ماذا تُخفي «المنقوش» وهل تعود إلى الحكومة؟

يبدو أن العام 2023 لم يطو قضية إقالة وزير الخارجية المقالة “نجلاء المنقوش” فمن بوابة اتصال هاتفي مع وزير الخارجية اليوناني، عادت قضية الوزيرة إلى الواجهة في اليوم الأخير من هذا العام.

صحيفة “كاثيميريني” اليونانية، قالت إن “المنقوش” أجرت يوم الأربعاء الماضي اتصالات مع وزير الخارجية اليوناني بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية بين اليونان وليبيا.

الخبر من حيث الصياغة والبنية لا يبدو مثيرا لأي تساؤل، لكن يبدو باب السؤال عن الصلاحية مفتوحا، فهل عادت للمنقوش صلاحياتها، ومن أعادها لها، وهل من صلاحيات وزيرة مقالة أن تجري اتصالات باسم الحكومة.

هذه الأسئلة تداولها الشارع الليبي عقب تداول الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، و الكل يسأل هل طويت قضية لقاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي، وهل سيتم إعادة تعويمها كوزيرة في حكومة الوحدة الوطنية، وما هي الدوافع وراء هذا الجدل الذي يثار حول وزيرة أقيلت وانتهى الأمر.

وكالة الأنباء الليبية اعتبرت أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، تلمس الأعذار للوزيرة في مقابلة صحفية عندما قلل من أهمية لقائها بوزير إسرائيلي وقال حينها إن “نجلاء المنقوش” كانت تعيش في الولايات المتحدة وشعرت بأن لقائها مع وزير الخارجية الإسرائيلي في روما، سيكون بدون تأثير، وهي سيدة وطنية تحب فلسطين ولقاؤها كان عرضيا تم استغلاله من الخصوم.

لغة مخففة وشهادة بالوطنية واتهام للخصوم كل هذه المعاني حملها كلام الدبيبة فهل كان لذلك مقدمة لعودة المنقوش إلى الحكومة، كلها أسئلة تراود الشارع الليبي.     

واللافت أيضا أن المنقوش عادت لتسجل ظهورا إعلاميا مخففا لكن بلغة مسؤولة، أقل ما يقال عنها أنها سياسية موجهة بدقة، حيث اغتنمت ذكرى الاستقلال للتحدث بالشأن السياسي دون أن يحسب ذلك كتصريح سياسي وكان كلامها الذي نشرته على منصة (X) موجها بدقة للطبقة السياسية في ليبيا.

وكتبت المنقوش أن “نيل الاستقلال يحتاج إلى التضحيات والتنازل عن المصالح الشخصية وإعلاء مصلحة الوطن، والترفع عما يربك استقراره” مضيفة  “إن الزمن والعمل بصمت كفيلان بإماطة اللثام عن الحقائق وتفاصيلها” فهل كان هذا إيحاء بأن لديها ما تقوله لكنها تترك الزمن ليكشف ما تريد وتقول إنها تكتفي بالعمل.

هل كانت رسالة المنقوش بخصوص إماطة اللثام عن الحقائق رسالة لجهة محددة داخل الطبقة السياسية لديها ما تخفيه و تعلمه المنقوش، هذا سؤال آخر ربما سيسأل عنه الليبون بعد تصريحا المنقوش.

وكانت المنقوش أثارت جدلا واسعا في سبتمبر الماضي بعدما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، لقائها بوزير الخارجية الإسرائيلي في روما، وتم على إثر ذلك إحالتها للتحقيق وتعيين قائم بأعمال الوزارة بدلا منها.

هل ستعود المنقوش، وإذا عادت فهل سيعني ذلك أن صفقة ما تم ابرامها معها لتبقي اللثام مطويا على الحقائق التي ألمحت بإمكانية كشفها في ذكرى الاستقلال.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً