قيادي بحزب نداء تونس: لن نتحالف مع حركة ‘الإخوان’

التحالف مع الإسلاميين يثير غضب الشعب
التحالف مع الإسلاميين يثير غضب الشعب

وكالات

قال قيادي في حزب نداء تونس الذي فاز في الانتخابات البرلمانية إن الحزب “بدأ مشاورات مع عدد من الأحزاب الديمقراطية من أجل تشكيل حكومة ائتلافية بمشاركة كل من حزب الإتحاد الوطني الحر والجبهة الشعبية وحزب آفاق تونس وحزب المبادرة”. وشدد على أن النداء “لن يعيد تجربة الترويكا الفاشلة لذلك لن يتحالف مع حركة النهضة التي تقود مشروعا إخوانيا يتناقض مع مشروع النداء والأحزاب اللبيرالية والديمقراطية”.

وأضاف القيادي الذي رفض الكشف عن هويته أن “النداء قادر على ضمان أغلبية مريحة من دون النهضة من خلال تشريك الأحزاب الديمقراطية الممثلة في البرلمان”، ملاحظا أن “الخيار الذي يحظى بإجماع قيادات وكوادر النداء هو تشكيل حكومة ائتلاف حزبي دون النهضة”.

وبخصوص تأكيد زعيم الحزب الباجي قائدالسبسي “أن موضوع التحالفات لتشكيل الحكومة لن يحسم إلا بعد الانتخابات الرئاسية” أوضح القيادي أن قائدالسبسي “أراد أن يضع حدا لشائعات لا أساس لها من الصحة حول صفقة مزعومة بين النداء والنهضة”.

وكان قائدالسبسي قال إن “موضوع التحالفات السياسية لتشكيل الحكومة غير وارد بالمرة”، مشددا على أن “نداء تونس لن يحسم الأمر إلا بعد إجراء الانتخابات الرئاسية”.

وأكد “لا وجود لأي صفقة، ولم نبرم أي صفقة مع أي حزب وكما قلت سنعلن عن موقفنا النهائي بعد الاستحقاق الرئاسي” الأمر الذي رأى فيه السياسيون رسالة موجهة تحديدا إلى حركة النهضة التي تدفع باتجاه ما تقول حكومة وحدة وطنية.

من جهته قال الطيب البكوش، الأمين العام لحزب “نداء تونس” في تصريحات صحفية، إن الحديث عن وجود صفقة مع حركة النهضة هو “مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة”.

ونفى القيادي في النداء “نفيا مطلقا” أن يكون اللقاء الذي جمع مؤخرا والأول من نوعه إثر الانتخابات البرلمانية قائدالسبسي براشد الغنوشي قد تعرض للتحالف مع النهضة، مشيرا إلى أن “اللقاء تم بناء على طلب من الغنوشي في محاولة يائسة لإذابة الجليد بين حركته المهزومة التي تقود مشروعا إخوانيا يرفضه الندائيون، وبين النداء الذي يقود مشروعا ديمقراطيا وحداثيا”.

وبحسب نفس المصدر فإن نداء تونس بدأ في إجراء “مشاورات” مع عدد من الأحزاب الديمقراطية التي فازت بمقاعد في البرلمان القادم وفي مقدمتها الاتحاد الوطني الحر والائتلاف الحزبي اليساري “الجبهة الشعبية” وحزب آفاق تونس وحزب المبادرة وذلك من أجل إشراكها في حكومة ائتلافية.

ويقول محللون سياسيون إن النداء يسعى إلى “إقناع الأحزاب الممثلة في البرلمان القادم والتي تشاطره المرجعية الفكرية وتتفق معه حول النمط المجتمعي المنشود للانضمام للائتلاف الحاكم وأن يقدم التنازلات الضرورية”.

ويرى المحلل السياسي الهاشمي الطرودي “إذا نجح النداء في ذلك فسيتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية تتمتع بأغلبية مريحة تساعدها على الاستقرار وعلى تنفيذ برنامجها بأريحية تحظى بمساندة 124 نائبا (النداء 85 نائبا، الاتحاد الوطني الحر 17 نائبا، والجبهة الشعبية 15 نائبا، آفاق تونس 8 نواب، المبادرة 3 نواب).

ويبدو أن “تحقيق هذا الهدف ليس بالأمر الهين، فإذا كان من السهل على النداء الاتفاق مع حزبي آفاق والمبادرة وتذليل الخلافات السياسية بينه وبين الاتحاد الوطني الحرّ، نظرا لدرجة التوافق العالية بين برنامجه الاقتصادي والاجتماعي وبين البرامج الاقتصادية والاجتماعية لهذه الأحزاب، فإنه من الصعب عليه التوصل إلى توافق مع الجبهة الشعبية” بحسب الطرودي.

غير أن القيادي في نداء تونس “قلل” من شأن الخلافات بين النداء والجبهة الشعبية، ملاحظا “أن هناك تقارب في المرجعية الفكرية وحول النمط المجتمعي”. وأشار بالمقابل إلى أن “الخلاف” حول البرامج الاقتصادية والاجتماعية “يمكن تذليله” من خلال “تنازلات” تفرضها المرحلة.

ويقول متابعون للشأن التونسي إن نداء تونس لن يشكل حكومة بمشاركة النهضة لا فقط نظرا للاختلاف من حيث المرجعية الفكرية والسياسية ونمط المجتمع، وإنما أيضا لأن أي تقارب بينهما “سيثير غضب التونسيين وإحباطهم”، من تشريك النهضة في الحكومة القادمة بعدما “عاقبها الشعب عبر صناديق الاقتراع”، على فشلها في الحكم والزج بالبلاد في أزمة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً