ماذا قال سيالة أمام المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في باريس

عين ليبيا

قال وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني “محمد سيالة” في الكلمة التي ألقاها الخميس أمام المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس: “نجنمع اليوم في وقت يمر فيه العالم بظروف صعبة وحرجة للغاية تضعنا شعوبا وحكومات امام تحديات حقيقية لمعالجة مكامن الخطر الذي يحيق بنا جميعا من خلال تضافر الجهود وتوحيد الرؤى وحشد الامكانيات لمواجهة التهديدات التي تحيط بمنطقتنا والعالم”.

وأضاف سيالة: “ظاهرة الإرهاب أضحت واقعا ملموسا تجاوز كل الحدود ولم تعد محصورة داخل دولة أو منطقة بل أصبحت تتهدد جميع المجتمعات الإنسانية دون استثناء وتفقدنا الشعور بالأمن والأمان، فالإرهاب يستهدف الجميع الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب دون وازع ديني أو أخلاقي.

وخاطب سيالة المتمر بالقول: “إن بلادي عانت من خطر الإرهاب ولكنها من منطلق إيمانها العميق بواجبها تجاه شعبها وشعوب العالم نجحت في محاربته وخاضت معركة حاسمة ضد تنظيم الدولة الإرهابي “داعش” في مدينة سرت ودحرته وحررتها، وإن كانت بلادي قد دفعت ثمنا باهظا من أرواح شبابها في هذه المعركة فإنها على يقين بأنها قامت بواجبها الإنساني وطنيا وإقليميا ودوليا.

وإشار “سيالة” إلى أن ليبيا ما زالت تعاني من الإرهاب والذي كان آخر جرائمه تفجير الإرهابيين لبوابتين أمنيتين في سوكنة واجدابيا أوديا بحياة 12 جنديا من الجيش بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وأكد “سيالة” أنه لا يمكن الحديث عن كل هذه الأحداث التي يعاني منها العالم دون الحديث عن تمويل الإرهاب، الهدف الذي تسعى نحوه كل التنظيمات الإرهابية بشتى الطرق خاصة تجارة المخدرات والأسلحة والتهريب واختطاف الرهائن وطلب الفدية والسطو المسلح وتزوير الأموال، بالإضافة إلى ظاهرة الاتجار بالبشر من خلال استغلال ظروف المهاجرين.

وأوضح “سيالة” أن ليبيا كانت من بين الدول التي صادقت على الاتفاقية الدولية لمحاربة الإرهاب التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة العام 1999 وساندت كل القرارات الي أصدرها مجلس الأمن ذات العلاقة.

وأشار “سيالة” إلى أن ليبيا رغم الظروف السياسية فقد اتخدت إجراءات حازمة لمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله وأصدرت العديد من القوانين لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

كما أكد “سيالة” أن كل هذه الجهود توجت برفع اسم ليبيا من قائمة الدول المصنفة تحت المتابعة المعززة من قبل فريق متابعة التعاون الدولي التابع لمجموعة العمل المالي في العاصمة الفرنسية.

وشدد “سيالة” في كلمته على التزام ليبيا بتنفيد المعايير الدولية لنظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لإيمانها بأنه طوق النجاة للجميع أمام التحديات التي تفرضها ظاهرة الإرهاب وتمويله.

وأوضح “سيالة” أن ليبيا ورغم كل الظروف تستطيع أن تقدم الكثير في مكافحة الإرهاب وتمويله، داعيا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم الشرعية الذي من شأنه أن يعزز جهودها في هذا المجال.