قال الكاتب المصري عبده فايد إن إعلان الإمارات العربية المتحدة إنهاء وجودها العسكري في اليمن جاء عقب ما وصفه بـ«ضربة قاصمة وغير مسبوقة» لنفوذ أبوظبي، معتبراً أن ما جرى يمثل تحولاً استراتيجياً قد يعيد رسم موازين القوى في جنوب الجزيرة العربية والبحر الأحمر.
وأوضح فايد، في مقال نشره على صفحته في موقع فيسبوك، أن اليمن كان «أهم استثمار خارجي» للإمارات خلال العقد الأخير، حيث ضُخّت مئات المليارات لبناء شبكات نفوذ عسكرية وأمنية في جنوب البلاد.
وأضاف أن التطورات الأخيرة كشفت هشاشة هذا المشروع «خلال ساعات»، مشيراً إلى أن الانسحاب «لم يكن طوعياً» كما قيل، بل جاء تحت ضغط إقليمي ودولي.
ووفقاً للكاتب، حصلت السعودية على «ضوء أخضر» أميركي لإعادة ترتيب المشهد، ما مهّد لانطلاق عمليات عسكرية استهدفت قوى انفصالية جنوبية مدعومة إماراتياً.
واعتبر فايد أن أبوظبي أخطأت في تقدير وزنها داخل دوائر صنع القرار في واشنطن مقارنة بالرياض، رغم إنفاقها الضخم على توسيع نفوذها، مؤكداً أن «الخسارة بدأت من واشنطن قبل الخليج».
وتابع أن الوجود العسكري الإماراتي المباشر في اليمن «محدود العدد»، مرجّحاً سحب ما تبقّى من قوات خلال الفترة المقبلة، مع الإبقاء على قنوات دعم غير مباشرة لحلفائها، مستشهداً بتجارب سابقة للإمارات في إدارة صراعات عبر شبكات إمداد خارجية.
لكنه شدّد على أن الرياض تدرك هذه السيناريوهات، وأن «طريق تفكيك المشروع الانفصالي طويل ومكلف». ورأى فايد أن التطور الأهم يتمثل في «الخريطة»، حيث بات مشروع السيطرة على منافذ البحر الأحمر ومضيق باب المندب محاصراً إقليمياً، في ظل غياب أي دعم إقليمي فاعل لأبوظبي.
وخلص إلى أن ما جرى يمثل بداية «احتضار المشروع الإماراتي»، معتبراً أن الدولة التي اعتمدت طويلاً على «دبلوماسية الشيكات» تختبر اليوم حدود قوتها للمرة الأولى في مواجهة دولية مباشرة.
وختم الكاتب بالقول إن المرحلة الراهنة تُعد «فرصة تاريخية» لإعادة تقييم النفوذ الإماراتي في أكثر من ساحة، محذراً من أن تأجيل المواجهة في ساحات أخرى قد يفتح الباب أمام تصعيد أوسع، ومؤكداً أن ما يحدث «تحول عميق سيترك أثره على الإقليم لسنوات مقبلة».






اترك تعليقاً