وسط تصاعد الانتقادات الداخلية في إسرائيل لاستمرار الحرب على غزة، وتكبد الجيش خسائر بشرية فادحة، أعلن رئيس الأركان الجنرال إيال زامير أن الظروف باتت مهيئة لعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، مؤكداً أن الجيش ينتظر توجيهات المستوى السياسي للمضي قدماً في هذا المسار، في وقت تتهم فيه “حماس” إسرائيل بالتعنت وعرقلة التقدم في المفاوضات.
وقال زامير خلال حفل تخريج الدورة 52 من كلية الأمن القومي، إن الحرب في غزة هي “من أعقد الحروب في تاريخ إسرائيل”، وتكبد بلاده “خسائر بشرية مؤلمة”، في إشارة إلى كمين بيت حانون الذي أودى مؤخراً بحياة عدد من الجنود من كتيبة “نتسح يهودا”.
وأكد أن الجيش يواصل العمليات في القطاع تحت هدف استعادة الأسرى وحسم المعركة، داعياً إلى توسيع دائرة التجنيد وتعزيز الجاهزية العسكرية، في ظل تحديات إقليمية معقدة.
من جهتها، أعلنت حركة حماس اليوم الأربعاء أنها تواصل جهودها “بمسؤولية وجدية” لإنجاح المفاوضات الجارية، لكنها اتهمت إسرائيل بالتعنت في ثلاث قضايا أساسية: تدفق المساعدات الإنسانية، انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان إنها أبدت مرونة في المفاوضات، ووافقت على إطلاق سراح عشرة أسرى في إطار الاتفاق الشامل، لكنها شددت على أن القضايا الجوهرية لا تزال عالقة بسبب تعنت الاحتلال، وأكدت أنها تواصل العمل الإيجابي مع الوسطاء لتجاوز العقبات، وإنهاء معاناة سكان القطاع وضمان تطلعاتهم في الحرية والحياة الكريمة.
يأتي ذلك في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو ضغوطاً متزايدة من الداخل، حيث هاجمت صحف إسرائيلية بارزة سياساته في غزة، ووصفت الحرب بأنها “مستنقع فيتنامي” بلا أفق، وانتقد محللون تجاهل الحكومة لمعاناة العائلات الإسرائيلية التي تفقد أبناءها بشكل يومي، بينما لا تزال المفاوضات بشأن الأسرى تراوح مكانها بعد أكثر من 640 يوماً من الحرب.
ويخشى مراقبون من أن استمرار الجمود في المفاوضات قد يفاقم الوضع الميداني ويطيل أمد الحرب، بينما تشير تصريحات الجيش إلى استعداد ميداني لحلحلة ملف الأسرى، مقابل تردد أو تباطؤ سياسي في اتخاذ القرار، وسط انقسام داخلي متصاعد في إسرائيل بشأن الاستراتيجية المعتمدة في غزة.
عبدالعاطي يبحث مع نظرائه العرب جهود استئناف وقف النار في غزة وترتيبات إعادة الإعمار
أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الخميس، اتصالات هاتفية مكثفة مع نظرائه في قطر والأردن والبحرين والجزائر وعمان والكويت والمغرب؛ استعرض خلالها الجهود المصرية القطرية الأميركية لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح عدد من الرهائن والأسرى.
ونقلت وزارة الخارجية المصرية في بيان عن عبد العاطي تأكيده استعداد القاهرة لاستضافة “مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة فور التوصل إلى اتفاق لوقف النار”، مشيراً إلى أهمية التنسيق المشترك بين الدول الثلاث لبلورة ملامح إضافية لآليات التنفيذ ودور المجتمع الدولي في دعم مرحلتي التهدئة والإعمار.
يأتي ذلك في ظل ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عقد مسؤولين أمريكيين وقطريين وإسرائيليين محادثات سرية في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، بوساطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، سعياً لحل العقدة المتعلقة بخريطة انتشار الجيش الإسرائيلي في غزة وشروط الانسحاب، وسط ضغوط أميركية مباشرة من الرئيس دونالد ترامب على تل أبيب وعلى حركة حماس عبر الوسيط القطري.
وأوضحت المصادر أن القادة الأميركيين والقطريين أكدوا رفضهم لخطة انسحاب جزئية لا تفضي إلى انسحاب كامل من القطاع، محذّرين من أن أي تراجع محدود قد يقود إلى فشل المفاوضات، وأن قطر لن تتحمل مسؤولية ذلك أمام حركتي حماس وإسرائيل. وفي المقابل، أبلغ الجانب الإسرائيلي الوسيطين بخريطة جديدة توحي بانسحاب أوسع، ما أدى إلى “تقدم ملحوظ” في المحادثات، بحسب ذات المصادر.
وأعلنت حركة حماس، اليوم، موافقتها على إطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين في إطار هذه المفاوضات الجارية في الدوحة، معربة عن “المرونة اللازمة لإنجاح المساعي” وفق بيان رسمي للحركة.
الاتحاد الأوروبي يتفق مع إسرائيل على توسعة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يتيح فتح معابر جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فضلاً عن إصلاح البنى التحتية وحماية العاملين في الإغاثة، مع الاعتماد الكامل على تل أبيب لتنفيذ الإجراءات المتفق عليها.
وأوضح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي رفض أي تغيير ديموغرافي أو جغرافي في غزة، مؤكداً أن القطاع جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأنه لا يجوز تهجير سكانه تحت أي ظرف.
بدورها، أكدت حركة حماس في بيان رسمي مواصلتها المساعي المكثفة للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان على غزة، حيث أبدت المرونة بالموافقة على إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين كخطوة أولى، مع الإبقاء على نقاط رئيسية قيد التفاوض، أبرزها ضمان تدفق المساعدات دون عوائق، ووقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من المناطق المحاصرة.
على الجانب الإسرائيلي، صرح وزير الخارجية جدعون ساعر بأن بلاده مستعدة للتفاوض على هدنة دائمة شرط الاتفاق أولاً على هدنة مؤقتة، فيما اعتبر وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان أن رئيس الوزراء يطيل أمد الحرب لأسباب سياسية داخلية، معرباً عن تأييده لمدخل يتمثل في هدنة مؤقتة تمهد للتفاوض حول وقف شامل لإطلاق النار.
سموتريتش يهاجم خطة الانسحاب الجزئي من غزة ويصفها بـ”الخيانة” وسط ضغوط أميركية لإتمام صفقة التبادل
تصاعد التوتر داخل الحكومة الإسرائيلية عقب تسريبات عن خطة تقضي بانسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة خلال هدنة مقترحة، في إطار مفاوضات صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، ما دفع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى توجيه انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن سموتريتش قوله خلال اجتماع مغلق إن “الانسحاب من مناطق تم تحريرها بتضحيات كبيرة يعد خيانة خطيرة للجنود وعائلاتهم، وانتهاكاً للالتزامات المقدمة لهم”، معتبراً أن مجرد تقديم خرائط انسحاب يعد “صفعة غير منطقية وغير أخلاقية”.
ووفق مصادر مطلعة، جاء التعديل في الموقف الإسرائيلي بعد رفض حماس والإدارة الأميركية للمقترح الأول الذي نص على بقاء القوات الإسرائيلية في مواقع متقدمة داخل القطاع. وقد اقترحت تل أبيب مؤخراً انسحاباً جزئياً لمدة 60 يوماً، خلال هدنة إنسانية محتملة.
في المقابل، حذر المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف من أن الخطة الإسرائيلية الأولى كانت “غير مقبولة”، وقد تؤدي إلى فشل المفاوضات، وأبلغ ويتكوف وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن أي مقترح مشابه لـ”خطة سموتريتش”، التي تدعو إلى استمرار الوجود العسكري الواسع في غزة، لن يلقى قبولا لدى واشنطن.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الخميس، عن تفاؤل بلاده بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يشارك هذا التفاؤل مع استمرار المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة.
