لو لم تتحلّوا بأخلاق سيد الخلق لن تُشكّلوا حُكومتكم أبداً

لو لم تتحلّوا بأخلاق سيد الخلق لن تُشكّلوا حُكومتكم أبداً

يُقال … ما بٌنى على باطل فهو باطل هكذا يُقال وهكذا تعلّمنا وهكذا نُربى أبنائنا على هذا ولكى تستمر الحياة كما أرادها الله ورسوله وديننا الإسلامى أقول ذلك بأسلوب المُسلم البسيط الوسطى المعتدل فأنا لست من الذين يتخذون من الإسلام سُلماً وجسراً للعبور إلى أهدافهم الدنوية للهيمنة والتسلّط أو من الذين يدبّرون الأمر بالليل للوصول إلى أحلامهم فى السلطة  والذين نشاهدهم اليوم يتشدقون بالقيم والمبادئ والتُدين ويتسابقون إلى منابرالمساجد لإستقطاب البسطاء بعبارات حفظوهاعن ظهر قلب ويرددونها فى كل وقت وفى أى مناسبة ، يصولون ويجولون اليوم فى المؤتمر العام ويُختختون ويتوشوشون ضد هذا وذاك من وراء الكواليس لنيل الحقائب الوزارية وهم ليسوا أهلاً لها وتاريخهم الإنتهازى فى دول الجوار يشهد بذلك ،، ولست كذلك من مّن يُسمون كيان تحالف كل من هب ودب (العدد فى الليمون كما يقال) ولن أكون فما يتوفر لدينا من وثائق وروايات شفهية تكفينا أن لا نكون من هؤلاء ولا من أولئك ولكن نقولها وبكل فخر (نحن ليبيون وكفى) ولم نقفز من السفينة الغارقة على شاطئ النجاة بعد أن سقط رُبانها مغشياً عليه من هول الفاجعة . وكنا مع الثورة منذ الساعة الأولى والسيد مصطفى عبدالجليل يعلم ذلك !! بينما هناك من إختفوا فى بيوتهم يسترقون السمع وما تهديد (شاكير لنا بالإغتيال فى الأيام الأولى بخافى عن أحد) بينما هناك من كان على إتصال بشاكير وقادربوه يومياً لإطلاعهما عن ما يدور على الجبهات ،، ونحترم الثوار الحقيقيين الذين إمتشقوا سلاحهم لتحرير ليبيا ونُجّل فيهم ثوابتهم ومبادئهم وبأى تسمية إتخذونها لأنفسهم فهم واضحون وضوح الشمس يطالبون بتطبيق الشريعة التى يرونها صريحة ولم يكن هدفهم السلطة أبداً وهم ليسوا كأولئك المتلونين حسب المناسبة والمكان.

فهؤلاء اليوم يتخندقون فى الصفوف الأمامية وأصبحوا من الثوار الذين تهمهم ليبيا ومستقبلها وبكل صحة وجه يتهمون غيرهم بالإنتهازية والتبعية وهم أول من حاور النظام يومها وأول من إستلم التعويضات (خلوّها مستوره أفضل لكم). لأننا بدأنا بجمع الوثائق بالإسم وقيمة التعويض والإستفادة الأسرية بعد ما رفص السيد محمد المقريف إعلان إسمائهم على الليبيين داخل المؤتمر ليتعّرف عليهم الشعب الليبى الذى وضع ثقته فيهم مؤقتاً ولكى يتخذ الإحتياطات اللازمة لإسقاطهم من المؤتمر حيث أصبحت ليبيا على شفى حفرة من نار وتقترب من حرب أهلية ستأتى على الأخضر واليايس بسبب هذه النماذج التى لا يهمها إلا مصلحتها فماذا تنتظرون؟؟؟ !! فأنتم أهل ليبيا وليس لديكم جوازات سفر غربية ولا عربية وهم تعودوا على القفز من السفينة قبل غرقها أما أنتم ستتحملون ضياع ليبيا بحرب أهلية أو تدخل أجنبى .. فأحذروا.

لقد تعلمنا من آبائنا أن أى أساسات وأى قواعد أى كانت إجتماعية أو إقتصادية أو سياسية أو تعليمية تؤسس على الكذب والغش والخداع لن تُعمّر طويلاً والبيت الذى يُبنى من حرام وخصوصاً من المال العام ، مصيره الإنهيار على رؤوس أهله!والمسؤول الذى يصل إلى الكرسى بخداع الناس والكذب عليهم ، مصيره يُكشّف ويتعرّى أمام ألله وأهل الفريق كما يقال ولو بعد حين ، والحاكم الذي يصل إلى مقاليد أمور الناس مُتخّذاً من الكذب والتلاعب بمشاعر مواطنيه والضحك عليهم ومحاولة شراء ذممهم أو شراء دعمهم وهم لا يعلمون بحجة الجهوية أو القبلية أو المناطقية حتى يتحول ذلك الحاكم إلى طاغية يتحكم فى مصائر البشر ويعم إيذاؤه كل من حوله ويفعل كل ما يغضب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  فلا شك أن ألله سيُعجّل بسقوطه وفضحه مهما ظل على كرسيه هو ومن ساعده فى إيذاء أهله ومواطنيه ولنا فى سقوط الطاغية عبرة لمن يعتبر حيث شتت الله أهله فُقتل من قُتل وهرب من هرب وسُجن من سُجن وهو عقاب الله تعالى لكل من تولى أمر فئة من الناس  وأفسد حياتهم ودمّر مستقبلهم فالله يُمهل ولا يهمل ولا يتذكر إلا أولى الألباب.
خمسون يوماً حتى الآن ولازال المؤتمر الوطنى العام يُراوح فى مكانه لأن النفوس لم تتغير والمطامع فى السلطة تزداد يوماً بعد يوم والجهوية ضربت أطنابها فى أركان المؤتمر والقبلية تتلهف لأخذ مكان لها فى الحكومة والإقصاء والتهميش توجهاً متفق عليه من الكل بدون توقيعات ، أقول … عندما فتح الرسول الكريم مكة فى أكبر غزوة خاضها المُسلمون ضد الكُفر والجهل والطمع ، خاطب يومها أهل قريش والمسلمين معاً قائلاً من ضمن ما قاله سيد الخلق (من دخل دار أبى سفيان فهو آمن) فمن هو أبو سفيان أليس ذلك الطاغية الدكتاتور الذى حارب وقاتل  رسولنا الكريم !! ولكنها أخلاق سيد الخلق فهو مُجمّع القلوب ومُنقيها بإذن إلله من الكراهية والحقد والغش والخداع .. سيد الخلق لم يقل للمسلمين طبّقوا العزل السياسى على (أبى سفيان وغيره ممن حاربونى) بل بحكمته إستطاع أن يضمه للإسلام كما فعل مع خالد إبن الوليد السيف الذى كان قاسياً على المسلمين فأصبح بعد ذلك سيف الله المسلول .. فلماذا لا تتحلوا بأخلاق رسول إلله وأجعلوا مستقبل ليبيا أكبر من أى شئ ومن كياناتكم المُصطنعة التى تهدف للوصول إلى السلطة ، أقولها وبكل صدق لم ولن تستطيعوا تشكيل حكومة وأنتم بهذا الفهم القاصر المتدنى ولن تتمكنوا من إقامة دولة مُتحضرة وديمقراطية وأنتم تتخذون من الحقد والكراهية والعزل السياسى والإقصاء منهجاُ وهدفاً. اللهم أحمى ليبيا من القادم … أللهم فأشهد أللهم إنى بلغت.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً