كشف المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، أن سوريا وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد، بموجبه ستوقف إسرائيل اعتداءاتها على الأراضي السورية، بينما تلتزم سوريا بعدم تحريك أي آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود الإسرائيلية.
وأوضح باراك أن الاتفاق يمثل الخطوة الأولى نحو اتفاق أمني أوسع بين الطرفين.
في السياق، أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينهيرو، أن إسرائيل كثفت غاراتها على المدن السورية، مسببة دماراً واسعاً وسقوط ضحايا من المدنيين، في انتهاك مستمر للسيادة السورية واحتلال أراضٍ جديدة جنوب البلاد.
وجاءت تصريحات بينهيرو خلال تقرير شفوي قدمه في الدورة 60 لمجلس حقوق الإنسان، حيث أشار إلى أن اتفاق 10 مارس بين السلطات السورية وقوات سوريا الديمقراطية متعثر، والاشتباكات الأخيرة تثير مخاوف من انفجار جديد للعنف، في ظل بقاء آلاف عناصر داعش قيد الاحتجاز.
كما لفت بينهيرو إلى أن مواجهة الدروز والبدو في السويداء في يوليو 2025 أسفرت عن نزوح نحو 200 ألف مدني وسقوط مئات القتلى والجرحى، مؤكداً أن وزارة العدل السورية شكّلت لجنة تحقيق مستقلة وأعلنت توقيف عناصر متورطين، مشيراً إلى موجة جديدة من التطلعات نحو السلام والعدالة في البلاد.
وشدد المسؤول الدولي على أن مستقبل سوريا يعتمد على دمج جميع مناطقها ومجتمعاتها المتنوعة في دولة موحدة وآمنة تحترم الحقوق، وتتطلب بيئة سياسية وأمنية مستقرة لمعالجة جذور المظالم والانتهاكات.
في سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقدم في المحادثات مع سوريا، رغم استمرار المسافة حتى التوصل لاتفاق كامل، فيما كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن مفاوضات بوساطة أمريكية قد تؤدي إلى اتفاق قريب مشابه لاتفاق عام 1974، مع التأكيد على أن ذلك لا يعني تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأشار الشرع إلى أن أحداث السويداء الأخيرة كانت فخاً مدبراً تزامن مع اقتراب المفاوضات من نهايتها، مؤكداً أن الثقة بإسرائيل محدودة، وأن استهداف تل أبيب لمباني رسمية في دمشق يُعد إعلان حرب، رغم أن الاتفاق الأمني معها أصبح أمراً لا مفر منه.
الرئيس السوري يؤكد رفض تقسيم سوريا ويطالب بإعادة القوات الأممية وفق اتفاق 1974
شدد الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال ندوة في نيويورك، على ضرورة إعادة إسرائيل للقوات الأممية التي كانت موجودة في إطار اتفاق عام 1974، مؤكدًا على وحدة سوريا ورفض أي مساعٍ لتقسيمها، محذرًا من أن تقسيم البلاد سيضر بدول الجوار.
وأضاف الشرع أن للدولة الحق في محاكمة أي جهة تعتدي على المدنيين، مشيرًا إلى أن واشنطن يمكن أن تساعد في دمج الأكراد بالقوات السورية.
وأوضح أن سوريا تسعى لأن تكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وأن نجاح أي اتفاق مع إسرائيل قد يمهد لاتفاقات أوسع تعمق السلام في المنطقة.
كما تطرق الشرع إلى أحداث السويداء، مؤكدًا أن هناك جهودًا جديدة للمصالحة وإعادة تأليف القلوب، واختتم تصريحاته بالقول إن زيارته إلى نيويورك تمثل “عنوان عودة سوريا إلى المجتمع الدولي”.
إيطاليا تفكك شبكة سورية لغسل عائدات المخدرات وتحويلها إلى ذهب
أعلنت السلطات الإيطالية عن تفكيك شبكة يقودها سوريون متهمة بغسل عائدات تهريب المخدرات في إيطاليا وفرنسا عن طريق تحويل الأموال النقدية إلى سبائك ذهب.
وذكر ممثلو الادعاء في ميلانو أن شرطة الأموال اعتقلت خمسة أشخاص في منطقتي بيدمونت ولومباردي شمال البلاد، وصادرت 17 مليون يورو (حوالي 20 مليون دولار).
وشمل التحقيق فريقًا مشتركًا من شرطة الضرائب الإيطالية والحرس الوطني الفرنسي، بتنسيق من المديرية الوطنية لمكافحة المافيا ومكتب المدعي العام في مرسيليا، إلى جانب يوروبول ويوروجست.
وأوضح البيان أن المشتبه بهم جمعوا على مدى عشرة أشهر أكثر من 17 مليون يورو من عائدات المخدرات، معظمها في فرنسا، ونقلوا الأموال في مركبات مزودة بحجرات مخفية إلى منطقة حول أليساندريا على الحدود مع فرنسا، وبالتعاون مع ثلاث شركات لصهر المعادن الثمينة، حوّلوا الأموال إلى سبائك وصفائح ذهبية، ما سمح بتتبع مسار أموال المخدرات لأول مرة وتحويلها إلى أصل آمن وسهل النقل.
وأضاف ممثلو الادعاء أن قوات الحرس الوطني الفرنسية نفذت في الوقت نفسه اعتقالات إضافية للمشتبه بهم في فرنسا، ضمن إطار العملية الدولية ضد الشبكة.





اترك تعليقاً