وفي تصريحات أدلى بها من ماليزيا على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، قال روبيو: “أعتقد أننا أقرب إلى التوصل لاتفاق، وربما أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة”، مضيفاً أنه تحدث مع ويتكوف مساء الأربعاء لمتابعة مستجدات الوضع في غزة.
شحنة عسكرية أمريكية ضخمة تصل إلى إسرائيل لدعم العمليات في غزة
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء، وصول شحنة كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية إلى ميناء حيفا، تشمل عشرات الجرافات المدرعة من طراز كاتربيلر D9، إضافة إلى أسلحة وذخائر ومعدات دعم لوجستي.
وأوضحت الوزارة أن الشحنة تأتي ضمن برنامج تسليح بقيمة مليارات الشواقل، وتهدف إلى دعم العمليات العسكرية في قطاع غزة وتعزيز جاهزية الجيش لاحتياجات السنوات المقبلة.
وأضافت أن قرار رفع التجميد عن الصفقة تم في أواخر يناير، عقب تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، بعد أن كانت مجمدة منذ نوفمبر الماضي بقرار من إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وأكد المدير العام لوزارة الدفاع، أمير برعام، أن الشحنة تشكل جزءاً من عمليات نقل واسعة جرت في الأسابيع الأخيرة، شملت 870 رحلة جوية و144 شحنة بحرية، بإجمالي يتجاوز 100 ألف طن من المعدات.
وكانت صفقة الجرافات قد أثارت جدلاً واسعاً العام الماضي، على خلفية استخدامها في عمليات الهدم داخل قطاع غزة، ما دفع إدارة بايدن إلى تعليقها مؤقتاً، قبل أن تُستأنف مجدداً في ظل الإدارة الحالية.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن الشحنة ستستخدم في دعم العمليات البرية الجارية في غزة، مع استعدادات محتملة لمرحلة جديدة من التصعيد.
الجهاز المركزي للإحصاء: عدد الفلسطينيين يتجاوز 15 مليوناً وتراجع غير مسبوق في سكان غزة بسبب الحرب
أعلن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن عدد الفلسطينيين حول العالم تجاوز 15 مليون نسمة حتى منتصف العام الجاري، وذلك بحسب بيان صدر عشية اليوم العالمي للسكان، مشيرًا إلى تغيرات ديموغرافية عميقة، خاصة في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر 2023.
ووفق البيان، يقدَّر عدد السكان في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) بنحو 5.5 مليون نسمة، بينهم 2.8 مليون من الذكور و2.7 مليون من الإناث، كما يعيش نحو 1.9 مليون فلسطيني داخل أراضي 1948 (إسرائيل)، في حين يقيم نحو 7.8 مليون فلسطيني في الشتات، منهم 6.5 مليون في الدول العربية.
وسجّل قطاع غزة انخفاضاً غير مسبوق في عدد السكان بنسبة 10% مقارنة بالتقديرات السابقة لنصف العام، وهو ما أرجعه البيان إلى ارتفاع أعداد الشهداء والمفقودين، ونزوح الآلاف خارج القطاع، إضافة إلى تراجع معدلات المواليد بشكل كبير.
وأشار البيان إلى أن الغارات الإسرائيلية تسببت في “تغير جذري” في التركيب العمري والنوعي للسكان في غزة، بفعل الاستهداف المتعمد للفئات الشابة، لا سيما الأطفال والشباب، ما يهدد بتشويه الهرم السكاني، وبخاصة في قاعدته الأساسية.
وأوضح الجهاز أن المجتمع الفلسطيني ما زال يتمتع بتركيبة سكانية شابة، إذ يشكل من هم دون سن 30 عاماً نحو 65% من إجمالي السكان، موزعين بواقع 63% في الضفة الغربية و68% في قطاع غزة.
كما سلّط البيان الضوء على التدهور الاقتصادي، حيث ارتفعت معدلات البطالة في الضفة الغربية خلال عام 2024 إلى نحو 31%، مقارنة بـ18% في العام السابق، ما يعكس تداعيات التصعيد العسكري والأزمة السياسية والاقتصادية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية.






اترك تعليقاً