كنا نعتقد أن لجنة 6+6 شُكّلت لتكتب التاريخ، فإذا بها تكتبه بالحبر السري التابع للبعثة الأممية.

كنا نظنها لجنة لتقرير مصير الأمة، فإذا بها لجنة “تصبير الأمة” و”تصديق الوصاية الدولية”.

قالوا لنا في السابق: “مخرجاتنا لا تُمسّ… لا تُناقش… لا تُعدّل”، قلنا: ممتاز، على الأقل فيكم رجولة في الثبات على الخطأ.

لكن اليوم، وبدون خجل أو حتى قليل من “تستر الفضيحة”، اجتمعوا مع البعثة الأممية، وخرجوا علينا كالعروس في حفل طلاقها وهم يصرّحون: “اللجنة 6+6 ستعمل على التعديل وفق ما طُرح في اللجنة الاستشارية”<

تعديل ماذا؟ مَن طلب منكم التعديل؟ مَن أعطاكم أصلاً شرف تمثيلنا؟

ألم تقولوا بالأمس القريب: “اتفقنا ولا نقبل التراجع؟”

لكن يبدو أن البعثة قالت لكم: “ارجعوا”، فرجعتم.

يا سادة…

هذا لم يعد حوارًا سياسيًا…

هذا عرضٌ مسرحيٌ طويل، والممثلون لا يُتقنون التمثيل، ولا حفظوا النص، ولا يستحون وهم يقفون على خشبة مهترئة، تصفّق لهم البعثة تيتا، بينما الشعب الليبي جالس في الظلام يتصبب قهرًا.

نذكركم – فقط تذكير بسيط من باب الوقاحة المفيدة – أنكم:

اجتمعتم في أبو زنيقة،

صرفتم الأموال بالدولار والدينار واليورو والدرهم،

أقمتم الولائم، وألبستم “ربطات عنق” للمجهول،

وأعلنتم أنكم كتبتم الحل النهائي.

ثم بعد سنة كاملة…

تعودون إلى نقطة الصفر، وتعدّلون ما قلتم إنه لا يُعدّل.

أي عبث هذا؟

أي لجان أنتم؟

أنتم لا تمثّلون 6 ولا 6، أنتم تمثلون فقط نقطة النهاية في كرامة الحوار الليبي.

بلد فيها:

مرتزقة من كل لون،

قواعد أجنبية في كل مدينة،

ميليشيا في كل حي،

لجنة في كل ركن،

ومبعوثة أممية تشرف على الجميع وكأنها مديرة مدرسة لمجموعة مشاغبين.

ومع ذلك، يخرج علينا أعضاء 6+6 بكل ثقة، ويخبرونا أنهم “سيُعدّلون”، لا لشيء، فقط لأن السيدة تيته قالت “هكذا أفضل”.

إذًا:

حلّوا اللجنة يا سادة،

وفوّتوا علينا مصاريف الفنادق والضيافة،

واتركوا الشأن الليبي لمَن تبقى فيه ذرة حياء.

وإن كنتم مصرّين على التعديل…

عدّلوا وضعيتكم مع التاريخ أولاً، قبل أن تعدّلوا قوانين لا تملكون حق صياغتها.

وكل ستة زايد ستة وأنتم وتيته بخير.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.