كاتب مصري يروي رحلته من الكنبة إلى الميدان

كنت عضوا مؤسسا في أكبر الأحزاب المصرية
كنت عضوا مؤسسا في أكبر الأحزاب المصرية

اكتسب الشعار أو المصطلح ـ إذا جاز التعبير ـ الذي أطلقه المهندس الشاب عزت أمين على مدونته على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” لدعوة المصريين الجالسين على مقاعدهم أمام شاشة التلفزيون والقنوات الفضائية للمشاركة الفعالة مع ثورة الخامس والعشرين من يناير ودعم اكتمالها بعد تنحي مبارك عن حكم البلاد، شهرة واسعة بين مختلف الفئات والأوساط المصرية وذلك على مدار العام 2011 وحتى الآن.

عزت أمين سجل في كتاب ـ هو الأول له ـ حكايات ما عاشه قبل انطلاق ثورة 25 يناير وبعدها وحتى تنحي الرئيس مبارك عن الحكم وتولى المجلس العسكري إدارة المرحلة الانتقالية.

حمل الكتاب الذي صدر عن دار الشروق عنوان “حزب الكنبة.. رحلتي من الكنبة للميدان”، وجاء في جزأين، الجزء الأول حكايات عن تجربة شخصية وما لاحظه على المجتمع من تغيرات أدت إلى قيام الثورة، ثم بعض ما شاهده أثناء الثورة، وسرد في هذا الجزء حكايات تنبض بالحياة لأشخاص عايشهم داخل الميدان، والثاني يضم المقالات التي نشرها بعد تنحي مبارك وتتعرض لكثير من الأحداث والوقائع التي شهدتها البلاد، ومن هذه المقالات أولها وأشهرها مقالة “رسالة إلى حزب الكنبة العظيم” المقالة الأشهر التي كانت بداية ميلاد هذا المصطلح، وأخرى تنتقد ما قام به بعض المواطنين في حي إمبابة من حرق كنيسة هناك لأنهم اشتبهوا في وجود فتاة تدعى عبير مسيحية وأسلمت ومحبوسة داخل الكنيسة.

غدا “حزب الكنبة” مصطلحا سياسيا في قاموس الحياة المصرية ـ كما يرى عزت أمين ـ “يوصف به المستقرون كارهو الثورة والثوار، أو على الأقل من يريدون من الثوار أن يتوقفوا عن مطالبهم لأننا نزعزع الاستقرار المباركي، وكأننا كنا في العهد البائد دولة سويسرا، وغرقانين في الشوكولاته والبنبوني مثل التي كان سيقدمها لنا الفريق أحمد شفيق، أو كأننا كنا شامخين كما قال صفوت الشريف، أو نعاني من غيرة أميركا منا لأن عندنا العبقري جمال مبارك، مفجر ثورة التطوير”.

وقصد عزت بحزب الكنبة أولئك الجاثمون على صدور الثوار ويرددون كلام القنوات المصرية كالماسونية والثورات الخضراء والاستقرار ويطلبون من نفس الثوار أن يدحرجوا عجلة الانتاج لهم ويخلصونهم من الظلم، وأن يمنعوا الميكروباصات من الوقوف بعرض الطريق، ويا ريت لو يدهنون الرصيف كل شهر، وناقص يطلبون منهم أن يمسحوا لهم السلم، فإذا ما أخطأ المسئولون المعنيون من المجلس العسكري أو المعينون من المجلس العسكري يعاير بعض أعضاء حزب الكنبة الثوار بالفشل ويشتمون فيهم، ويقولون كلمتهم الأثيرة “آدي الثورة بتعتكم أهيه” كل هذا وهم مستقرون على الكنبة، ويطلقون على سلبيتهم “حكمة”، وأنهم منتجون مع أني لم أسمع أحد “الكنبيين” يقول إنه سيتبرع بربع دخله للفقراء أو لأهالي الشهداء، فمن يقول أنا أنتج هو في الواقع يقصد أنا سأعمل لأقبض أموالا لأن ورائي مصاريف ومصيف وياميش رمضان وشنطة لويي فيتون، والثوار خربوا البلد.

وفي سياق آخر يقول إنه “حزب يضم في عضويته كل من يشاهد ثورة شعب مصر في 25 يناير من خلال كنبه بيته ولم يقم إلا لعمل كوب من الشاي”.

تكمن أهمية المقالات التي ضمها الكتاب في أنها كلمات وآراء لمواطن مصري عادي، تعرض لظروف غير عادية، فهو ليس مناضلا أو ناشطا سياسيا أو عضوا في أي حزب، سواء كان “حزبا كرتونيا أو حزبا فاسدا، أو منتميا لأي جماعة إسلامية أو مسيحية أو هندوسية”، كما أنه لم يعتقل ولم ينضم إلى أي “تنظيمات تكفيرية أو ماسونية” لقد كنت مثلي مثل أي شاب عادي من شباب المحروسة غير العابئ بالسياسة أو التوريث أو البرلمان، وكنت أعتبر أن للسياسة عصابة تحميها ولكرسي مبارك كلابا تحرسه، لقد كنت عضوا مؤسسا في أكبر الأحزاب المصرية وهو حزب الكنبة والتي سعت كل الأنظمة السابق أن يضم غالبية المصريين حتى تستمر العصابة الحاكمة في الحكم، فالوزير لا يعبأ بالشعب وجمال مبارك لا يكترث بالتقارير التي تفيد أنه مكروه لأن الشعب على الكنبة، ولكي يظل مستمرا عليها ولا يقوم كان لا بد من تسلية المصريين بفضائح مفتعلة عن فنانين وأزمات كروية بين مصر والجزائر ومشاحنات طائفية بين الأنبا بيشوي ود. سليم العوا، وكان التليفزيون المصري والجرائد القومية تقدم بوفيها مفتوحا من السموم اليوم تصيب آلة العطب، ومخدرات إعلامية فنيه سياسية تجعلك تكسل أن تقوم من مكانك وتستلم لمصيرك الأسود مع عائلة مبارك”.

عزت أمين، مواطن مصري تخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة وعمل كمهندس لمدة عامين، ثم اتجه لمجال الدعاية والإعلان حيث عمل بالتأليف والإخراج، بالإضافة للتمثيل حيث اشترك في فيلمي “ورقة شفرة” و”أعز أصحاب” وبعض الأعمال التليفزيونية. كتب سيناريو لمسلسل كارتون “مات نام”، واخرج ثلاثة أفلام قصيرة “أين ودني”، و”أين محلى” و”المعاكيش” مع حركة سلفيي كوستا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً