سوريا.. مقتل 13 مدني بقصف إسرائيلي على «بيت جن» بريف دمشق

أدانت وزارة الخارجية السورية العدوان الإسرائيلي الذي نفذته دورية تابعة للجيش الإسرائيلي بالتوغل داخل بلدة بيت جن في ريف دمشق، واعتدائها على الأهالي وممتلكاتهم، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات وتصدي السكان للقوات المعتدية.

وأكدت الوزارة في بيان صحفي أن استهداف الاحتلال للبلدة بالقصف بعد فشل التوغل يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، خلفت أكثر من 10 قتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وتسببت بحركة نزوح واسعة نتيجة القصف المستمر.

وحملت سوريا سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان والدمار الناتج عنه، معتبرة أن هذه الاعتداءات تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي وتندرج ضمن سياسة منهجية لفرض واقع عدواني بالقوة.

وجددت الوزارة مطالبتها مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، واتخاذ إجراءات رادعة تحترم القانون الدولي وسيادة الأراضي السورية.

وأكدت سوريا أنها ستواصل الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل القانونية، مشددة على أن هذه الجرائم تزيدها تمسكًا بحقوقها ورفضها للاحتلال والاعتداء.

وكان قُتل 13 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، جراء قصف إسرائيلي على بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تبحث عن آخرين عالقين تحت الأنقاض، وفق مراسل الإخبارية السورية.

وأفادت وسائل الإعلام السورية أن القصف استهدف البلدة والطريق المؤدي إلى مزرعة بيت جن، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة، بينما نزحت عشرات العائلات إلى مناطق أكثر أمانًا نتيجة استمرار التحليق المكثف للطائرات المسيّرة والاشتباكات المستمرة.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ستة جنود خلال اشتباكات برية في البلدة، بزعم اعتقال عناصر قالت تل أبيب إنهم خططوا لعمليات داخل أراضيها.

وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الإصابات شملت ضابطين ومقاتل احتياط بجروح خطيرة، ومقاتل آخر مصاب بجروح متوسطة، بالإضافة إلى ضابط ومقاتل احتياط بجروح طفيفة، وتم نقلهم إلى المستشفيات لاستكمال العلاج.

وتشهد المنطقة منذ أيام توغلات برية إسرائيلية متفرقة في قرى ريف القنيطرة وريف دمشق الجنوبي، تضمنت دخول قوات إسرائيلية إلى قرى بريقة ورويحينة وأم العظام والمشيرفة، ورفع العلم الإسرائيلي على تل الأحمر الشرقي قبل الانسحاب.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارة لقوات الجيش المنتشرة في جنوب سوريا، إن بلاده حريصة على حماية الطائفة الدرزية على طول الحدود وتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية.

من جانبها، أكدت وسائل الإعلام الرسمية السورية استمرار عمليات البحث عن عائلة لا تزال عالقة تحت الأنقاض، مشيرة إلى صعوبات كبيرة تواجه فرق الإنقاذ بسبب استمرار الاعتداءات الجوية على محيط المنطقة.

وتزامنت أحداث بيت جن مع احتفالات أنصار سلطة أحمد الشرع في دمشق بالذكرى السنوية لعملية “ردع العدوان”، التي يقدمها الإعلام الرسمي السوري كنقطة تحول مهمة في موازين القوى، ما يعطي للعملية الإسرائيلية بعدًا رمزيًا واستراتيجيًا في توقيت حساس.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، نفذت قوة من الفرقة 210 عملية برية داخل بيت جن لاستهداف عناصر قالت إسرائيل إنهم ينتمون إلى “تنظيم الجماعة الإسلامية”، إلا أن المصادر السورية أفادت بوقوع اشتباكات مع الأهالي قبل انسحاب القوة، ما أدى إلى تدخل الطيران الإسرائيلي بشكل مكثف وفوري.

وأشار شاهد عيان إلى نزوح جماعي للعائلات إلى القرى المجاورة نتيجة القصف المستمر وتحليق الطائرات، فيما امتلأت الطرقات بسيارات وعائلات تحمل ما استطاعت حمله، في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث سنوات الحرب الأولى.

وأكدت وسائل الإعلام السورية سقوط 9 إلى 10 قتلى حتى الآن، بينهم نساء وأطفال، مع وجود عائلات محاصرة تحت الأنقاض وصعوبة في عمليات الإنقاذ، وسط حالة من الهلع والشلل التام نتيجة التحليق المكثف للطائرات الحربية والمسيّرة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تعثر المفاوضات السورية–الإسرائيلية برعاية أمريكية، بعد رفض دمشق طلب تل أبيب فتح ممر إنساني إلى محافظة السويداء، معتبرة الخطوة انتهاكًا للسيادة السورية، فيما يستمر التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية بوتيرة متصاعدة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً