساعي المبذولة لإعادة تفعيل العلاقات السورية – التركية على المستوى المحلي، بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد، مشيرة إلى أنها تتماشى مع جهود غرف التجارة ومنظمات المجتمع المدني لدفع عجلة التعافي الاقتصادي والاجتماعي.

وفي تعليق لها، أكدت شاهين عبر منصاتها الرسمية أهمية بناء جسور التعاون مع المدن المجاورة ضمن مفهوم التنمية الإقليمية المشتركة، مشيرة إلى أن “الخبرات المتراكمة في دعم المشاريع التنموية والنسج الاجتماعي ببلدية غازي عنتاب يمكن أن تسهم في دعم مسار التعافي المبكر في مدينة حلب”.

ويأتي هذا التطور بعد زيارة أجراها وفد من غرفة تجارة حلب إلى عدد من المدن التركية، بينها غازي عنتاب ومرسين وهاتاي، حيث ناقش الجانبان سبل إعادة فتح خطوط التبادل التجاري، وإمكانية عقد اتفاقيات توأمة بين الغرف التجارية تمهيدًا لشراكة اقتصادية أوسع.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً