جامعة ليدز: علاج جديد للسرطان من فيروس الزكام

هل ينهي الزكام معاناة مرضى السرطان؟

لا يصدق المرء أن إصابته بمرض مزعج كالزكام قد تنقذ حياته من مرضٍ آخرَ قاتلٍ كالسرطان، إلا أنّ هذا ما أظهرته آخر دراسات المملكة المتحدة.

واعتمد الباحثون في هذه الدراسة مبدأَ مهاجمة الفيروس التنفسي المعوي للخلايا السرطانيّة والقضاء عليها.

وقامت جامعة ليدز ومعهد أبحاث السرطان في بريطانيا بدراسة مشتركة شملت عشرة مصابين بنوع متقدّم من سرطان الأمعاء كان قد انتشر إلى أكبدتهم حيث تمّ إعطاءُ هؤلاء المرضى ما يقارب الخمسَ جرعاتٍ من الفيروسات التنفّسيّة المعويّة ثم أجرى الأطباء عملاً جراحيّاً لهم بعد أربعة أسابيع بهدف استئصال النقائل الكبدية ودراسة محتوى العينات التي أُخذت منها، وما أدهش الباحثين هو رؤيتهم لبؤرٍ عديدة من الفيروسات الفعّالة ضمن الأورام فقط دون تواجدها في أنسجة الكبد الطبيعية وهذا ما أزاح شكوك الباحثين المتمثّلة بتخوّفهم من عدم قدرة الفيروس على الوصول للورم إذا ما تم إعطاؤه حقناً ضمن الوريد – كأدوية السرطان الكيميائية – وقد تبيّن لهم أن قدرة الفيروس لم تقتصر على استهدافه للخلايا الورمية فقط دون غيرها بل تعدّتها حيث استطاع الفيروس أن يبقى بمنآى عن الأجسام المضادة التي توقع العلماء أن تقوم بمحاربته والقضاءِ عليه، ويقول الدكتور آلان ميلتشر “يبدو أن الفيروس أذكى مما أعتقدنا، فقد امتطى كريات الدم الحمراء مستخدماً إياها كوسيلة نقلٍ لتوصله إلى هدفه ووسيلة اختباء من استجابة الجسم المناعيّة”، كما يقول الدكتور كيفن هارينغتون الباحث الآخر في التجربة واصفاً نوعيّة هذا الفيروس في انتقاء أهدافه “لقد تأكّدنا أنّ الفيروس يهاجم الخلايا السرطانيّة فقط ويدع الخلايا السليمة بحالها وهذا ما نأمل أن يكون بشيراً لقلّة آثاره الجانبيّة على المرضى”.

ويَذْكُر الباحثون أنّ هذا الفايروس هو الطريق الجديد المرتقب في علاج السرطانات – خاصّة وأنّ خبراءَ يتوقّعون ازدياد معدّلاتها لتشمل 75 بالمئة من تعداد سكان العالم عام 2050 – حيث يقوم هذا الفايروس بمحاربة السرطان على جبهتين يقتل في الأولى الخلايا الورمية مباشرةً ويحفّز في الثانية الاستجابة المناعيّة للجسم لتقضي على ما بقي من الخلايا المنكوبة في آليةٍ أكثر ما تُشبّه باللقاحات ثمّ يسلّم نفسه وبكل تواضع لمناعة الجسد حيث تتكفل بالتخلّص منه إذ أنّ الباحثين لم يستطيعوا اكتشافه في عيّنات دمٍ تمّ أخذها بعد فترة من العمل الجراحيّ السابق ذكره.

وتقترح النتائج أنّ علاجاتٍ فيروسيّةً كهذه يمكن أن تُحقن في الدم كأدوية السرطان المستخدمة حاليّاً وعلى عدّة فتراتٍ لا تتطلّب من المريض البقاء في المستشفى وهذا ما يجعلها لائقةً لعلاج مجموعة واسعة السرطانات، تقول الدكتورة جولي شارب من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتّحدة: “تُظهر هذه الدراسة الواعدة قيام الفايروس التنفسي المعوي بخداع أجهزة الجسم الدفاعيّة ليصل الخلايا السرطانيّة ويدمرها وذلك بعد إعطائه عن طريق حقنةٍ عاديّة، إنّنا نتطلع قُدماً لنرى تطوّر هذا البحث بحيث يكون أحد العلاجات المعيارية للسرطان”.(إيفارمانيوز)

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً