عندما راهن الدكتور جبريل على الامريكان كان عموم الشعب الليبي يعي حجم المؤامرة ومع ذلك لم تسعف الدكتور استراتيجياته وتفوق الحس الوطني المشبع بقيم المعارضة لدى الشعب على تلك النظريات والمحاضرات التي حاول الدكتور اقناعنا بانها الخير العميم لنا ….لم يدعنا سيادة الدكتور في غفلاتنا يرزق بعضنا بعضا بل اراد ان يقيم دولته رفقة صبيته ممن يقول عنهم اليوم انها شخصيات جدلية …عندما يتصارع الديكة اللوم يذهب للدجاج ….حوار الصخيرات واتفاق الصخيرات ونتائج الصخيرات كلها غربية الصنع والمنشأ وهي لا تستطيع ان تخرج عن القواعد الامريكية في تحديد الاولويات وكيف للشعوب ان تحيا وامرها ليس بيدها وعندما تعطي امرها لمن اختارته يجري به خوفا وطمعا ليضعه بيد اسياده.
اخيرا قال السيد محمود ما هو غير محمود؟ ..هل هي صدفة ام هو الميعاد المضروب …هل هي الخبرة ام التقازة والتنجيم …السياسة جزء من ذلك كله بالإضافة الى تلفيق التهم والكيل بمكيالين.. يبدو انها ضربة موجعة تلك التي تلقاها الدكتور محمود جبريل ومن لف لفه بعد ان اعتصمت طرابلس فحقنت دماء ابنائها واللاجئين اليها من كل حدب وصوب.. التعويل على مذبحة كبيرة هو ما كان يعد ويخطط له.. استنفار على الحدود وتهيئة الجيوب.. كانت فرصة لتدر عليهم دخلا وتأييدا يبقيهم في الساحة سادة ولكن.. المناوئين لهم كان لهم رأي وتدبير اطاح بالتعويل فلا عويل ولاغويل.. الصراع على مصير العاصمة كان سياسيا انتصرت فيه القوى التي ادخلت مجلس الرئاسة على تلك القوى التي كانت تعول على الحرب لتجد لها موطئ قدم لها بعد تهميشها.. القوى التي ادخلت المجلس كسبت ولابد من استثمار مكسبها سياسيا وهذا على ما يبدو تماهت معه الدول الكبرى الراعية التي ليس من ضمنها الدول الراعية لمحمود جبريل وفريقه.. الخيبة كبيرة ووقعها شديد حسب التصريحات التي ادلى بها محمود جبريل مؤخرا منتقدا و متناقضا مع ما كان يسميها ثوابته الوطنية.. ايضا حدة النبرة تعود لاختيار السراج الذي وان كان ينتمي للتحالف الا ان اختياره يجعل منه رقما يجب الاستماع اليه وعمل الف حساب لما يخرج منه؟.. يبدو ان الطرابلسيين قرروا استخدام اوراقهم وهم يرون ما يحيكه الاخرون من مؤامرات لتهميش دور العاصمة واهلها.. بعد الكيب تم اختيار السراج.. نحن لانقول مع او ضد انما نقول ان اللوبي الطرابلسي يستطيع ان يعيد التوازن للمعادلة التي حاول افسادها تحالف العسكر مع القبائل.. فالعاصمة وجه حضاري تجيد السياسة وسرعان ما تلفظ من لايقيم للحضارة وزنا.
اختيار السراج رئيسا لمجلس الوفاق قضى على طموحات جبريل في الزعامة حتى وان حسب السراج من ضمن فيلقه اذ انه بهذا المنصب لم يعد ذلك المغمور المأمور في تحالف منفعي يضم رجال مهنتهم كيفية سرقة المال العام وبالقانون.. وكون القانون اليوم بيد السراج فان قبضة التحالف تتراخى ومن ثم فان ما يلوح به جبريل من عراقيل انما هي تنفيسات شخصية تلبست بقضايا عامة.
الخطاب الذي يصر السيد جبريل على التزامه وثبت فشله لا يمت لا للدولة ولا لقيامها ولا للقيم والثوابت… في ليبيا نحتاج الى عودة للعقل لا لتغييبه والعقل لا يمكننا ان نجده لدى من تآمر على ليبيا وجلب لها الاعداء في سبيل غاياته واليوم يتهم اولئك بأنهم مستعمرون وكأنه اكتشف البارود.. لا يمكن تصديق من يحمل شعارات لا يطبقها.. لا يمكن السير خلف من يلعن الفقر والجهل والمرض والفتن وهو عرابها وسيدها دون منازع.. جبريل هو صاحب كل المخازي التي يرزح تحتها الوطن فهو من افتخر بجلب العدو للديار ثم انبرى يحذرنا من مؤامراته.. جبريل هو من افرغ خزائننا وجعلنا نعيش البؤس والفاقة بفضل مناوراته وحكوماته ووزراءه …الفساد لا يراه الا في غيره.. لم نسمعه يوما يتكلم عن فساد تحالفه ولا ملفات قدمها للنائب العام تحوي اختلاساتهم واساءاتهم وهي اكثر من ان تحصى.. يتعاون مع الانقلابيين ثم يسبهم.. يهدد بفضح حفتر خلال ساعات فاذا تحصل على مبتغاه تراجع.. جعل الوطن قنطرة لتمرير اوهامه وليس ملاذا مطمئنا له ولأولاده.. ما تعيشه ليبيا من اخفاقات وما يغمرها من خروقات في امنها وسيادتها يرجع جله لسيادة الدكتور محمود جبريل قدس سره وحرم الله ليبيا من بركاته.. لقد كنا ننتظر استغفاره وانسحابه فإذا به يقول غدا عرسي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.





اترك تعليقاً