أعلنت كيم يو جونغ، شقيقة زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، أن بيونغ يانغ ترفض بشكل قاطع الانخراط في أي حوار مع كوريا الجنوبية، ووصفت مبادرات إدارة الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جيه ميونغ بأنها “عديمة الجدوى وتكرار أعمى لسياسات سلفه”، متهمة إياه بالسير في خط المواجهة عبر التحالف مع الولايات المتحدة.
وجاء تصريحها اليوم الإثنين، عبر وكالة الأنباء المركزية الكورية، في أول رد رسمي من كوريا الشمالية على الإدارة الجديدة في الجنوب، والتي تولت السلطة قبل نحو 50 يومًا، حسب ما نقلته وكالة “يونهاب” الكورية.
وقالت كيم يو جونغ في بيانها، إن حكومة بيونغ يانغ “لا تكترث” لأي جهود تبذلها سيئول لجذب انتباهها، مؤكدة أن الموقف تجاه الجنوب “ثابت ولن يتغير”، وأضافت: “لن نناقش أو نتفاوض مع كوريا الجنوبية تحت أي ظرف، ولن ننخدع ببعض العبارات العاطفية”.
واتهمت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، الرئيس لي جيه ميونغ، بمواصلة “الانصياع الأعمى للتحالف مع أمريكا”، مشيرة إلى أن إدارته تسير على نفس نهج التصعيد والمواجهة، وأن سياسته “لا تختلف قيد أنملة عن سابقيه الذين جعلوا من الشمال عدوا رئيسيا”.
كما انتقدت كيم يو جونغ بشدة مقترحات في الجنوب لإعادة هيكلة وزارة الوحدة الكورية، قائلة إن وجود هذه الوزارة “غير منطقي” لأن “الكوريتين دولتان منفصلتان”، واتهمت سيئول بأنها “لا تزال مهووسة بوهم الوحدة عبر الدمج”.
وسخرت كيم يو جونغ من إعلان كوريا الجنوبية وقف البث الإذاعي والتلفزيوني الموجه إلى الشمال، واعتبرته “عديم القيمة”، مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تُغيّر شيئًا في موقف بيونغ يانغ أو سلوكها.
وفي ختام البيان، سخرت من مقترح جنوبي بدعوة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، التي تعتزم كوريا الجنوبية استضافتها، ووصفت الدعوة بأنها “وهم سخيف”.
وتأتي هذه التصريحات الحادة في وقت تشهد فيه شبه الجزيرة الكورية توترًا متصاعدًا، وسط مناورات عسكرية مشتركة بين واشنطن وسيئول، وتصعيد متبادل في الخطاب السياسي بين الجانبين، كما أن جهود الرئيس لي لإحياء الحوار بين الكوريتين، بما في ذلك إشارات دبلوماسية ودعوات إلى خفض التصعيد، لم تلقَ أي تجاوب فعلي من الشمال حتى الآن.
ويرى مراقبون أن بيان كيم يو جونغ يحمل رسالة استراتيجية بأن بيونغ يانغ لن تغير موقفها إلا إذا تغيّرت قواعد اللعبة الإقليمية، خصوصًا فيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في الجنوب، وسياسة العقوبات.
رئيس كوريا الجنوبية: مستمرون في تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة لحماية السلام والحرية
أكد رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ التزام بلاده بتعزيز التحالف مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية هذا التحالف في ضمان الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
وفي رسالة بمناسبة الذكرى السنوية لتوقيع الهدنة التي أنهت الحرب الكورية (1950 – 1953)، قال لي جاي ميونغ إن “التحالف الكوري-الأمريكي هو تحالف الدم، وسنواصل تعزيزه عبر جهود شاملة تشمل السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة، لضمان ثبات الحرية والسلام”.
ووجّه الرئيس الكوري الجنوبي الشكر للولايات المتحدة على “تضحياتها في الحرب الكورية”، مشيراً إلى أن أكثر من 36 ألف جندي أمريكي قضوا خلال المعارك ضمن القوات المتعددة الجنسيات التي دعمت سيئول.
وشهدت كوريا الجنوبية الأحد مراسم رسمية لإحياء الذكرى السنوية لتوقيع اتفاق الهدنة مع كوريا الشمالية، والذي أوقف القتال في 27 يوليو 1953، دون أن يؤدي إلى اتفاق سلام رسمي حتى اليوم، ما يجعل البلدين في حالة حرب من الناحية القانونية.
واشنطن وسيئول تؤكدان التزامهما الراسخ بنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية
أكد كبار الدبلوماسيين في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مجددًا التزام بلديهما الكامل بنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية وتنفيذ العقوبات الدولية المفروضة عليها بشكل صارم.
وعقد وزير الخارجية الكوري الجنوبي جو هيون ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أول محادثات بينهما منذ تولي إدارة الرئيس لي جيه ميونغ مهامها الشهر الماضي، وذلك في ظل تحضيرات لعقد قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس لي.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس إلى أن الجانبين أعربا عن قلقهما البالغ تجاه تصاعد التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، مؤكدين قوة التحالف الثنائي بين واشنطن وسيئول، الذي دام أكثر من 70 عامًا وساهم في السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
كما أكدا دعمهما المتواصل لتعزيز التحالف، بما يشمل توفير الردع العسكري المشترك، والذي يتضمن التزام الولايات المتحدة باستخدام كامل قدراتها العسكرية، بما في ذلك الأسلحة النووية، للدفاع عن كوريا الجنوبية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون استبعاد إمكانية إجراء محادثات حول نزع السلاح النووي، مشيرة إلى أن العلاقة الشخصية بين ترامب وكيم ليست سيئة.
كوريا الشمالية تتهم اليابان والولايات المتحدة بتشكيل تحالف نووي يهدد شرق آسيا
اتهم المحلل الكوري الشمالي لي ميونغ نام، اليابان بالسعي لأن تصبح قوة عسكرية مهيمنة، من خلال تحالف نووي مع الولايات المتحدة، يتضمن خططا استراتيجية مرتبطة بالعقيدة النووية الأمريكية في حال اندلاع حرب في شرق آسيا.
وجاء في مقال نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية أن اليابان والولايات المتحدة ناقشتا توفير “قوى الردع النووي الموسعة”، مع وضع خطة تكتيكية ملموسة تشمل كيفية تنسيق الإجراءات وإدارة الرأي العام في حال استخدام الأسلحة النووية.
وذكرت وكالة كيودو اليابانية أن واشنطن وطوكيو تبحثان سيناريوهات لاستخدام الأسلحة النووية في حالات الطوارئ وتبادل المعلومات بشأنها.
وفي يونيو الماضي، أكد البلدان توجيهات الردع الموسع، وشملت فعاليات مثل زيارة قاعدة القاذفات الاستراتيجية بي-52، وإجراء تدريبات محاكاة، مما اعتبره الكاتب تحولًا لتحالف نووي حقيقي.
وأشار المقال إلى أن الهدف من التحالف هو مواجهة “الدول المجاورة، بما في ذلك كوريا الشمالية”، ما يبرر في نظر بيونغ يانغ تعزيز دفاعاتها الذاتية لتحقيق توازن إقليمي وحماية سيادتها.






اترك تعليقاً