أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون في كلمة ألقاها اليوم الخميس، بمناسبة عيد الجيش، أن لبنان يقف أمام خيارين حاسمين: إما الانهيار أو الاستقرار، مشددًا على ضرورة العمل الجاد لإنقاذ البلاد.
وأشار عون إلى أن لبنان “عمل على إعادة نفسه إلى محيطه العربي والمجتمع الدولي”، معبرًا عن حرصه على بناء دولة لجميع أبنائها، واستعادة ثقة العالم به، مؤكداً أهمية استقرار العلاقات مع سوريا للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودعا عون حزب الله وبيئته الوطنية إلى الرهان على الدولة اللبنانية وحدها، مؤكداً أن الجيش اللبناني هو الأضمن لوقف العدوان على لبنان، ومشددًا على تصميم الجيش على استكمال انتشاره في جنوب لبنان لتعزيز الرقابة والسيطرة الأمنية في المناطق الحدودية.
وأكد الرئيس اللبناني أن لبنان يحتاج إلى دعم مالي يقدر بمليار دولار سنويًا لمدة عشر سنوات من أجل دعم الجيش اللبناني وتقويته، موضحًا أن المؤسسة العسكرية حافظت على استقلال قرارها الوطني واستمرار عملياتها رغم كل الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي يمر بها البلد.
في الشأن الإقليمي، أكد عون أن لبنان “تعب من حروب الآخرين التي تدور على أرضه”، ودعا إلى وقف الحرب العبثية والقتل والدمار في لبنان، مشيرًا إلى مطالبة واشنطن بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بريًا وجويًا وبحريًا.
وأعلن أن الحكومة اللبنانية ستطرح الأسبوع المقبل على مجلس الوزراء الورقة الأمريكية المعدلة، داعيًا الجميع إلى اقتناص الفرصة ودعم حصر السلاح بيد الدولة لتعزيز سلطة الدولة وتوحيد القرار الوطني.
وكشف عون في كلمته أنه سيطرح أمام مجلس الوزراء مجموعة مطالب ومبادرات مدعومة أمريكيًا تهدف إلى إنهاء الانقسامات العسكرية في الداخل اللبناني وتعزيز سلطة الدولة على كامل أراضيها.
وأوضح أن واشنطن قدمت مسودة أفكار لإعادة ترتيب المشهد الأمني في جنوب لبنان، وأدخلت القيادة اللبنانية عليها “تعديلات جوهرية”، تمهيدًا لعرضها رسميًا بداية الأسبوع المقبل ضمن الأطر الدستورية.
تتضمن المبادرات وقفًا فورياً للاعتداءات الإسرائيلية، انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة، تسليم سلاح “حزب الله” إلى الجيش اللبناني، ودعمًا دوليًا مباشرًا للجيش اللبناني بقيمة مليار دولار سنويًا لمدة عشر سنوات، أي ما مجموعه 10 مليارات دولار.
كما تشمل المبادرات ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا بدعم أمريكي وفرنسي وسعودي، وتشديد الإجراءات لمكافحة التهريب وتجارة المخدرات.
وصف الرئيس اللبناني هذه البنود بأنها الركائز الأساسية لمذكرة تهدف إلى قطع الطريق أمام العدوان الإسرائيلي وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية.
أمين عام حزب الله اللبناني: نرفض التخيير بين مسار المقاومة وبناء الدولة
قال أمين عام حزب الله اللبناني نعيم قاسم، إن الحزب يرفض التخيير بين مسار المقاومة ضد إسرائيل ومسار العمل السياسي لبناء الدولة في لبنان، مشدداً على أنهما مساران مستقلان ومتوازيان لا يمكن المقايضة بينهما أو تغليب أحدهما على الآخر.
وأضاف خلال كلمة له في حفل تأبيني بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل القائد فؤاد شكر، أن المقاومة نشأت كردة فعل على الاحتلال الإسرائيلي وسدت فراغ الجيش اللبناني، وأسهمت في تحرير جنوب لبنان عام 2000، ولا تزال تواصل دورها في ردع إسرائيل وحماية لبنان.
وأشار إلى أن انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون جاء بعد سنوات من الانهيار في الدولة، مؤكداً أن المقاومة كانت دعامة أساسية في هذه المرحلة، وساعدت في انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة.
وأكد أن السلاح الذي يملكه حزب الله موجه ضد إسرائيل فقط ولا علاقة له بالشؤون الداخلية اللبنانية، وأن الجيش والشعب يتحملون مسؤولية حماية لبنان بالتعاون مع المقاومة.
وحذر نعيم قاسم من أن إسرائيل وأمريكا متواطئتان في استمرار العدوان على لبنان، مشيراً إلى أن واشنطن لا تساعد لبنان بل تدمره لصالح إسرائيل، كما ندد بمحاولات البعض ربط سلاح المقاومة بالوضع الداخلي اللبناني.
كما حذر من مخاطر وجودية تهدد لبنان من إسرائيل ومنظمات إرهابية ومن تدخلات أمريكية تهدف لتحويل لبنان إلى أداة في مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وختم قائلاً: “لن نقبل بتسليم السلاح لإسرائيل، وكل من يطالب بذلك يطالب بتسليم لبنان لإسرائيل”، مؤكداً أن لبنان سيبقى قوياً ولن يستسلم.
إسرائيل تشن غارات على البقاع وجنوب لبنان وتستهدف “أكبر موقع صواريخ دقيقة لحزب الله”
شن الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح الخميس، سلسلة غارات جوية عنيفة على مناطق في البقاع شرقي لبنان، بالتوازي مع ضربات أخرى استهدفت منطقتي المحمودية والجرمق جنوب البلاد، إضافة إلى جرود بريتال ومرتفعات السلسلة الشرقية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي يواصل “هجمات مكثفة على بنى تحتية تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية، بما في ذلك أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة تابع للتنظيم في لبنان”، مضيفاً أن هذا الموقع “تعرض للاستهداف في مرات سابقة”.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه نفذ “سلسلة غارات على مواقع عسكرية لحزب الله الإرهابي في جنوب لبنان والبقاع”.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات الحدودية بين الجانبين، وفي ظل مطالب داخلية لبنانية بتوحيد السلاح تحت سلطة الدولة. إذ دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، في كلمة بمناسبة عيد الجيش، إلى “اغتنام الفرصة لتسليم السلاح اليوم قبل الغد”، مؤكداً ضرورة وقف الحروب العبثية و”حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية” وحدها، من أجل استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان.
بعد طلب تمويله بـ10 مليارات دولار… ما القدرات الحالية للجيش اللبناني؟
أثارت دعوة الرئيس اللبناني جوزاف عون لدعم دولي لجيش بلاده بتمويل قدره 10 مليارات دولار تساؤلات حول القدرات العسكرية للبنان والأسباب التي تدفعه لتعزيز جيشه في السنوات القادمة.
تصنيف الجيش اللبناني
- يحتل الجيش اللبناني المرتبة 115 من أصل 145 جيشاً عالمياً (حسب موقع “غلوبال فاير بور” 2025).
- في آسيا، يحتل المرتبة 42، وفي الشرق الأوسط المرتبة 15.
- عدد سكان لبنان نحو 5.3 مليون نسمة، منهم 1.7 مليون مؤهل للخدمة العسكرية، ويصل سن التجنيد نحو 70 ألف فرد سنوياً.
تركيبة الجيش اللبناني
- إجمالي أفراد الجيش 160 ألف:
- 60 ألف جندي في القوات العاملة،
- 35 ألف في قوات الاحتياط،
- 65 ألف في قوات شبه عسكرية.
القدرات الجوية والبرية والبحرية
- القوات الجوية: 80 طائرة، منها 36 هجومية، 64 تدريبية، و68 مروحية، تصنف في المرتبة 74 عالمياً.
- القوات البرية:
- 116 دبابة (المرتبة 64 عالمياً)،
- 4538 مركبة عسكرية (المرتبة 70)،
- 12 مدفع ذاتي الحركة (المرتبة 64)،
- 353 مدفع مقطور (المرتبة 32)،
- 11 راجمة صواريخ (المرتبة 66).
- القوات البحرية: أسطول بحري مكون من 64 وحدة، منها 61 سفينة دورية، يحتل المرتبة 44 عالمياً.
- لبنان يمتلك أسطولاً تجارياً بـ51 سفينة في 5 موانئ كبرى، و8 مطارات، وشبكة سكك حديدية تزيد عن 400 كلم، وشبكة طرق بطول 22 ألف كلم.
الميزانية والطلبات
- الميزانية الحالية للجيش اللبناني تبلغ حوالي 768 مليون دولار فقط، ويصنف لبنان في المرتبة 97 عالمياً من حيث حجم الإنفاق الدفاعي.
- في كلمة بمناسبة عيد الجيش، دعا الرئيس جوزاف عون إلى تسليم السلاح لـ”حزب الله” للجيش، وحصر القرار العسكري بالأجهزة الشرعية.
- عون طلب دعماً دولياً مباشراً بقيمة مليار دولار سنوياً لمدة 10 سنوات، أي إجمالي 10 مليارات دولار، لتعزيز الجيش.
- المبادرات تتضمن وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة.





اترك تعليقاً