صراع أعضاء الانتقالي على تولي سفارات بالخارج وشركات

عبد الجليل دافع عن حق أعضاء الانتقالي في الحصول على مناصب

 

تبرز تسريبات ليبية رسمية رغبة كبيرة لأعضاء المجلس الوطني الانتقالي المنتهية ولايته بالثامن من الشهر الجاري، في تولي سفارات بالخارج وشركات تابعة لهيئة الاستثمار الخارجي.

جاءت التسريبات على لسان رئيس المجلس المستشار مصطفى عبد الجليل قبل أيام حينما تحدث عن رغبة بعض أعضاء الهيئة الانتقالية في الالتحاق بالسلك الدبلوماسي والشركات الاستثمارية، مدافعا عن حقهم في تولي مناصب كبيرة، لدورهم في الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي، قبل أن يتراجع عن تصريحاته.

بيد أن تسريبات مؤكدة تحدثت عن مشادات كلامية كادت تتحول إلى اشتباك بالأيدي بين الأعضاء للفوز بمنصب سفير في السعودية، الذي يعتقد أنه آخر ما تبقى من الحقائب الدبلوماسية.

الجهاد الأكبر 

ووصف عضو المجلس عن مدينة الخمس عبد القادر المنشاد مستقبل هؤلاء الأعضاء الوظيفي بــ “الجهاد الأكبر” الذي سيسمح لهم بملاحقة الفساد المستشري بالسفارات وشركات الاستثمار الخارجية.

وقال للجزيرة نت إن عمل هؤلاء الأعضاء الفترة السابقة كان “فترة جهادية لتحقيق الحرية والديمقراطية للشعب”.

وأوضح المنشاد أن الدولة إن قدّرت أن أحد الأعضاء يملك مؤهلات لتولي منصب كبير، فإن القانون لا يمنعها من منحه المنصب، شرط كفاءته وقدرته على أداء المهمة.

ورأى أن أعضاء الانتقالي ولدوا من رحم الثورة والثوار وساحات حرب التحرير والجبهات، نافيا حبهم للسلطة، ومؤكدا أن ما يحدوهم “رغبتهم في استئصال الفساد “.

سألت الجزيرة نت المنشاد عن إجراءات هؤلاء الأعضاء لمحاربة الفساد بالداخل قبل الخارج، فقال إن الانتقالي أسس ديوان المحاسبة المختص بملاحقة وقائع الفساد وإحالتها إلى القضاء.
وحسب المنشاد، هناك حاجة ملحة لملاحقة الأموال “المهربة” التي يستخدمها “أزلام” القذافي ضد ليبيا.

مزايا إضافية 

ويتناقض تصريح المنشاد مع تصريح عضو المجلس علي المانع الذي قال للجزيرة نت إن هؤلاء الأعضاء تعهدوا بالرجوع إلى سابق أعمالهم، عدا من يكلف بعمل آخر، وترى فيه وزارة الخارجية مواصفات لتعيينه في منصب بالخارج.

وحمّل المانع الحكومة مسؤولة التسريبات بشأن تولي بعض الأعضاء مناصب دبلوماسية، مؤكدا أن وظيفته السابقة في أعلى سلطة تشريعية لا تمنحه مزايا إضافية.

جعودة: أعضاء الانتقالي يتعاملون مع ليبيا بمنطق “الغنيمة”

ورفض عضو المؤتمر الوطني صالح جعودة استغلال أعضاء الانتقالي لمواقعهم وتعيين أنفسهم سفراء، لكنه قال إنه لا يمانع في التعيينات إذا انطبقت عليها الشروط الوظيفية.

وانتقد جعودة بشكل غير مباشر “عدم شرعية المجلس الانتقالي” وقال للجزيرة نت إنه وبعض الأعضاء الجدد ربما لهم الأفضلية مستقبلا “لشرعيتهم الشعبية”، وإنه “لا مزايا لأحد” في المؤتمر الوطني “سوى الخبرة والكفاءة”.

معارك طاحنة 

وكشف جعودة عن معارك طاحنة على المناصب بين أعضاء المجلس الانتقالي الذين يتعاملون بعقلية “غنائم الحرب”.

ويؤيد حديث جعودة عضوُ المؤتمر إدريس بوفايد، الذي دعا أعضاء الانتقالي للرجوع إلى أعمالهم السابقة، على شاكلة المستشار عبد الجليل الذي قرر العودة إلى سلك القضاء.

ودعا بوفايد -الذي استقال من عضوية المجلس قبل عام- من شملتهم التعيينات لتقديم مؤهلاتهم، وألا تكون المناصب بالضرورة مناصب كبيرة أو سفارات. وقال إن سلبيات أعضاء المجلس أكثر من إيجابياتهم.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً