كاتبتان مصريتان تبحثان في أصل الدراما التلفزيونية

أكثر أشكال الفنون تأثيراً في الجماهير

يعرض كتاب “نقد الدراما التلفزيونية” لمفهوم النقد وتعريفاته ومفاهيم الدراما والتراجيديا والمأساة ونشأة الدراما وتطورها. ويقدم رؤية نقدية للدراما التلفزيزنية في العصر الحديث.

وهو محاولة للبحث في أصل الدراما التلفزيونية ومعنى الدراما ونشأتها وتطورها، كنوع من النصوص الأدبية التي تؤدى تمثيلاً في المسرح أو السينما أو التلفزيون أو الإذاعة. وتسهم في رفع مستويات التفاعل الإنساني وتقديم النصـح والإرشـاد، وتوجيه سلوك الأفراد، ورصد الأوضاع السائدة في المجتمعات العربية .

وهذا الجهد الذي تقدمه كل من داليا جمال طاهر ونهى جمال الدين هو محاولة لتقديم مفهوم واضح للنقد بصفة عامة ونقد الدراما التلفزيونية بصفة خاصة، وتقديم رؤية نقدية للدراما التلفزيونية في العصر الحديث واستكمال جزء من النقـص فـي الكتابات التي تعنـى بتحليل مضمون الدراما التلفزيونية .

فالدراما التلفزيونية تعد من أكثر أشكال الفنون تأثيراً في الجماهير لما لها من دور في توجيه سلوك الأفراد نحو فعل اجتماعى معين، قد يكون إيجابياً وقد يكون سلبياً، كما أنها تعمل على جذب اهتمام الجماهير لمتابعتها والحرص على مشاهدة العمل الدرامي من بدايته وحتى نهايته، خاصة وأن عنصر الصورة المتحركة الجذابة هو العامل الرئيسي لها.

وتشترك الدراما التلفزيونية مع غيرها من الفنون الأدبية الرئيسية كالشعر والمسرح والرواية والقصة القصيرة في مجموعة من الخصائص والسمات التي تميزها كنوع أدبي عن مختلف الأنماط الكتابية في استخدام اللغة كوسيلة للتعبير، وتمثل موقفاً خيالياً في نفوس المشاهد له تأثير قوي في تحريك مشاعره ووجدانه نحو قضايا معينة تمس مجتمعه بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك عن طريق الاتصال بعواطف المشاهد والتعبير عن مشاكله وهمومه وآلامه وطموحاته.

وللدراما التلفزيونية أصول وقواعد خاصة بها، فهي تُكتب بأسلوب خاص يتسم بالسهولة، وتستخدم الصور والأخيلة والاستعارات والكنايات، وتهتم بمعالجة الانفعالات والعواطف والأفكار، لكي يعرضها الممثلون أمام المشاهدين من خلال تصوير الحياة الداخلية للشخصيات التي تؤدي العمل الدرامي وتحاكي الواقع بأسلوب مشوق وممتع يعمل على جذب اهتمام المشاهد وتحريك مشاعره نحو قضية معينة.

وقد أصبح للدراما التلفزيونية تأثير كبير لدى المشاهدين فهي وسيلة للتعبير لها طابع مميز في وصف أحداث اجتماعية وسياسية تقع في المجتمع المحيط بها.

مع التأكيد على أن مفهوم النقد الدرامي كعلم منهجي موضوعي يعتمد في تقاليده ومعاييره على العلوم الحديثة مثل علم النفس والجمال والمنطق والفلسفة والأخلاق.

بل إن النقد الدرامي يمتد ليشمل بعض المعايير التي نجدها في علوم البيولوجيا، والكيمياء، والرياضة، وخاصة عندما يقوم الناقد بتحليل الكيان العضوى للعمل الدرامي أو للتفاعل بين عناصره المختلفة.

لذلك فالناقد الحديث يعتمد أساساً على التحليل المنهجي للأعمال الدرامية، ولا يميل إلى المدح أو الذم، بل يضع العمل الدرامي تحت رؤية تحليلية ويقوم بفحصها بعيداً عن الحماس أو التعصب أو التحيز، دون أن يضع نصب عينيه أية فكرة مسبقة.

والمعروف أن الحركة النقدية في مصر اعتمدت في بدايتها على مفهوم انطباعي للنقد الذي يجعل الناقد ينظر إلى العمل الفني من وجهة نظر شخصية بحتة خاضعة لأهوائه الذاتية، وميوله الفكرية بصرف النظر عن القيمة الموضوعية للعمل في حد ذاته.

من هنا يسعى هذا البحث إلى الوصول لمعنى دقيق وشامل لكلمة الدراما، والبحث عن نشأة الدراما منذ العصور الأولى والتطورات التي مرت بها، وتقديم النقد الجاد لدراما العصر الحديث في مصر والعالم العربية، ومدى تصويرها للعلاقات الإنسانية والاجتماعية وطبيعة المجتمعات البشرية.

وهذا الكتاب هو محاولة متواضعة لسد بعض النقص في الكتابات النقدية للدراما التلفزيونية، وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، الأول بعنوان «تعريف الدراما التلفزيونية»، والثـانى بعنوان «نشأة الدراما وتطورها»، والثالث بعنوان «رؤية نقدية للدراما التلفزيونية في العصر الحديث».

صدر الكتاب عن دار الفكر العربى بالقاهرة، ويذكر أن داليا جمال طاهر عضو اتحاد كتاب مصر ورئيس تحرير جريدة “شموس نيوز” اما نهى جمال الدين فهي تعمل كاتبة صحفية بجريدة “الراي” الكويتية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً