متطرفون بلجيكيون يرغمون تلاميذ مسلمين على أكل الخنزير في رمضان

بروكسل – عمد مجموعة من الشباب البلجيكي الى اجبار تلاميذ من المسلمين على تناول ماكولات مصنوعة من لحم الخنزير عنوة وذلك خلال حفل اقامته إحدى المدارس البلجيكية الواقعة في المنطقة الفلامنكية.

واحدث ظهور المجموعة من الشباب التي تطلق على نفسها اسم “فلامس بيلانج” والتي وصفها الإعلام البلجيكي بالمتطرفة اثارة البلبلة والهلع في المدرسة مما دفع مدير المدرسة الى ابلاغ الشرطة ليفاجا الجميع بهروب المجموعة خوفا من القاء القبض عليهم.

وتناقلت وسائل الاعلام البلجيكية الخبر معتبرة ان تصرف مجموعة “فلامس بيلانج” كان ردة فعل غاضبة وحانقة على قرار المدرسة باحترام مشاعر التلاميذ المسلمين خاصة في شهر رمضان فاستثنت الأطباق المحرمة بحسب الدين الإسلامي وقدمت اللحوم المذبوحة وفقاً للشريعة الإسلامية.

في حين اثار تصرف المجموعة المتطرفة استياء وغضب المسؤولة في المدرسة والتي اعتبرت مثل هذا التصرف خروجا عن حدود الاحترام واللياقة والادب خاصة وان الشباب اقتحموا المدرسة ومعهم لحم الخنزير وبدأوا بدفعه في وجوه الأطفال المسلمين “ضحايا هذا الهجوم” .

في الاتجاه الاخر اعتبر نشطاء “فلامس بيلانج” ماقاموا به ناجحاً لانهم تمكنوا من اثارة خوف ورعب المسلمين.

وتلقت المجموعة اتصالات هاتفية من جانب أولياء أمور التلاميذ غير المسلمين في المدرسة استنكروا من خلالها “انصياع إدارة المدرسة” للقوانين الإسلامية وابعاد لحم الخنزير من الحفل، الأمر لذي دفع المجموعة للقيام بأي رد فعل “حتى وان كان رمزياً”.

ويعيش في بلجيكا زهاء نصف مليون مسلم حسب تقديرات المشرفين على المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا معظمهم من المنتمين إلى الجالية الوافدة من البلاد الإسلامية وتحديدا من المملكة المغربية وتركيا إلى جانب جنسيات اخرى.

ومن حين لاخر تطفو على السطح ممارسات تتهجم على الاسلام والمسلمين من قبل مجموعات عنصرية متشددة ترفض القبول بالمسلم في بلدانها كقيام أحد المدرسين البلجيكيين بالتهجم على شخص الرسول الكريم ليتظاهر المئات من الطلبة الأجانب خاصة أبناء الجاليات الإسلامية والعربية في مدارس مقاطعة أنتويرب البلجيكية، احتجاجا على الاساءة للمقدسات الاسلامية.

وتتلقى جمعية مدارس بلا عنصرية البلجيكية باستمرار عددا من الشكاوى من جانب التلاميذ المسلمين ضد المدرسين وهي تنحصر في إرغامهم على أكل وجبات فيها لحوم الخنزير.

وقال فرانك فينمانس مسؤول بالجمعية “يصل الأمر أحيانا إلى التهديد بمنع الطلبة من تأدية الامتحان إذا حضروا وهم يرتدون الشال الفلسطيني، وأحيانا إلى وصفهم بأنهم أسوأ من طالبان ويقولون للأطفال أهلا(أسامة) بن لادن الصغير”.

وكان مركز المساواة ومكافحة العنصرية في بلجيكا قد تلقى شكاوي بسبب العنصرية في مجال التعليم، ونصف تلك الشكاوى تتناول عنصرية المدرسين داخل المدارس.

واعتبر المتحدث باسم جماعة اتحاد المنظمات المغربية في بلجكيا ان هناك عداء علني تجاه المسلمين وفصل عنصري في قطاعات معينة من المجتمع البلجيكي.

وأكد بان الأغلبية تشعر بأنها مهددة من أقلية لا تملك سلطة سياسية أو ثقافية أو اقتصادية.

وسبق وان أعلن مدير مركز “المساواة ومكافحة العنصرية” الأوروبي في بروكسل أن “العنصرية ضد المسلمين، خاصة الأجانب منهم، زادت نسبتها ثلاثة أضعاف عمّا تم تسجيله وقد تصدّر المسلمون بحسب المركز، قائمة ضحايا العنصرية الدينية على المستوى الأوروبي”.

وأكد تقريرٌ للمركز تزايد الأعمال العنصرية، وأعمال التمييز، والتفرقة في بلجيكا، ودول الاتحاد الأوروبي.

وتلقى المكتب 2917 شكوى رسمية من ضحايا تعرضوا للممارسات العنصرية خلال عام واحد حيث جاءت العنصرية ضد المعاقين في المقام الأول، وسجلت نسبة 39% من إجمالي شكاوى العنصرية التي تلقاها المكتب، بينما سجلت العنصرية الدينية نسبة 5.8%، وجاء المسلمون في مقدمة الضحايا الذين تعرّضوا للاضطهاد، أو العنصرية، وأعمال العنف بسبب دينهم.

وتتركّز أعمال العنصرية في أماكن العمل، وفي وسائل النقل العام، أو مع سائقي سيارات الأجرة، أو في الشارع، أو مع هيئات التأمين على الصحة حيث تسبّبت بعض هذه الأعمال العنصرية في فقدانهم فرصًا كثيرة للعمل والتوظيف.

وافاد المركز في تقريره السنوي ان “الإسلام فوبيا، أو الخوف غير المبرّر من قِبل الأوروبيين من المسلمين، هو الباعث أو المحرك الأول للتصرّفات العنصرية، حيث يتم وصم المسلمين بالعنف والإرهاب، وتُمارَس ضدهم العنصرية على منهجية مرتبطة بالعنف والإرهاب، وكثيرًا ما يتخذ هذا طابعًا دوليًا ضد المسلمين”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً