مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المُبارك من جميع الأبواب

اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، بأن عشرات المستوطنين، اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا علنية في باحاته.

من جهتها أفادت شبكة “القسطل” الفلسطينية، بأن 207 مستوطنين اقتحموا المسجد اليوم الأحد.

ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات يومية ما عدا يومي الجمعة والسبت، في محاولة لفرض تقسيم زماني ومكاني فيه.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اعتداءات دولة الاحتلال وقواتها ومستوطنيها المتواصلة ضد المسجد الأقصى المبارك واستباحتها لباحاته، والتي كان آخرها سماح قوات الاحتلال لمجموعة من المستوطنين لاقتحام المسجد عبر باب الاسباط في سابقة لم تحدث منذ عام 1967، في عدوان متجدد على المسجد وصلاحيات الأوقاف الإسلامية، وفي انتهاك صارح للوضع القائم في الاقصى على طريق تكريس تقسيمه الزماني وصولا لتقسيمه مكانيا.

وحمَّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات عدوانها واستهدافها للقدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وأكدت أن صمت المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة المختصة على الاقتحامات يشجع دولة الاحتلال والجمعيات الاستيطانية وما تسمى منظمات “جبل الهيكل” على التمادي في تكريس الاقتحامات كأمر واقع مفروض على المسجد، بما يترافق معها من قيام المقتحمين لأداء صلوات تلمودية تهويديه في باحاته.

وأعاد اقتحام مجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى عبر باب الأسباط للمرة الأولى منذ عام 1967، تسليط الضوء على ما يجري مؤخراً من تصاعد غير مسبوق في حدة الانتهاكات الإسرائيلية وفرض التقسيم الزماني والمكاني واقعاً.

وأبرزت صحافة الاحتلال الإسرائيلي ما جرى في الأقصى بشكل بارز على اعتبار أنه حدث غير مسبوق لم يحدث منذ 55 عاماً، مع استثناء ما جرى خلال اشتعال الانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى” عام 2000 في بدايتها.

ويتزامن الانتهاك الإسرائيلي مع احتفال اليهود بمطلع شهر سبتمبر العبري، والذي يُعد في نهايته لرأس السنة العبرية وتكرار تجربة نفخ البوق في المسجد الأقصى، وهو ما الأمر الذي قد يحمل مزيداً من الإجراءات التصعيدية في الأقصى.

وبحسب المعطيات فإن استهداف باب الأسباط قديم ومستمر، ففي القدس بابان يحملان هذا الاسم، أحدهما في سور البلدة القديمة وهو بابها الوحيد المفتوح من جهة الشرق، والثاني هو باب المسجد الأقصى الواقع إلى يسار الداخل من الباب الأول ويفصلهما عن بعضهما ساحة تعرف بساحة الإمام الغزالي.

وعام 2007 كشف عن مشروع “مدرج الأسباط” ضمن مخطط القدس القديمة ليكون نقطة تجمع للمستوطنين شرق المسجد الأقصى توازي ساحة البراق غربه.

وفي مشروع التقسيم المكاني للمسجد الأقصى والذي أقره حزب الليكود داخلياً في عام 2012، يظهر باب الأسباط كأحد الأبواب المقترحة لدخول اليهود للساحة الشرقية للأقصى بعد اقتطاعها لصالح المتطرفين الصهاينة كما كانوا يحلمون.

وخلال هبة باب الأسباط عام 2017 كانت ساحة الغزالي وباب الأسباط مركز الإجراءات الإسرائيلية لفرض البوابات الإلكترونية ومسارات العبور الحديدية والجسور العلوية والكاميرات.

وفي ديسمبر 2017 بات باب الأسباط مركز احتفال الاحتلال السنوي بعيد الأنوار “الحانوكاه” وإشعال الشمعدان ملاصقاً للباب للمطالبة بإدخال طقوس الشمعدان إلى داخل المسجد الأقصى.

ووفق المعطيات فقد شهد شهر أبريل 2020 تركيب سلطات الاحتلال حواجز معدنية مع إشارة مرور في الطريق الداخل من باب الأسباط إلى البلدة القديمة لتعزيز سيطرتها على مرور السيارات والمارة عبره.

وخلال شهر ديسمبر 2020 بدأت سلطات الاحتلال عملية قضم للمقبرة اليوسفية المطلة على باب الأسباط واستأنفته في شهر أكتوبر 2021 وإن كان لهذا المشروع سياق آخر إلا أن تعديل حركة المارة والحد من الوصول إلى باب الأسباط كان أحد الأهداف المباشرة لهذا العدوان.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً