أعلن وكيل وزارة الداخلية في حكومة طالبان، رحمة الله نجيب، انهيار المفاوضات مع باكستان التي استضافتها مدينة إسطنبول، موضحاً أن الخلاف تمحور حول طلب إسلام أباد من زعيم الحركة ملا هبة الله آخوندزاده إصدار فتوى بتحريم القتال ضد الحكومة الباكستانية.
وقال نجيب في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء في كابل إن هذا الطلب تسبب في وصول المحادثات إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن الوسطاء من تركيا وقطر دعموا الموقف الباكستاني دون إدراك كامل لحساسية المسألة، وفق ما نقل راديو وتلفزيون أفغانستان الوطني.
وأوضح أن وفد طالبان أكد أن إصدار الفتاوى من اختصاص دار الإفتاء وحدها، وهي جهة مستقلة تستند إلى أحكام الشريعة ولا تخضع لأي إملاءات، مشدداً على أن زعيم الحركة ليست من صلاحياته إصدار الفتاوى، وأن الجانب الباكستاني طُلب منه تقديم طلب رسمي إلى دار الإفتاء وانتظار ردها.
كما كشف نجيب أن باكستان طالبت بنقل مقاتلي طالبان باكستان وعائلاتهم إلى داخل الأراضي الأفغانية، مضيفاً أن الوفد الأفغاني رفض الطلب وأوضح أنه إذا كانت إسلام أباد تعتبر هؤلاء فاعلين سياسيين فيمكن دعوتهم، أما إذا تصفهم بالإرهابيين فإن اتهامها لكابل بدعم الإرهاب سيتعزز.
وأكد نجيب أن حكومته لا تحمل نوايا عدائية تجاه باكستان، لافتاً إلى أن مشكلتها مع طالبان باكستان مستمرة منذ أكثر من 23 عاماً، بينما يعود صراعها مع الانفصاليين البلوش إلى أكثر من نصف قرن، أي قبل ظهور حركة طالبان نفسها.
وأشار إلى أن جولات المفاوضات السابقة في كل من قطر وتركيا لم تحقق نتائج ملموسة، لكنه أكد استعداد حكومة طالبان لمواصلة الحوار لحل الخلافات.
من جانبها، أكدت وزارة الإعلام الأفغانية أن المفاوضات التي جرت في إسطنبول بوساطة قطرية وتركية انتهت دون التوصل إلى حل عملي، في ظل تصاعد التوترات الحدودية بين البلدين بعد سلسلة انفجارات شهدتها كابل في أكتوبر الماضي.
في المقابل، حمل وزير الدفاع الباكستاني وفد طالبان مسؤولية فشل المحادثات، مشيراً إلى أن الوفد لم يُبدِ مرونة كافية، وأن المفاوضات باتت “بلا جدوى”.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد إن فشل الجولة الثالثة من محادثات إسطنبول، التي عُقدت يومي 6 و7 نوفمبر، يعود إلى السلوك غير المسؤول وعدم تعاون الجانب الباكستاني، مؤكداً أن الوفد الأفغاني شارك في المحادثات بنوايا حسنة وثقة عالية.
باكستان تكشف هوية منفذي هجوم “وانا” في جنوب وزيرستان: جميعهم أفغان وتحت قيادة محسود
أعلنت وزارة الإعلام الباكستانية، أن جميع منفذي الهجوم على كلية “وانا” في جنوب وزيرستان كانوا من المواطنين الأفغان، مؤكدة أن العملية خطط لها وأُديرت من أفغانستان بتنسيق قيادي من حركة “طالبان” الباكستانية، مع استخدام أسلحة ومعدات أمريكية الصنع، في محاولة لإثارة المخاوف الأمنية في البلاد.
وأكدت الوزارة أن الهجوم، الذي وقع مساء الاثنين الماضي، تم التخطيط له بواسطة قيادي أفغاني يُدعى خارجي زاهد، وبموافقة نور والي محسود، زعيم حركة “طالبان” الباكستانية، مع تزويد المهاجمين بالمعدات والأسلحة الأمريكية الصنع.
وأضاف البيان أن جماعة “جيش الهند” تبنت الهجوم لأغراض تضليلية، بعيدًا عن حركة “طالبان” الباكستانية، حيث استمر الإرهابيون في ذكر اسم الجماعة في مقطع فيديو مصور.
وأوضحت الوزارة أن حركة “طالبان” الأفغانية مارست ضغوطًا على طالبان الباكستانية بعدم تبني الهجمات، وأن العملية كانت تهدف إلى إثارة المخاوف الأمنية في باكستان، ووفقًا لطلب وكالة “RAW” الهندية (جناح البحث والتحليل).
كما أكدت أن الهويات التي تم التحقق منها للإرهابيين القتلى تثبت ارتباطهم بقواعدهم في أفغانستان، فيما تواصل السلطات جهودها لمواجهة التهديدات الإرهابية.
وكان الهجوم شمل محاولة انتحاري بسيارة مفخخة و5 مسلحين اقتحموا الكلية العسكرية في وانا بإقليم خيبر بختونخوا، شمال غربي البلاد.
وأسفر التصدي للهجوم عن مقتل مسلحين اثنين على الفور، فيما حوصرت ثلاثة آخرون داخل مبنى إداري، نجا خلالها جميع الطلاب والمعلمون والموظفون. كما أصيب 16 مدنيا وعدد من الجنود، وتسببت الانفجارات في أضرار لعشرات المنازل القريبة.
وقال الجيش الباكستاني إن الهجوم نفذه “الخوارج”، في إشارة إلى أعضاء حركة “طالبان” الباكستانية، مؤكدا أن قوات الأمن نجحت في إحباط الهجوم بشكل كامل ومنع سقوط مزيد من الضحايا، فيما تتواصل التحقيقات لتأمين المنطقة وتعقب أي خلايا متورطة.






اترك تعليقاً