كيف يمكن «لمرضى السكري» أن يصوموا شهر رمضان بأمان؟

لا شك أن للصيام فوائد كثيرة على صحة الإنسان، حيث يستعيد الجسم عافيته، وقد يتخلص من الكثير من الأمراض، وخاصة بالنسبة لمرضى السكري، ورغم تخوّف الكثيرين من تدهور صحتهم جراء الصيام، غير أن الأطباء يؤكّدون أن شهر رمضان فرصة مثالية لمرضى السكري لتحسين صحتهم.

وقال الأخصائي في الغدد ‫الصماء بالولايات المتحدة، الدكتور حسن حسني، لوكالة “د ب ا” الألمانية، إنه يمكن للكثير من مرضى السكري أن يصوموا ‫رمضان بأمان، شرط حصولهم على موافقة أطبائهم واتخاذهم بعض ‫الإجراءات الاحترازية الضرورية.

‫‫وأوضح الدكتور حسني، أن شهر رمضان، يوفّر فرصة ‫مثالية للتركيز على تبني أسلوب حياة صحي يقلل أو يلغي عوامل الخطر ‫الخاصة بالسكري، مع مساهمته في الوقت ذاته بتقليل مستويات الكوليسترول ‫وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

في المقابل، أكد حسني، أنه يمكن أن تؤدي العوامل المرتبطة بأسلوب ‫الحياة مثل النظام الغذائي السيئ والوزن الزائد والتدخين وعدم ممارسة ‫التمارين الرياضية إلى تأثيرات سلبية على مستويات السكر والإنسولين في ‫الدم، مما يجعل من إدارة مرض السكري أكثر صعوبة.

‫وبيّن الدكتور حسني، أن مرضى السكري في رمضان قد يكونون عرضة لمخاطر ‫الارتفاع الكبير أو الانخفاض الكبير في سكر الدم، إلى جانب مخاطر ‫الجفاف، مشيرا إلى أنه يجب على المرضى ‫مراقبة مستويات سكر الدم بصورة دورية.

‫وأكد على أهمية معرفة المرضى للعلامات التحذيرية لارتفاع أو ‫انخفاض سكر الدم، ومتى يجب عليهم الإفطار في حالات الطوارئ الطبية، مشيرا إلى أن علامات انخفاض نسبة السكر في الدم، تشمل الارتعاش والتعرق والغثيان ‫والتعب والصداع وعدم انتظام ضربات القلب أو تسارعها وغير ذلك، أما أعراض ‫ارتفاع نسبة السكر في الدم فتشمل عدم وضوح الرؤية وكثرة التبول والصداع ‫وزيادة العطش أو الجوع.

‫وشدد على أنه يجب على ‫المرضى الإفطار إذا كانت مستويات سكر الدم أقل من 3.9 مليمول/لتر (70 ‫ملغ/ديسيلتر) أو أكثر من 16.7 مليمول/لتر (300 ملغ/ديسيلتر).

ولفت إلى أن شرب مقدار كافٍ من الماء خلال الفترة ما بين الإفطار ‫والسحور، والتقليل من تناول المشروبات السكرية أو التي تحتوي على ‫الكافيين، أمرا ضروريا جدا لمرضى السكري.

وبيّن ‫الدكتور حسني أنه يفضل أن يتعاون الأفراد مع أخصائي تغذية خبير بمرض ‫السكري لتحديد احتياجاتهم اليومية من السعرات الحرارية بهدف تخفيف الوزن ‫أو المحافظة عليه بحسب الحالة.

كما يؤكد العديد من الأطباء على أن الصوم لمرضى السكري، يساهم في ضبط مستويات الجلوكوز في الدم طوال شهر الصيام، كما يساعد في  تكسير الجلوكوز وإنتاج الطاقة في الجسم، وخفض إنتاج الأنسولين، وبالتالي يرتاح البنكرياس.

ومن فوائد الصيام لمرضى السكري، زيادة إنتاج الجليكوجين لتسهيل عملية تكسير الجلوكوز، ويخلّص الجسم من الدهون الزائدة، ويقلل مستويات الكوليسترول في الجسم، كما يخفّض مستوى حامض البوليك في الجسم.

وينصح الأطباء، مرضى السكري، بتناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات والتي تتحول إلى سكريات، وعدم تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار والأفضل تقسيمها على أوقات مختلفة.

كما ينصحوا باستهلاك الحبوب المكررة نظراً لاحتوائها على الألياف مما يساعد على تنظيم مستويات السكر بالدم، وتناول البروتينات التي تتحول إلى النشا بدلاً من السكر، وأكل الفاكهة الطازجة “بدلاً من العصير” بالإضافة إلى الكثير من الخضروات.

كما ينصحوا بالتقليل من الأطعمة الدهنية والأطباق الدسمة، والابتعاد عن أكل الحلويات الرمضانية، وممارسة الرياضة اليومية وزيادة النشاط الحركي تفقدنا 10% من الوزن، وشرب الماء بما لا يقل عن 2 لتر يومياً في الفترة ما بين الإفطار إلى وقت السحور.

المصدر: مواقع إلكترونية – وكالة الأنباء الألمانية

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً