مدونون ليبيون على الفيسبوك يبحثون عن فضاءات للتعبير

_29043

هنا صوتك

الحصول على منبر لإبداء رأيك ليس بالأمر الهين في ليبيا، فأغلب الوسائل الإعلامية تنتمي لتيار معين، ما أدى إلى هروب العديد من الشباب الليبي للتدوين بحثاً عن فضاء حر للتعبير… بعد ظهور الفيسبوك استبدل العديد من المدونين الليبيين مدوناتهم الشخصية بالفيسبوك، لسهولة التواصل وعرض رؤاهم وأفكارهم.

“الآنسة مريوحة” كما تطلق على صفحتها في الانترنت بدأت التدوين على الفيسبوك منذ العام 2009، تصف مريوحة كتابتها بأنها طريقة للحوار مع الذات، كما ترى أن الفيسبوك أثرى تواصلها مع متابعي تدويناتها.

“علي” شاب من العاصمة طرابلس، يقول إن “الكتابة عمل عفوي يدل على وجودية الإنسان”. ويضيف “علي” بالقول إنه لا يعرف إذا ما كان يحمل رسالة معينة لكنه بمجرد الضغط على زر النشر يتخلص من الضجر.

“عبد الوهاب” هو الآخر يقول أن الفيسبوك حقق له ما لم تحققه المدونات أو الصحف، ويرى أنه من خلال كتاباته يحاول إيصال مجموعة من الأفكار للقراء، فبالنسبة له كل كتابة لا تحاول إيصال فكرة هي مجرد ثرثرة.

علي ومريوحة وعبد الوهاب يشتركون مع مدونين ليبيين آخرين كثر في التخوف من مستقبل حرية التعبير… فمريوحة ترى أنها لن تتحقق ما لم ينتشر الوعي، وأن “أكثر أعداء حرية التعبير هم الناس غير الواعية” حسب قولها، وبرأيها أن المهدد الأكبر لذلك هو عدم تقبل اختلاف الآراء والذي يطغى على النقاشات العامة.

وفي ذات السياق يقول عبد الوهاب إنه لا حرية للتعبير في ليبيا، لكن الفيسبوك حقق اختراقاً واسعاً في هذا المجال، برغم قوله إنه لم يُحدِث التغيير المطلوب من التعبير نفسه، فيرى أن البعض لا ينشر الأفكار، بل فقط يقول كلاما عاماً “لا طائل من ورائه”.

علي لا يختلف عن نظرائه في التشاؤم من مستقبل حرية التعبير موضحا بأن أفق الحرية أصبح يتقلص تدريجياً، ” كلما تتكلم أكثر يصبح احتمالات وقوعك في (الطربيقة) – الفخ بالعامية الليبية – أكثر وأكثر” كما يقول.

يتفق أغلب هؤلاء الشباب على الرؤية الضبابية للمستقبل، تقول المريوحة عن ليبيا “مضببة مشوشة لا أكاد أراها.. بس موجودة هي”… يحاول هؤلاء الشباب عبر صفحاتهم في الفيسبوك صنع فضاء جديد للتعبير، ليتحدثوا دون قيود عن الأوضاع السياسية والاجتماعية في ليبيا، للخروج من شباك المجتمع والسياسة التي تكبل وسائل الإعلام المعتادة .. فهل يفلحون في التغيير عبر عالمهم الافتراضي؟

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً