في عمر الروضة، طفلة تلاعب السياسيين في كردستان العراق

_207021_nama1

لم يسبق أن ظهر طفل في كردستان العراق بهذا النشاط الذي تتمتع به الطفلة نما نريمان على فيسبوك إذ تنتقد الحكومة الاقليمية وأداء المسؤولين في ملف الخدمات.

نما نريمان طفلة في ربيعها الرابع أصابت الكثيرين بالذهول باحاديثها وانتقاداتها الموجهة إلى المسؤولين في حكومة إقليم كردستان.

صفحة نما على موقع فيسبوك جمعت حوالي 150 ألف إعجاب في اسبوعين ويتوقع معظم الذين يكتبون تعليقات على صفحتها وصول عدد معجبيها إلى مليون شخص وكما يبدو فإن السر في ذلك يعود إلى نشاطاتها، اذ لا يمر إسبوع دون أن تنشر عددا من مقاطع الفيديو على الموقع.

ولا توجد اليوم في إقليم كردستان معارضة حقيقية حيث شاركت جميع الأطراف السياسية الرئيسية في تشكيل الحكومة ولكن نما تسبح ضد التيار، وتتحدث في فيديواتها عن انعدام الماء والكهرباء وخرق حقوق الأطفال وتستنتج معظم حديثها مع أحاديث المسؤولين في الإقليم التي وعدوا فيها بتحسين الخدمات.

ويقول نريمان صابر والد نما وهو أب لابنتين أكبر منها إن طفلته لديها بالفطرة نقاط اختلاف عن الأطفال الآخرين حيث تمكنت من التحدث وهي في سن مبكرة، ويضيف إن بداية تعلمها التحدث كانت عن طريق الدردشة مع عمتها التي تقيم اليوم في أميركا لذلك لديها الجرأة للوقوف أمام الكاميرا وتملك قدرة غريبة.

وأوضح نريما الذي يدير قناة تلفزيونية فضائية تسمى “جماور” إن الدردشات التي كانت نما تجريها مع عمتها في أميركا جعلتها تبدأ بطرح الأسئلة منذ صغرها “لماذا يتمتع اطفال أميركا بحياة جيدة ولسنا كذلك؟ لا تنقطع الكهرباء عندهم ولديهم الماء ولماذا لا يوجد لدينا الماء والكهرباء”؟

وتحدث نريمان لموقع “نقاش” الاخباري عن أول يوم بدأت فيه نما نشاطاتها على الفيسبوك، قائلا “في يوم من الأيام كانت نما وشقيقاتها يشاهدن التلفزيون بينما انقطعت الكهرباء فشعرن بالحزن واقترحت شقيقتهن الكبرى تسجيل فيديو للمطالبة بتحسين الكهرباء، وقامت نما وهي بتسجيل حديث على الموبايل وطلبتا من والدتهما نشر الفيديو على الفيسبوك وبدورها لبت والدتهما طلبهما، كانت هذه هي بداية ظهور نما على مواقع التواصل الاجتماعي”.

نشاطات نما يقابلها الكثيرون بالترحيب فيما تعرض والداها إلى انتقادات من قبل الباحثين الاجتماعيين والنشطاء المدنيين رافضين فكرة استخدام طفل في النشاط السياسي الخاص بالكبار.

ويقول الباحث الاجتماعي لطيف حسين من السليمانية “أعارض استخدام ونشر فيديوهات نما، فمن الخطأ الخلط بين عالم الاطفال الجميل وعالم الحزب والحكومة القبيح، إذ لا يمكن تحويل الاطفال إلى وسائل في الإعلام الاجتماعي وإبعادهم عن عالمهم الطفولي”.

ويقول والد نما “أعلم جيداً ما يحتوي الاعلان العالمي لحقوق الأطفال من مواد وكانت لي نشاطات حول حماية حقوق الطفل لمدة طويلة، لذلك أعتقد إن نما لا تقوم بأمر يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الأطفال وليس هناك ادنى تأثير للحزب على آرائها”.

نما أصبحت اليوم بطلة في الفيسبوك ولكن عائلة كاملة تقف وراءها. ويضيف والدها “ما نقوم به انا وزوجتي وابنتي بشكل عام هو تسجيل فيديوهات نما والقيام بمونتاجها وتنظيمها معاً، وهناك اثنين من اشقائي يعملون في إدارة صفحتها ونقوم بجميع أعمالنا عن طريق الموبايل”.

ويشدد والد نما أيضاً على أنهم سيستمرون فيما يقومون به حتى تكبر نما وتقرر بنفسها خطوتها التالية، ولكنهم سيخففون عنها الضغط اليوم إذ اقترب موعد دخولها روضة الأطفال.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً