فيروس آخر من الصين أشد خطراً من كورونا يقتل 75% من مُصابيه

حذر تقرير من أن كبريات شركات الأدوية في العالم غير مستعدة لجائحة جديدة تضرب العالم بعد جائحة «كورونا»، رغم جهود الاستجابة المتنامية، وسط مخاوف من انتشار فيروس قاتل جديد أخطر من «كورونا المستجد».

جياشري أيير، المديرة التنفيذية لمنظمة Access to Medicine Foundation غير الربحية، حذرت من انتشار جائحة جديدة، قد تكون أخطر من كورونا، مشددة على أن كبرى شركات الأدوية في العالم غير مستعدة للجائحة القادمة، برغم تزايد الاستجابة لانتشار مرض كورونا المستجد.

حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، أمس الثلاثاء 26 يناير، فإن الأمر يتعلق بانتشار فيروس “نيباه” في الصين، بمعدل وفيات يصل إلى 75%، والذي وصفته المتحدثة ذاتها بأنه قد يكون مصدر الجائحة الكبيرة الخطيرة القادمة، وذلك وفق تقرير صادر عن هذه المنظمة المستقرة في هولندا وتحصل على تمويلاتها من الحكومتين الهولندية والبريطانية وحكومات أخرى.

تؤكد جياشري أيير أن “فيروس نيباه يعد مرضاً معدياً آخر يشكل قلقاً كبيراً. يمكن أن ينفجر نيباه في أي وقت. ويمكن أن تكون الجائحة القادمة لعدوى مقاومة للعقاقير”.

كما أوضحت الصحيفة أن فيروس نيباه يمكن أن يسبب مشكلات تنفسية خطيرة والتهاباً في المخ، وتتراوح معدلات وفاة المصابين به بين 40% و75%، اعتماداً على مكان تفشي المرض. 

وتعد خفافيش الفاكهة المضيف الطبيعي للفيروس. ولعل انتشار الفيروس في بنغلاديش والهند يرتبط بتناول عصير النخيل.

تجدر الإشارة إلى أن المرض الذي يسببه الفيروس هو واحد من 16 مرضاً معدياً حددتها منظمة الصحة العالمية، ووصفتها بأنها تشكل مخاطر صحية عامة خطيرة، حيث لا يوجد أي مشروعات لمواجهتها لدى خطوط إنتاج كبرى شركات الأدوية، بحسب تقرير منظمة Access to Medicine Foundation، الذي يصدر كل سنتين. 

التقرير الذي أصدرته هذه المنظمة يشير إلى أنه برغم التحذير منذ سنوات بأن الفيروسات التاجية المستجدة، التي ينتمي إليها فيروس كورونا، يمكن أن تسبب حالة طوارئ صحية عالمية، لم تكن شركات الأدوية والمجتمع كله، مستعدة لجائحة كورونا المستجد.

فيما لم يكن هناك كذلك أي مشروعات لدى شركات صناعة الأدوية حول الأمراض التي تسببها الفيروسات التاجية، قبل تفشي مرض كورونا المستجد. ولكن عندما تحول إلى جائحة عالمية، طورت شركات الأدوية في غضون شهور عديداً من اللقاحات. إذ إن 63 لقاحاً ودواءً لكورونا المستجد جرى الموافقة عليها، أو لا تزال في مرحلة التطوير.

تمثل مقاومة المضادات الميكروبية كذلك مخاطر كبيرة، التي يعزى جزء منها لشح المضادات الحيوية في الدول ذات الدخول المنخفضة.

وقالت جياشري: “فيما يتعلق بمقاومة المضادات الميكروبية، لدينا مضادات حيوية لا تزال تعمل، لكن الوقت ينفد منا دون تطوير بدائل. مرض السل، الذي اعتقدنا أنه يمكن التخلص منه، يصبح شائعاً في بعض المجتمعات بسبب السلالات المقاومة لعديد من العقاقير”.

كما حذرت من وقوع جائحة للأمراض المقاومة للمضادات الميكروبية، حيث تكون مسببات الأمراض المقاومة للأدوية- وهي الكائنات الحية التي تسبب المرض- هي الأمر الشائع عالمياً، عندها ستكون حتمية إلا إذا التزمت شركات الأدوية بتطوير بدائل للمضادات الحيوية.

وفي سياق متصل، العدوى بفيروس نيباه من أنواع العدوى التي ظهرت حديثاً وهي تسبّب حالات مرضية وخيمة لدى الحيوانات والبشر على حد سواء. ويتمثّل الثوي الطبيعي للفيروس في خفافيش الثمار التي تنتمي إلى فصيلة الثعالب الطيّارة.

وتم الكشف عن فيروس نيباه لأوّل مرّة خلال أوّل فاشية تسبّب فيها المرض في كامبونغ سونغاي نيباه بماليزيا في عام 1998. وقد أدّت الخنازير، في تلك الفاشية، دور الوسيط. غير أنّه لم يُسجّل وجود أيّ ثوي وسيط في الفاشيات التي تسبّب فيها الفيروس لاحقاً. وقد أُصيب آدميون بالفيروس في بنغلاديش في عام 2004 بعد استهلاك عصير نخيل لوثّته خفافيش الثمار بالفيروس.

وتم أيضاً توثيق سريان العدوى بين البشر، بما في ذلك في أحد المستشفيات في الهند.

وتتسم العدوى بفيروس نيباه بسمات سريرية تتراوح بين حالات عديمة الأعراض ومتلازمة تنفسية حادة وحالة مميتة من حالات التهاب الدماغ.

وبإمكان هذه العدوى أيضاً إحداث حالات مرضية بين الخنازير والحيوانات الداجنة الأخرى. لا يوجد أيّ لقاح لمكافحة العدوى بين البشر ولا بين الحيوانات. ويتمثّل العلاج الأوّلي للحالات البشرية في توفير الرعاية الداعمة بشكل مكثّف.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً