بعد عودته من لندن يفاجئنا السيد رئيس ديوان المحاسبة بقوله أن حل المعضلة لدينا يكمن في عودة ضخ النفط ونحن نقول انه يكمن في عودة الوعي…تفقد المحاسبة قضيتها عندما تكون رهينة احدهم… تفقد عذريتها عندما لا تشمل الكل.. عندما تصبح فضيلة وليست فريضة.. تصبح ظالمة وهاتكة للأستار عندما تتغافل عن السير الممنهج لأولئك اللصوص نحو تقسيم البلاد الى غني وفقير.. لامعنى للمحاسبة اذا لم توقف او تحد من الفساد والتسيب لامعنى للمحاسبة اذا ظلت ترسل تقاريرها وتطلق صفيرها دون خطوات عملية… لا حياة ولا تقدم ولا رقي دون محاسبة بل لا اسرة فاضلة دون ان يترسخ فيها مبدأ المحاسبة.. السيد رئيس الديوان يحدثنا عن يوم واحد بعد عودة النفط لتنفرج الاحوال وتعود الامور الى طبيعتها متناسيا وهو الغريب ان الامور أصلا كانت على طبيعتها وأنها كانت جيدة او في ظاهرها كانت جيدة من المجلس الانتقالي حتى البرلمان مرورا بالمؤتمر ما الذي تغير أو بالأحرى حدث.. شراهة في الصرف وقباحة في الترف وشبق للتلف فتعاقب على حكمنا نماذج لم تراعي فينا حتى حقوق الضحية من الجلاد.. كيف لرئيس جهاز حيوي كالديوان لا يدرك ان ضخ النفط لن يفيد الشعب الليبي واللصوص والمهربون هم من يتحكمون فيه.. كيف لا يسبق كلامه العمل على محاسبتهم بقطع خطوط الامداد عنهم وتجفيف المنابع التي يرتوون منها وهذا يقتضي رفع الدعم وتغيير المسارات ولو لمرحلة مؤقتة وهو يرى ما يحدث في مصفاة الزاوية وصمامات الرياينة.
يا سيد شكشك نحن بلد المليون متفنن في كيفية إخراج الاموال وصرفها دون وجه حق.. إن الأزمة الحالية التي نعيشها يجب ان نستفيد منها في بناء قاعدة ثقافية لكيفية تولي المناصب وكيفية إنفاق المال العام وكيفية القضاء على الفساد.. يا سيد شكشك نحن شعب لا يجيد أي شيء.. لا ننتج ولا نعمل ولاوجود لفضل احد على احد في هذه الاموال فالغرب هو من اكتشف النفط والغرب هو من يقوم بعملية الانتاج وتطويره وهو من يبيعه وهو من يشتريه وهو من يعيده على شكل منتجات بترولية وبالتالي نحن مجرد غفراء بدرجة مواطنين (هناك منا الطيبون فيعترفون بحجمهم الحقيقي وهم مكبون على تحسين قدراتهم وإمكانياتهم ومنا دون ذلك ممن وجد كرامته في العمالة لذلك الغربي فباع دينه ودنياه له وهم طبقة السياسيين والتجار ومشعلي الحروب).. إذا لا فضل لاحد على أحد في هذه الثروة وهنا يكمن دورك في المراقبة والوقوف في وجه من يتحايل علينا ليوهمنا بانه يقدم لنا ما لا نستطيع ان نقوم به وان له الحق في أن يأخذ منها أكثر منا.. كل المعاملات وكل الاجراءات غير صحيحة ويشوبها الفساد وتحيط بها العلة ولهذا وقبل ان تقول ان النفط سيعود علينا بالنفع يجب أن نهيئ الارضية لعدم عودتنا للضلال والفساد.. العدالة والانصاف والانتاج فقط الذي يبني الدول.
ما ينبغي ان تلتزم به المحاسبة وديوانها في اجتماعاتها ولقاءتها هو ممارسة الضغوط على الادارة التشريعية لتصوغ القوانين التي تجرم التوظيف على غير اهل الاختصاص ووفق برنامج علمي ولجان مفاضلة للمتقدمين لشغل تلك الوظائف.. الفساد يضرب بأطنابه لأنه محمي بالجهوية والعنصرية والعمالة.. الفساد هو الذي يخلق الحساسيات ويجذر للبغضاء بين ابناء الوطن الواحد.. سيستمر الفساد عندما نرى مناطق تنتعش وتزدهر فقط لأنها تمتلك السلاح وتبتز الدولة وتخلق لها قوة ووجودا وهميا والدولة ترضخ وتغدق عليها.. كيف يستقيم الحال ومناطق لا يتعدى سكانها بضعة الاف تدعم بينما مناطق تعدادها عشرات الالاف تترك وهنا أعني الخدمات التي يفترض فيها ان تراعي الكثافة السكانية والاحتياجات المطلوبة.. البداية حساب والنهاية محاسبة.. نحن لا يعنينا ما يتفق عليه الاعداء الشركاء في المجلس الرئاسي فهم يتقاسمون الادوار فيما بينهم لترضية بعضهم بعضا.. نحن يعنينا ان تكون اموالنا وارزاقنا بمأمن من تحايلهم وفسادهم.. ديوان المحاسبة عليه ان يعي انه جهاز سيادي يخدم الوطن والمواطن بعيدا عن البازارات السياسية وان اهم اهدافه منع تقسيم البلاد الى اغنياء وفقراء جراء التوزيع المجحف لإيرادات البلاد دون الخضوع لعامل العدالة والشفافية.
[su_note note_color=”#ecebc8″ text_color=”#000000″]هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع[/su_note]
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.





المشكلة كل واحد مسؤال عن صرفة و ترفة و ….. في هذه الأجسام المذكورة و أضيف عليها اجسام خيرات الصخيرات امام المولي اما ديوان المحاسبة مسؤال عن اعمال هؤلاء جميعاً و غيرهم و لهذا يلزم ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب … و ليس أمامنا الا ان نقول شكشكي يا قرادل ديوان المحاسبة
ديوان المحاسبة … عند اللجوء اليه بخصوص توقف مرتبات 17 شركة عامة تابعة للهيئة العامة للخصخصة والاستثمار … عاميين بدون مرتبات لحوالي 17 الف موظف … مع مقترحات بالتقاعد الاختياري او الإحالة الىً جهات اخرى …. افاد بعدم تخصصه …. حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم