تتواصل الاشتباكات المسلحة بين القوات التايلاندية والكمبودية على عدة مقاطع حدودية، عشية انطلاق مفاوضات عسكرية طارئة بين الجانبين، تهدف إلى خفض التصعيد واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلنت وزارة الدفاع التايلاندية، اليوم الأربعاء، أن القتال ما زال مستمراً في مقاطعتي سورين وسي سا كيت، إضافة إلى مقاطعة ترات، وسط استخدام مكثف للأسلحة الثقيلة، فيما أكد المتحدث باسم الوزارة سوراسان كونغسيري أن كمبوديا أطلقت منذ مساء 22 ديسمبر قرابة 200 صاروخ من راجمات بي إم 21 باتجاه مقاطعة سا كايو، ما أسفر عن إصابة عشرات الأهداف وتضرر نحو 40 مبنى سكنياً وإصابة أكثر من سبعة مدنيين.
وفي المقابل، أكدت وزارة الدفاع الكمبودية استمرار القتال في عدة قطاعات حدودية، متهمة تايلاند بخرق وقف إطلاق النار واستخدام مقاتلات إف 16 وطائرات مسيّرة متقدمة وقنابل عنقودية، إضافة إلى نشر قوات كبيرة داخل الأراضي الكمبودية، واعتبرت ذلك انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة وميثاق آسيان والقانون الدولي.
وبالتزامن مع التصعيد الميداني، تبدأ اليوم الأربعاء مفاوضات بين العسكريين التايلانديين والكمبوديين ضمن اجتماع طارئ للجنة الحدود المشتركة، برئاسة مشتركة لوزيري دفاع البلدين، على أن تنطلق أولاً بأعمال تقنية تمهيدية لتحديد مواقف الطرفين والقضايا الجوهرية محل التفاوض.
وقال وزير الدفاع التايلاندي ناتثابون ناكفانيت إن المفاوضات قد تستمر من يومين إلى أربعة أيام إذا أحرز تقدم، بينما تُختتم منذ اليوم الأول إذا تعذر التوصل إلى تفاهمات حتى على القضايا التقنية، موضحاً أن اليوم الأول مخصص لاجتماعات الفرق الفنية، يليها انتقال الوفود الرئيسية إلى موقع المحادثات في حال تسجيل تقدم.
وأكد ناكفانيت أن مقاطعة تشانتثابوري الحدودية، المقرر عقد الاجتماع فيها وفق نظام التناوب المعتمد، تُعد منطقة آمنة نسبياً ولم تشهد سوى نشاط قتالي محدود خلال النزاع، رافضاً مقترح كمبوديا نقل مكان الاجتماع إلى كوالالمبور، ومشدداً على أن خفض التصعيد شأن ثنائي لا يقبل التدويل.






اترك تعليقاً