أفاد قائد عسكري من البدو السوريين، اليوم الخميس، بأن مقاتلين من البدو شنّوا هجومًا جديدًا في محافظة السويداء استهدف مجموعات مسلحة من الدروز، وذلك بالرغم من إعلان هدنة يوم الأربعاء تهدف إلى إنهاء القتال المتصاعد في المنطقة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن القائد قوله إن “الهدنة المعلنة تنطبق فقط على القوات الحكومية، ولا تشمل مقاتلي البدو”، مضيفًا أن الهجوم جاء في سياق سعي البدو إلى “تحرير أفراد من أبناء عشائرهم احتجزتهم جماعات درزية مسلحة خلال الأيام الماضية”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه محافظة السويداء توترًا متصاعدًا بين مجموعات مسلحة محلية من الطائفتين، وسط دعوات دولية متكررة لضبط النفس واحتواء التصعيد.
اتحاد العشائر العربية في لبنان يوجّه مناشدة عاجلة للقادة العرب لوقف “المجزرة” في السويداء
وجّه رئيس اتحاد العشائر العربية في لبنان، الشيخ جاسم العسكر، اليوم الخميس، بيان مناشدة عاجلة إلى قادة الدول العربية، وعلى رأسهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس السوري أحمد الشرع، في ظل تصاعد وتيرة العنف في محافظة السويداء جنوبي سوريا.
وأكد العسكر في بيانه أن ما يتعرض له أبناء العشائر البدوية في السويداء يمثل “مجزرة مروعة وإبادة جماعية”، متهماً جماعات مسلحة “خارجة عن القانون” بارتكابها، ومشدداً على أن تلك الجماعات “لا تمثل الطائفة الدرزية الكريمة ولا قيمها النبيلة”.
ودعا العسكر القادة العرب إلى التدخل العاجل من منطلق إنساني وأخلاقي، لوقف ما وصفه بـ”الانتهاكات الخطيرة” وإنقاذ المدنيين من دوامة العنف. وأضاف:
“نرفع هذه المناشدة تحت راية العمل الإنساني، ونؤمن بدوركم التاريخي في حفظ الأمن وحماية الأبرياء”، مؤكداً التزام اتحاد العشائر الكامل بالدولة اللبنانية ومؤسساتها، وبالثقة في الجيش اللبناني لحماية السلم الأهلي ومنع امتداد الفتنة.
كما توجّه العسكر برسالة خاصة إلى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، واصفاً إياه بـ”رمز الاعتدال والحكمة”، وداعياً إلى التعاون المشترك لاحتواء الأزمة وتغليب صوت العقل على نار الفتنة.
وختم البيان بالتشديد على أن ما يحدث بحق البدو “جريمة لا يمكن السكوت عنها”، مطالباً المجتمعين العربي والدولي بالتدخل الفوري لوقف ما وصفه بـ”المذبحة”، وإنقاذ المدنيين من الانزلاق إلى مزيد من العنف.
يُذكر أن هذه المناشدة تأتي بالتزامن مع تقارير إعلامية تشير إلى حالات نزوح واسعة من أطراف محافظة السويداء، عقب انسحاب الجيش السوري وعودة الفصائل المسلحة، وسط توترات متصاعدة، وتدخل إسرائيلي عبر غارات جوية على مواقع عسكرية سورية.
بيان مشترك لـ 11 دولة عربية وإقليمية يؤكد دعم استقرار سوريا ورفض التدخلات الخارجية
أصدر وزراء خارجية كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، وتركيا، والسعودية، والعراق، وسلطنة عمان، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر، بيانًا مشتركًا شددوا فيه على أهمية دعم استقرار سوريا، ووحدة أراضيها، وسيادتها، ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
وأكد البيان، الذي صدر عقب محادثات مكثفة أجريت خلال اليومين الماضيين، على وقوف الدول الموقعة إلى جانب سوريا في جهودها لإعادة البناء، بما يحقق الأمن والازدهار ويحفظ حقوق كافة المواطنين السوريين.
أبرز ما ورد في البيان:
دعم سيادة سوريا: أكد الوزراء دعمهم الكامل لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفضهم لأي تدخل خارجي يهدد أمنها واستقرارها.
الترحيب باتفاق السويداء: رحّب البيان بالاتفاق الذي أُنجز مؤخرًا لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، مؤكدًا ضرورة تنفيذه للحفاظ على وحدة البلاد وحقن الدماء وضمان أمن المدنيين.
دعم جهود الرئيس الشرع: ثمّن الوزراء التزام الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المتورطين في التجاوزات والانتهاكات في السويداء، ودعمهم الكامل لجهود بسط الأمن وسيادة القانون في مختلف أنحاء البلاد.
إدانة الاعتداءات الإسرائيلية: أدان البيان بشدة الغارات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، واعتبرها خرقًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا لاستقرار سوريا والمنطقة.
دعم إعادة الإعمار: دعا الوزراء المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب سوريا في عملية إعادة البناء، كما دعوا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، بما يشمل تطبيق القرار 2766 واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
واختتم البيان بالتأكيد على أن أمن سوريا يمثل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، مشددًا على أهمية توحيد الجهود لضمان مستقبل آمن ومستقر للشعب السوري.
اترك تعليقاً