لا لإعلام التضليل والتزوير

لا لإعلام التضليل والتزوير

من المفروض أو من الضرورة بمكان أن يكون للإعلام دور هام وريادي باعتباره السلطة الرابعة بعد السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية تُمارس دور الرقيب ونشر الحقيقة وتناول قضايا الأمة الليبية الجوهرية منها دون تزوير أو تضليل وألا يكون مرتعا لكل من هب ودب الغث والسمين من أجل الشهرة المزيفة خاصة في ظل غياب معايير اختيار الإعلامي الكفء والمؤهل.

إن أكبر تحدي يُواجه إعلامنا الليبي المهنية والاحترافية، إلى متى ستظل هذه المسرحية الهزيلة من مهرجين يدعون بأنهم إعلاميين وهم لا يمتون للإعلام بصلة، قنوات برامجها مرقعة ومذيعيها لا يمتلكون الحد الأدنى من اللباقة والثقافة يتاجرون بمشاعر الناس كل همهم زيادة عدد المشاهدين حتى على حساب تساقط دموع المواطن الليبي ومع كل دمعة دولار تسقط قيمة الإنسان الليبي، برامج بلا محتوى ولا مضمون من يقف ورائها ومن المستفيد الأكبر من كل هذا الضياع؟ أليست القنوات إحدى وسائل الإعلام التي من المفروض أنها ترتقي بفكر المشاهد وتعمل على بناء جسور التواصل معه؟ أين الأطفال من كل هذا يطعمونهم وجبات فاسدة مسمومة لنجد جيل المستقبل جيل بلا هدف ولا فضيلة بدون شخصية ولا هوية ليبية؟.

أين الهوية الليبية ومن المسؤول على ضياعها؟ وسط كل هذه الفوضى وعدم وجود رقابة.

سنظل في إعلام القص واللصق إعلام ممسوخ الهوية هل نحن في حاجة سرقة أو حتى نقل الأفكار والبرامج النمطية المتكررة والتي لا تتماشى مع أفكارنا وهويتنا وظروفنا الحالية التي لا تتمشى مع هذه البرامج.

ما سبب كل هذه الاتكالية؟ أين برامج الدين التوعوية الحقيقة والخطاب الإعلامي الراقي؟ أين البرامج الفنية والثقافية التي تخدم قضائنا؟ لماذا كل هذا التضليل والتحقير والسطحية واللامبالاة؟.

تساؤلات كثيرة مشروعة مطروحة ليست للإجابة بل لإدراك ما تبقى من هذا الإعلام المشوه لإنقاذ الأسرة الليبية!.

يكفي ما فعله هذا الإعلام وتلك القنوات كل هذه الفترة من تمزيق النسيج الاجتماعي وتأجيج الفتنة وخلق صراعات لا وجود لها من الناحية الواقعية باعتبارنا شعب متشابك اجتماعية وثقافيا.. أقوى سلاح اليوم ليس المال ولا السلاح بل الإعلام.. على الجميع أن يقف ضد هؤلاء المضللين (المعلم، الطالب، الأم، الأب، الطبيب) كل مواطن اليوم يحتاج لإعلام حقيقي حتى يتطلع على الجانب المضيء من الحياة لا النفاق والكذب والاهتراء، لكل مقام مقال ولكل زمان رجال.

نحن في حاجة لإعلام الخبر والمعلومة الصحيحة دون تحيز لأي طيف من الأطياف السياسية في بلادنا بل علينا أن نعمل من أجل استيعاب كل ألوان الطيف السياسي الليبي وأن تكون مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار.

يؤسفني أن أقول أن أغلب إعلامنا اليوم إعلام كاذب ومضلل ورخيص لأنه لا يخدم القضايا الوطنية بل لتحقيق أهداف صاحب القناة أو الصحيفة في الوقت الذي كان من واجب هذه القنوات خاصة في ظلل الظروف الاستثنائية لبلادنا أن تركز على أزمتنا الحالية، ولعلكم إعلاميي اليوم مع بعض الأستاذات لستم أصحاب هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة الليبية نأمل من الجيل الجديد الواعي مع من سبقهم من الخبرات والقامات وقف هذا الانحدار الإعلامي غير المسبوق، بإعلام اليوم تتغير خريطة العالم فهل ستكون ليبيا ضمن الخريطة أم في خبر كان؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سلمى المنفي

إعلامية

اترك تعليقاً