علي عبدالله صالح ينفي أنباء عن نيته مغادرة اليمن

لا يبدو ان 'الزعيم' سيغيب عن المشهد السياسي
لا يبدو ان ‘الزعيم’ سيغيب عن المشهد السياسي

قال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أنه “باق في اليمن ما دامت الازمة باقية”، مضيفا أنّه لن “يسافر” الاّ بعد انتهاء الازمة.

وتحدث علي عبدالله صالح في اتصال هاتفي مع صديق له مقيم في لندن، أطلع “ميدل ايست اونلاين” على مضمونه وكان يريد الاطمئنان الى احواله وحالته الصحية.

وبدا الرئيس السابق، الذي صار يطلق عليه لقب “الزعيم” والمقيم حاليا في صنعاء يردّ على الانباء التي تحدثت عن أنه يبحث عن مكان يقيم فيه خارج اليمن. لكنّ صالح الذي كان يتحدّث بنبرة عالية وقويّة اكّد في الاتصال أنه “باق ما دامت الازمة باقية” مشيرا بذلك الى ان بلده يمرّ حاليا بمرحلة صعبة.

وانتقد في الاتصال من سماهم بـ”المتآمرين”، لكنه لم يحدّد من هم هؤلاء مكتفيا بالقول أن هناك بين “المتآمرين من سافر وهناك من لا يزال ينتظر” موضحا أنه على استعداد للعب اي دور يطلب منه لتسهيل الانتهاء من الازمة التي يعاني منها اليمن.

وكانت صحف ووسائل اعلام عربية تحدثت في الاسابيع القليلة الماضية عن استعداد “الزعيم” اليمني للانتقال الى الخارج وذلك تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي تأجّل حتى الآن مرات عدة.

لكنّ كلام صالح عن حرصه على البقاء في اليمن “ما دامت الازمة مستمرة” يشير الى انه ليس في هذا الوارد وأنه مصمم على لعب دور سياسي بصفته على راس حزب كبير هو المؤتمر الشعبي العام الذي يشارك في الحكومة الحالية.

وكشف مصدر يمني أن الانباء التي تحدثت عن احتمال انتقال علي عبدالله صالح الى الاقامة خارج اليمن عائدة الى ان نجله العميد احمد يقوم حاليا بجولة اوروبية استمرت ما يزيد على شهر. وشملت الرحلة ايطاليا والمانيا ودولا اخرى.

واكّد المصدر أن لا علاقة لهذه الجولة بايجاد مكان يقيم فيه الرئيس السابق، لكنها مرتبطة اساسا بحاجة العميد احمد الى بعض الراحة في ضوء الضغوط التي تعرّض لها خصوصا في العامين الماضيين باعتباره قائدا للحرس الجمهوري.

واصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي امرا بحل الحرس الجمهوري قبل نحو شهر في اطار عملية اعادة “هيكلة” القوات المسلحة اليمنية. وبموجب هذه العملية اصبحت القوات المسلحة مقسمة الى اربعة اسلحة هي سلاح البر وسلاح البحر وسلاح الجو وحرس الحدود.

وشملت هذه العملية ايضا حلّ الفرقة المدرعة الاولى التي كان يقودها اللواء علي محسن الاحمر الذي انقلب على علي عبدالله صالح في السنة 2010. ولكن لوحظ أنّ علي محسن الاحمر بقي قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية، في حين لا يزال احمد علي عبدالله صالح ينتظر تعيينه في موقع حساس كقائد لاحدى المناطق العسكرية المهمة وذلك في حال كان هناك اصرار على بقاء علي محسن الاحمر في موقعه الحالي.

ولا يزال صالح -الذي من المتوقع أن يكون غائبا أثناء المباحثات- له تأثير في اليمن، مما يثير قلق الدول المجاورة في منطقة الخليج والدول الغربية التي تخشى انزلاق عملية التحول السياسي إلى فوضى.

وأصبحت استعادة الاستقرار في اليمن أولوية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين الذين يخشون تزايد وجود المتشددين الإسلاميين في بلد يتاخم السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ويشرف على خطوط ملاحية عالمية مهمة.

ورعى جيران اليمن الخليحيون بقيادة السعودية اتفاقا تنحى صالح بموجبه عن السلطة في فبراير/شباط عام 2012 بعد عام من الاحتجاجات على حكمه وسمح لنائبه عبد ربه منصور هادي بتولي السلطة.

ويفوض اتفاق نقل السلطة هادي بالإشراف على الإصلاحات أثناء فترة انتقالية مدتها عامان لضمان التحول الديمقراطي بما في ذلك إصلاح الدستور وإعادة هيكلة القوات المسلحة لتفكيك قبضة عائلة صالح على السلطة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً