كشف ضباط احتياط في الجيش الإسرائيلي عن حالة إحباط عميقة وانهيار في الروح القتالية، في اعترافات نادرة حول الوضع على ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” في قطاع غزة، حيث أوضحوا أن حركة حماس تتعافى بقوة وتعيد تنظيم صفوفها وبناء بنيتها التحتية رغم استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأشار مقدم احتياط، كان ضمن القوة التي سيطرت على الخط الأصفر قبل أسبوعين، إلى أن عناصر حماس يزرعون المتفجرات ويعيدون تفعيل مؤسسات الحكم المحلي، بينما يُسمح للقوات الإسرائيلية بإطلاق النار فقط بعد التعرف على هوية المشتبه به وموافقة القيادة العليا.
وأضاف أن السيطرة العسكرية الواقعية لم تعد للجيش الإسرائيلي وحده، بل انتقلت إلى البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تمنح الضوء الأخضر لأي تحرك.
وأكد ضباط آخرون أن الجيش فقد السيطرة على مناطق غرب الخط الأصفر، حيث يتحرك عناصر حماس بحرية، يرتدون زيًا مدنيًا أو سترات واقية، ويقيمون خيامًا ويعيدون تفعيل الخدمات المحلية، ما يمثل وضعًا مقلقًا ومحبطًا للقوات الإسرائيلية.
وفي حادثة مثيرة للجدل، قُصفت مدرسة في حي درج شمال غزة يوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال، بعد أن أطلقت قوة إسرائيلية النار دون الحصول على موافقة رئيس الأركان، بسبب حساسية الهدف. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه يجري التحقيق في الحادث، معربًا عن أسفه لأي أذى يلحق بالأبرياء، فيما أكدت مصادر محلية أن المبنى كان يضم عائلات مشردة، وأن القصف أدى إلى احتراق بعض السكان أحياء تحت الأنقاض.
وأشار الضباط إلى أن الفرصة السياسية لتقويض حماس تتلاشى، محذرين من أن المقاومة تعيد بناء نفسها وتصبح أقوى وأكثر تنظيمًا، مدعومة ببنية تحتية مالية جديدة، بينما يظل الجيش الإسرائيلي مقيدًا بقيود خارجية تمنعه من التحرك بحرية حتى في مواجهة العدو مباشرة.
وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن التمسك بالسيطرة على قطاع غزة وبناء مستوطنات شماله
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، أن إسرائيل لن تنسحب أبداً من كامل قطاع غزة، مشيراً إلى خطط لإقامة بؤر استيطانية في شمال القطاع في الوقت المناسب وبالتوقيت الملائم.
وقال كاتس خلال مراسم بناء 1200 وحدة سكنية في بيت إيل إن الحكومة الحالية حكومة استيطان، وأضاف أن فرض السيادة على الضفة الغربية وارد إذا أمكن، وأن إسرائيل تخوض حالياً مرحلة السيادة العملية بعد القوة والمواقف التي أظهرتها البلاد عقب الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.
وفي سياق التطورات المتعلقة بقطاع غزة، ذكرت مصادر إسرائيلية لصحيفة هآرتس أن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار مرتبطة باجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا نهاية الشهر الجاري، حيث من المتوقع أن تعرض إدارة ترامب نهجها في دفع الخطة وآلية اتخاذ القرار، مع التركيز على ربط انسحاب القوات الإسرائيلية بنزع سلاح حركة حماس وضمان تدمير ما تبقى من شبكة الأنفاق.
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد كشف عن اجتماع رباعي عُقد في ميامي يوم السبت، ضم ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، حيث ناقش الأطراف تدابير التكامل الإقليمي ودعموا إنشاء “مجلس السلام” كإدارة انتقالية لإدارة شؤون القطاع.
وأشار البيان إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق بدأت تؤتي ثمارها من خلال زيادة المساعدات الإنسانية والانسحاب الجزئي للقوات وتقليص حدة القتال.
1.6 مليون فلسطيني يواجهون المجاعة في غزة ووفاة 1200 مريض جراء الحصار
باشرت طواقم الدفاع المدني، اليوم الثلاثاء، أعمال البحث وانتشال القتلى من منزل أحمد أبو جلالة في حي الأمل بمحافظة خان يونس بقطاع غزة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة الحصار المستمر.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من استمرار الأوضاع المزرية في القطاع، مشيرة إلى أن الاحتياجات الإنسانية باتت هائلة وسط دمار واسع ونقص حاد في الغذاء.
وأفادت منظمة الأمن الغذائي المتكامل بأن نحو 1.6 مليون شخص يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، نتيجة استمرار الحصار وتقييد إدخال المساعدات الإنسانية.
وفي تصريحات حديثة، حذر الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في شمال قطاع غزة، من مضاعفات خطيرة لأصحاب الأمراض المزمنة بسبب عدم توفر الأدوية، ومنع آلاف المرضى من الخروج لتلقي العلاج خارج القطاع، مشيراً إلى وفاة 1200 مريض نتيجة انعدام العلاج وقيود الحركة.
وأضاف أن 99% من عمليات العظام متوقفة لغياب المستلزمات الطبية، ما يهدد حياة المرضى ويعرضهم لمضاعفات قد تؤدي إلى إعاقات دائمة.
مساعد سابق يتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بمحاولة التهرب من مسؤولية هجوم أكتوبر 2023
قال إيلي فيلدشتاين، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن نتنياهو كلفه بعد هجوم حركة حماس في أكتوبر 2023، الذي أدى لاندلاع حرب استمرت عامين في غزة، بوضع خطة للتهرب من مسؤولية الخرق الأمني.
وأضاف فيلدشتاين في حوار مع قناة كان الإخبارية الإسرائيلية مساء الاثنين أن أول مهمة تلقاها كانت كبح دعوات المحاسبة، مشيرا إلى أن نتنياهو سأل عن الأخبار المتداولة وما إذا كان الناس ما زالوا يتحدثون عن المسؤولية، وأراد منه صياغة ردود من شأنها تهدئة العاصفة الإعلامية.
وذكر فيلدشتاين أن رئيس الوزراء بدا مذعورا وهو يطلب هذا، وأشار إلى أن أشخاصا من دائرة نتنياهو المقربة طالبوا لاحقا بحذف كلمة “مسؤولية” من جميع البيانات.
واتهم المنتقدون نتنياهو مرارا بعدم تحمل المسؤولية عن أكثر الهجمات دموية في تاريخ إسرائيل، فيما قاوم رئيس الوزراء الإسرائيلي إجراء تحقيق حكومي مستقل حول الأحداث.
من جهته، وصف مكتب نتنياهو الحوار بأنه سلسلة من الادعاءات الكاذبة والمكررة لرجل يسعى لصالح مصالح شخصية ويحاول التنصل من المسؤولية.
محتجزو “فلسطين أكشن” في بريطانيا يواصلون إضرابهم عن الطعام لليوم 51 وسط خطر الموت
واصل ستة محتجزين بريطانيين من مجموعة “فلسطين أكشن” إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم 51 على التوالي، وسط تحذيرات طبية عاجلة تفيد بأن حياتهم “تتدهور بسرعة” وقد “تنتهي في أي لحظة”، وفق مصادر رسمية بريطانية ووكالات حقوقية.
المجموعة الناشطة، المصنفة كـ”منظمة إرهابية” في بريطانيا منذ يوليو 2024، تطالب بإطلاق سراحهم بكفالة فورية وإلغاء التصنيف، ورفع القيود على مراسلاتهم الهاتفية والبريدية، وضمان محاكمة عادلة تشمل الإفصاح عن وثائق الحملة الأمنية ضدهم، إضافة إلى إغلاق مصانع شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية في المملكة المتحدة، التي استهدفتها احتجاجاتهم.
ونُقل منذ بدء الإضراب سبعة محتجزين إلى المستشفى، بينهم أمو جيب (30 عامًا)، قيصر زهرة (20 عامًا) وكمرون أحمد (28 عامًا)، الذين دخلوا المستشفى يوم الأحد الماضي، فيما وصفت عائلة كمرون حالته بأنها “تتجاوز نقطة الطوارئ”، محذرة من أن حياته على المحك.
وأشار الدكتور جيمس سميث، طبيب الطوارئ والمحاضر في جامعة لندن، إلى أن المضربين دخلوا مرحلة تحلل الأعضاء بعد 50 يومًا من الحرمان، موضحًا أن خطر توقف القلب “ليس تدريجيًا بل مفاجئًا”، محذرًا من “موت وشيك”.
وأفادت عائلات المضربين بسوء المعاملة الطبية داخل السجون، بما في ذلك تأخر استدعاء الإسعاف ونفاد المحاليل الكهارلية، بينما اتهم مكتب المحاماة Imran Khan & Partners وزير العدل ونائب رئيس الوزراء ديفيد لامي بخرق سياسة الوزارة الخاصة بإدارة إضرابات الجوع، مطالبين برد عاجل خلال 24 ساعة.
وتلقى المضربون دعمًا من ناجين من إضراب الجوع الجمهوري الإيرلندي عام 1981، الذين حضروا تجمعات تضامنية في لندن، محذرين من “تكرار كارثة الماضي”، فيما أشارت حملة “سجناء من أجل فلسطين” إلى أن الحكومة البريطانية “تحتفل بأعياد الميلاد بينما يحتضر هؤلاء الشباب في زنازينهم”.
وتعتبر الأزمة اختبارًا لحكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر، التي تواجه انتقادات متزايدة بشأن القمع السياسي والتواطؤ مع جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب.
وحتى الآن، وقع أكثر من 20 ألف شخص على عريضة تطالب لامي بالتدخل، ودعا أكثر من 50 نائبًا في البرلمان لعقد جلسة طارئة، في وقت تحاول الحكومة تجنب خلق سابقة تشجع محتجزين آخرين على اتخاذ خطوات مماثلة.
ومجموعة “فلسطين أكشن” معروفة بنشاطها ضد الشركات المرتبطة بالدفاع الإسرائيلي، بما فيها اقتحام مصانع ومنشآت عسكرية.
وحظرها كجماعة إرهابية جاء بعد سلسلة عمليات استهدفت منشآت مثل مصنع “إلبيت” وقاعدة RAF Brize Norton الجوية.
أونروا تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة مع استمرار نقص الغذاء وتصاعد الشتاء القاسي
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الأوضاع في قطاع غزة لا تزال مزرية، في ظل احتياجات إنسانية هائلة يعاني منها السكان، مشيرة إلى أن نقص الغذاء الحاد يفاقم معاناة الأهالي.
وواصلت طواقم الوكالة العمل على الأرض رغم الظروف الصعبة التي تعيق إيصال المساعدات والخدمات الأساسية.
واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بعدما أعلنت حركة حماس بدء عملية “طوفان الأقصى”، وردت إسرائيل بإعلان حالة الحرب، وشملت الحملة العسكرية قصفًا مكثفًا ثم عمليات برية داخل القطاع.
وساهم الشتاء القاسي في تعميق مأساة الأطفال والنازحين في غزة، مع تزايد صعوبة وصول الإمدادات الإنسانية، حسب تقرير لوكالة سبوتنيك عربي الصادر بتاريخ 22 ديسمبر 2025.
ومع تصاعد العمليات العسكرية واتساع الكارثة الإنسانية، نشطت الوساطات الإقليمية والدولية، في مقدمتها مصر وقطر وبدعم من الولايات المتحدة، للتوصل إلى تفاهمات تمهد لوقف إطلاق النار.
وأسفرت هذه الجهود عن اتفاق هدنة إنسانية دخلت مرحلته الأولى حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وتضمّن وقفًا مؤقتًا للعمليات القتالية وإطلاق دفعات من المحتجزين من الجانبين، إضافة إلى إدخال مساعدات عاجلة إلى القطاع.
وبحسب وزارة الصحة في القطاع، راح ضحية الحرب أكثر من 70 ألف فلسطيني وأصيب نحو 170 ألف آخرين، خلال نحو عامين من الصراع المتواصل.





اترك تعليقاً