
خلال كلمة القاها في مؤتمر لنصرة سوريا، سعى الرئيس المصري محمد مرسي السبت إلى “نصرة نفسه”، برأي معلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت ينتظر فيه المصريون تنظيم احتجاجات حاشدة ضد حكم الاخوان المسلمين في نهاية يونيو/حزيران الجاري.
وإذا كانت النبرة الانفعالية التعبوية هي المهيمنة على خطاب مرسي أمام الالاف من مؤيديه في ستاد القاهرة، فإن الكلمة لا تخلو ايضا من التناقضات المتصلة بالعلاقة مع سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد.
وقال معلقون ان جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي صممت هذه التظاهرة لمعالجة تراجع شعبيتها على وقع المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها مصر، وفي وقت تستعد فيه لمواجهة مظاهرات واسعة في الذكرى الأولى لتولي مرسي السلطة بتنظيم من حركات شبابية وخصوصا حركة “تمرد” التي اعلنت عن نفسها قبل نحو شهر.
ومنذ قيامها، تجمع هذه الحركة تواقيع على استمارة تدعو الى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأعلن الرئيس المصري قطع العلاقات “تماما” مع النظام السوري واغلاق السفارة السورية في القاهرة وسحب القائم بالاعمال المصري من دمشق.
وهاجم الرئيس المصري ايضا حزب الله على مشاركته في المعارك الى جانب قوات الاسد قائلا “اننا نقف ضد حزب الله”.
وفي هاشتاغ “#مرسي” على فيسبوك، قالت صفحة “المصريون” ان “مؤتمر مرسي (هو) لاستعراض قوته في الحشد قبل ٣٠-٦ ولو كان عايز يعمل حاجة لسوريا كان عملها من زمان مش بعد ما امريكا اخدت قرارها”.
ويأتي قرار مرسي بعد ثلاثة ايام على تغير واضح في الموقف الاميركي والغربي حيال الأزمة السورية مع اعلان واشنطن بأن نظام الأسد استخدم السلاح الكيماوي ضد السوريين وتجاوز الخطوط الاميركية الحمراء وأن الولايات المتحدة تعمل على تقديم “مساعدة عسكرية” للمعارضة.
وعلى صفحة “حملة تطهير مصر من الاخوان”، نقلت الصفحة عن نائب قائد الجيش السوري الحر قوله ” احنا ملناش دعوة بخطاب مرسي ولا يخص نصرة سوريا. هو عامل الخطاب لنفسه.. عشان يحشد الناس ليه”.
وفي الخطاب نفسه، تناول مرسي الاوضاع الداخلية المصرية فحذر من انه سيتم التعامل “بكل حسم مع العابثين”.
وقال مرسي ان “الواهمين الذين يتصورون ان بامكانهم هدم الاستقرار والشرعية (…) هؤلاء الواهمون انصار النظام السابق وبقايا فلوله” سيتم التعامل معهم “بكل حسم”.
وفي سياق التناقضات التي تضمنها خطابه، كرر الرئيس المصري أكثر من مرة عبارة “لبيك يا سوريا” وسط تصفيق الحضور وهتافاتهم المؤيدة وقال ان مصر “شعبا وحكومة وجيشا” يقفون الى جانب السوريين.
لكنه قال بعد دقائق ان بلاده لن تتدخل في الشأن السوري الداخلي.
وتساءل معلقون عن جدوى قطع العلاقات مع دمشق و”كأن العلاقات أصلا كانت قوية مثل علاقات دول الاتحاد الأوروبي مثلا” وتوقعوا الا يكون لها تأثير يذكر في الأزمة السورية التي أخذت أبعادا مختلفة في الايام الاخيرة.
واعتبر معلقون ان الرئيس المصري تأخر كثيرا في اعلان قطع العلاقات مع النظام السوري بعد قيام عدد كبير من الدول العربية والاجنبية بهذه الخطوة خلال أكثر من سنتين على اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
وانتقد آخرون قرار مرسي الذي يأتي في وقت يرفرف فيه العلم الاسرائيلي فوق سفارة الدولة العبرية في القاهرة.
وقال أحد المعلقين “نريد ان نفهم، لماذا نغلق سفارة سوريا ونبقي سفارة اسرائيل”؟





اترك تعليقاً