ليبيا تشارك بفعاليات دولية وإقليمية لـ«مكافحة الفساد» في قطر

شارك رئيس هيئة الرقابة الإدارية عبدالله قادربوه، والوفد المرافق له، في فعاليات يوم شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (جلوب)، والتي أقيمت على هامش أعمال الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (CoSP11) بفندق شيراتون الدوحة، تحت شعار “بناء نزاهة الغد”.

وتناولت الجلسة الافتتاحية التحديات المتزايدة التي يفرضها الفساد، باعتباره ظاهرة عابرة للحدود تستغل الثغرات القانونية والإدارية وضعف التعاون الدولي للتحايل على القوانين والإفلات من المساءلة، في ظل تطور أساليب الجريمة وتعقّدها.

وأكد عبدالله قادربوه أن مواجهة الفساد لم تعد ممكنة بالاعتماد على الجهود الفردية، بل تتطلب تعزيز التعاون الدولي وتكثيف تبادل المعلومات بين أجهزة إنفاذ القانون، مشددًا على الدور الحيوي لشبكة “جلوب” في دعم التحقيقات، وتسريع قنوات التواصل، وبناء الثقة بين الجهات المختصة، بما يسهم في رفع كفاءة وفاعلية الجهود المشتركة لمكافحة الفساد.

وشهدت الجلسة مداخلات حول أهمية العمل الجماعي، حيث شدد السيد حمد بن ناصر المسند، رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية بدولة قطر ورئيس الدورة الحادية عشرة للمؤتمر، على ضرورة إنشاء منصات عملية وآمنة لتنسيق الجهود وتبادل المعلومات بين الدول، مؤكدا أن النزاهة تمثل ضرورة وطنية وليست مجرد ترف إداري.

وشارك في المؤتمر أكثر من 2500 مشارك يمثلون نحو 192 دولة، إلى جانب منظمات دولية ومؤسسات من المجتمع المدني، حيث ناقشوا محاور عدة، منها دور الذكاء الاصطناعي في منع ومكافحة الفساد، وتعزيز سلامة الشباب وحمايتهم من مخاطر الفساد، وتحسين الشفافية في تمويل الأحزاب والحملات الانتخابية، بالإضافة إلى استرداد الأموال المنهوبة وإعادة توجيهها لدعم الخدمات العامة الأساسية.

مشاركة ليبيا في الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد

على هامش المؤتمر، شارك عبدالله قادربوه في اجتماع أعضاء الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، مؤكداً أن مشاركة ليبيا تنطلق من إيمانها بأهمية العمل الإقليمي المشترك لمواجهة الفساد وتعزيز منظومات النزاهة والشفافية، مشددًا على أن التحديات العابرة للحدود تتطلب تنسيقًا مستمرًا وتبادلًا فعالًا للمعلومات والخبرات بين الأجهزة الرقابية في الدول العربية.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن الشبكة العربية تمثل منصة فاعلة لتوحيد الجهود وبناء شراكات مؤسسية مستدامة، ودعم قدرات الهيئات الوطنية في الوقاية من الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة، وتعزيز المساءلة وحماية المال العام، بما ينعكس إيجابًا على مسارات الإصلاح والتنمية في المنطقة.

هذا وتأسست الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في 30 يوليو 2008، وتضم حاليًا 53 وزارة وهيئة إدارية ورقابية وقضائية من 20 دولة عربية، إلى جانب مجموعة غير حكومية مكونة من 25 منظمة مستقلة من المجتمع المدني وقطاع الأعمال والمؤسسات الأكاديمية.

وتجتمع الشبكة بشكل دوري لمراجعة مستوى التقدم في برامجها، وتحديد أولويات العمل، وإصدار القرارات والتوصيات الداعمة للجهود الإقليمية.

وتعمل الشبكة بدعم من المشروع الإقليمي “مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في البلدان العربية” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتتعاون مع عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، منها جامعة الدول العربية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً