قانون “القومية اليهودية”

قانون “القومية اليهودية”

الحلم اليهودي الواقع الذي يتحقق، بنيان الدولة الدينية الموعودة يكتمل في إسرائيل، نتنياهوا يقول “هذه لحظة حاسمة في تاريخ الصهيونية وانتصار لدولة إسرائيل”، “لقد قررنا في القانون المبدأ التأسيسي لوجودنا”، “إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي ” ، كان هذا أول ما قاله بعد لحظات من سن مشروع القانون الذي جاء بعد ساعات من النقاش المتشدد وقبيل دخول البرلمان في عطلته الصيفية.
“الفصل العنصري!” ، هكذا علق النواب العرب المتواجدين في الكينست بعد أنتهاء التصويت وتمرير مشروع القانون ، ورفع بعضهم أعلاما سوداء. ، وعلق آخرون بأن القانون “نهاية الديمقراطية” ، وعلق أخرون بأن القانون هو “البداية الرسمية للفاشية والفصل العنصري” .
إلا أن الأحزاب اليهودية اليمينية الدينية المتآلفة كان لها ما أرادت ، وأقرت قانون ” القومية اليهودية ” لدولة إسرائيل على أرض مغتصبة منذ 70 عاما ، دولة يهودية مبنية على أسس دينية بالكامل لا يجوز أن تحكم بغير التوراه وفتاوى الحاخامات ، ولا يجوز لغير اليهوديين حق تقرير المصير ، كن يهوديا حتى تمارس حقوقك الدستورية .
فما هو قانون ” القومية الصهيونية ” وماهي أثاره ؟
1- هذا القانون ضمن أكثر من اثنتي عشرة قانونًا أساسيًا تعمل مجتمعة كدستور لدولة إسرائيل ، التي لا يمكن تعديلها إلا بأغلبية موصوفة في الكنيست اليهودي. وكلاهما تم سنهما في التسعينات ، وتحدد هذه القوانين قيم الدولة كدولة يهودية وديمقراطية ، و تحل القوانين الأساسية محل إعلان الاستقلال قانونيا ، وعلى عكس القوانين العادية ، لا تستطيع المحكمة العليا في إسرائيل إلغاءها.
2- يشجع القانون الجديد على تنمية المجتمعات اليهودية ، وربما يساعد أولئك الذين يسعون إلى تعزيز سياسات توزيع الأراضي التمييزية ويشجع على الاستيطان .
3- ينص القانون الجديد على أن اللغة العبرية هي “لغة الدولة” ويقلل من اللغة العربية إلى “وضع خاص” . فهو يقلل من اللغة العربية من لغة رسمية إلى لغة ذات “وضع خاص” .
4- إن القانون سيؤثر حتما على التوازن الهش بين الأغلبية اليهودية في البلاد وبين الأقلية العربية ، التي تشكل نحو 21 في المائة من عدد السكان البالغ نحو تسعة ملايين نسمة .
5- هذا القانون يضرب حق المساواة والكرامة الإنسانية في مقتل ، فهو يرفع من شأن اليهود فقط وقد أشارت أحد المراكز القانونية إلى أن ” يرسخ الامتيازات التي يتمتع بها المواطنون اليهود ، في الوقت الذي يرسخ فيه التمييز ضد المواطنين الفلسطينيين ويضفي الشرعية على الإقصاء والعنصرية وعدم المساواة النظامية”.

والتساؤل الآن لم كل هذا الصمت العربي والإسلامي من زعماء ورؤساء وأمراء ومنظمات عربية وإسلامية ، قانون ينتهك حقوق الأنسان ويضرب مبادئ الديمقراطية في مقتل أين العلمانييون العرب وغيرهم لم نسمع لهم صوتا ولا ردا !

أم ان هذه الأصوات تكون فقط إذا طالب المسلمون في دولهم أن يكون الدين مصدرا أساسيا للتشريع ! حينها فقط يكون الدين يكون رجعيا وتأخرا وضد الديمقراطية ويدعو للعنصرية والهمجية والإرهاب فقط إذا كان مطالبوه مسلمون ومن يدعوا إليه يريد تطبيق شريعتنا السمحاء .
وأختم مقالتي بكلمات ذكرها ابن كثير في تفسيره عن تفضيل الله لليهود عن العالمين ” اليهود رغم أنهم كانوا أفضل أهل زمانهم ، وإلا فهذه الأمة أشرف منهم ، وأفضل عند الله ، وأكمل شريعة ، وأقوم منهاجا ، وأكرم نبيا ، وأعظم ملكا ، وأغزر أرزاقا ، وأكثر أموالا وأولادا ، وأوسع مملكة ، وأدوم عزا ، قال الله [ عز وجل ] ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) [ آل عمران : 110 ] وقال ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) [ البقرة : 143 ] ” .

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً