أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أوامر مباشرة للجيش الإسرائيلي بـ”مواصلة التقدم في القطاع دون الالتفات إلى أي مفاوضات”، مشددًا على استخدام كل الوسائل الممكنة من البر والجو والبحر للقضاء على حركة حماس”.
وقال كاتس في بيان رسمي مساء الأحد: “في عيد الأسابيع، يواصل الجيش عملياته في غزة بقوة كبيرة ويدك مواقع العدو. أمرت الجيش بالتقدم نحو كل الأهداف دون صلة بأي مفاوضات، باستخدام أقصى ما لدينا من قوة لحماية جنودنا وسحق حماس”.
وأضاف: “من ذبح وقتل الإسرائيليين سيدفع الثمن كاملًا. على حماس إما الإفراج عن الأسرى أو مواجهة التدمير الكامل”.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تدهور إنساني كارثي في القطاع، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة “ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 54,418 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، مع 124,190 إصابة، وآلاف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم”.
وفي موازاة التصعيد الإسرائيلي، شهدت العاصمة الأردنية عمان اجتماعًا طارئًا للجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بشأن غزة، والتي عقدت لقاءً افتراضيًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، وجّه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، رئيس اللجنة، اتهامات مباشرة لإسرائيل برفض مساعي السلام، وذلك بعد منع الوفد العربي من دخول رام الله عبر الضفة الغربية.
وقال بن فرحان: “رفض إسرائيل زيارة الوفد العربي إلى الضفة تأكيد على أنها ترفض أي حل سياسي، في مقابل سلطة فلسطينية تحاول السير بمسار عقلاني نحو السلام”.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن القرار الإسرائيلي “يعكس غطرسة وتطرف حكومة الاحتلال”، مشيرًا إلى استمرار العدوان واستهداف المدنيين في غزة.
كما وصف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي رفض إسرائيل استقبال الوفد العربي بأنه “دليل على الغطرسة السياسية”، متهمًا تل أبيب باتباع “سياسة تجويع وانتهاك لحقوق الإنسان في غزة”، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ خطوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية
الجيش الإسرائيلي يعلن قتل قائد خلية في “كتائب المغازي”
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، بالتعاون مع جهاز الأمن العام “الشاباك”، عن قتل خليل عبد الناصر محمد خطيب، الذي وصفه بأنه “قائد خلية في كتيبة المغازي” التابعة لحركة “حماس”، وذلك في غارة جوية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي: “في عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الشاباك، تم استهداف وقتل المدعو خليل خطيب، الذي قاد خلية مسؤولة عن تنفيذ هجمات بصواريخ مضادة للدروع، أدت في 22 يناير الماضي إلى مقتل 21 جندياً إسرائيلياً خلال عملية للجيش في منطقة المغازي وسط قطاع غزة”.
وأشار البيان إلى أن خطيب “شارك خلال الحرب في تخطيط وتنفيذ عمليات مسلحة أخرى ضد قوات الجيش الإسرائيلي”، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وتم إرفاق البيان بصور ومقاطع فيديو زُعم أنها توثق لحظة تنفيذ الضربة الجوية التي استهدفت خطيب، فيما لم يصدر أي تعليق من حركة “حماس” حتى الآن بشأن هذا الإعلان.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، والتي دخلت شهرها الثامن، وسط تصعيد ميداني وتدهور متزايد في الأوضاع الإنسانية.
طولكرم ونور شمس تحت حصار عسكري إسرائيلي مشدد منذ أكثر من أربعة أشهر: هدم منازل وتهجير آلاف السكان
تواصل القوات الإسرائيلية فرض إجراءات عسكرية مشددة على مدينة طولكرم ومخيمها ومخيم نور شمس المجاور، في تصعيد مستمر لليوم الـ126 على التوالي في المدينة، والـ113 في نور شمس، وسط عمليات ميدانية مكثفة وتعزيزات عسكرية متواصلة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قوات الاحتلال دفعت، صباح اليوم الأحد، بتعزيزات جديدة من الآليات العسكرية عبر المدخل الغربي لطولكرم، حيث انتشرت في الشوارع الرئيسية، من بينها دوار العليمي وشارع نابلس وصولاً إلى مخيم نور شمس، في ظل سماع مستمر لأصوات إطلاق النار والانفجارات.
وأكدت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية تفرض طوقاً أمنياً مشدداً على المخيمين، حيث تنتشر فرق مشاة وآليات عسكرية داخل الأزقة ومحيط المنازل، وتفرض قيوداً صارمة على حركة السكان، مع تنفيذ مداهمات واعتقالات واحتجاز متكرر للمدنيين.
وشهد مخيم نور شمس خلال الأسبوعين الماضيين عمليات هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنياً، ما ألحق أضراراً بعدد من المنازل المجاورة. وتندرج هذه العمليات ضمن خطة إسرائيلية تستهدف هدم 106 مبانٍ، منها 58 في مخيم طولكرم و48 في نور شمس، بزعم “فتح طرق وتعديل البنية الجغرافية”.
وفي خطوة مفاجئة، أبلغت القوات الإسرائيلية سكان 58 مبنى في مخيم طولكرم الأسبوع الماضي بقرارات هدم فوري، وأمهلتهم ثلاث ساعات فقط لإخلاء منازلهم، وسط عمليات تفتيش دقيقة وإغلاق للطرق.
كما أفادت المصادر بأن الجيش الإسرائيلي استولى على عدد من المباني السكنية، خصوصاً في شارع نابلس والحي الشمالي، بعد إخلاء سكانها بالقوة، وتحويلها إلى مواقع تمركز عسكرية، بعضها لا يزال خاضعاً للسيطرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقد تسببت السواتر الترابية الموضوعة في شارع نابلس بأضرار كبيرة للبنية التحتية وشلل في حركة السير، مما زاد من معاناة المواطنين.
وأسفرت العمليات العسكرية المتواصلة عن استشهاد 13 مواطناً، من بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملاً، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين، وتدمير واسع في الممتلكات والمرافق الأساسية.
وأدت الإجراءات إلى تهجير قسري لأكثر من 4200 عائلة، أي ما يزيد على 25 ألف شخص، وسط تدمير أكثر من 400 منزل بالكامل، وتضرر 2573 منزلاً بشكل جزئي، فيما لا تزال مداخل المدينة والمخيمات مغلقة بالكامل، ما حول المنطقة إلى منطقة شبه خالية من السكان.
هذا وتشهد طولكرم ومخيم نور شمس أزمة إنسانية خانقة، في ظل استمرار الحصار الميداني، وانقطاع الخدمات، وصعوبة الوصول إلى المراكز الصحية مثل مستشفى الشهيد ثابت ثابت، حيث تتعرض حتى سيارات الإسعاف والمارة للتفتيش والتأخير.
وتُعد هذه العملية من أطول العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة، وتثير قلقاً متزايداً من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بشأن انتهاك حقوق المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية.






اترك تعليقاً