مسلسلات رمضان والترويج لزنا المحارم

مسلسلات رمضان والترويج لزنا المحارم

كل مسلسل يحمل أهداف تخاطب المتلقي، بعضها واضح ويسهل معرفته، والبعض الآخر يكون ضمني أو مستتر ويصعب اكتشافه من قِبل الكل، الغريب في آخر عشر سنوات أن يكون هنالك تركيز على بث رسائل سرية خطيرة تُهدد بناء العائلة والمجتمع، ومنها قضية زنا المحارم, والتي تسعى (قوة خفية) إلى نشرها في الشرق الأوسط بكل السبل، بغية قلع القيم وتدمير النسيج الاجتماعي، وما حرب العولمة إلا كما صرح قادتها جاءت لدك الحصون الثقافية وقلع الجذور، والاتيان بهجين مسخ يكون هو السائد.

هذا العام جاءت الحلقة الأولى من المسلسل المصري (دنيا تانية) من بطولة الفنانة المصرية ليلى علوي، لتبث رسالة خطيرة عن زنا المحارم، عبر مشهد لزوج مع أخت زوجته، ولحظة انكشاف الخطيئة من قِبل الزوجة! ثم محاولات كاتب المسلسل إيجاد تبرير للخطيئة عبر الحوار، باعتبار ما جرى خطأ طبيعي ممكن أن يحصل!.

هكذا هي الصنعة الخبيثة، حيث تُرسل رسائل خفية لعقل المتلقي الساذج وحتى العاقل، ومع تكرار ساعات البث وتنوع المسلسلات يكبر المتلقي على قيم جديدة! ليقدم على الخطيئة وتخفف ما كانت تراه الـجيال السابقة خطأ جسيماً.

  • مسلسل البرنس يروج لزنا المحارم

في شهر رمضان عام 2020 تم عرض مسلسل مصري تابعه أغلب العراقيين بشغف، ألا وهو المسلسل المصري (البرنس) بطولة محمد رمضان وأحمد زاهر، لكن حمل هذا المسلسل بشكل غريب رسالة زنا المحارم، عبر علاقة زوجة أحمد زاهر “فدوة” بأخ زوجها “ياسر” وعلى طول أيام شهر رمضان الفضيل كان المسلسل يهتم بهذه العلاقة ويشرح حالاتها، وطرق التقائهم، وهذا تكريس للانحراف في مخيلة الفئات التي تتابع مسلسل زنا المحارم.

المسلسل تابعه الكبير والصغير رجال ونساء، وكانت هذه رسالته الخفية للمجتمع، وهي زنا المحارم، ولا يستحون أن يحولوا شهر رمضان توقيت زمني لنشر زنا المحارم.

وقد أثار استغرابي صمت الكتاب والنخب عن ما يبثه هذا المسلسل من سموم، والذي كان يحتاج لوقفة كبيرة كي يسقط من عيون الناس.

  • السعودية والترويج للخطيئة

في عام 2018 أثار مسلسل سعودي عرضته قناة MBC السعودية ردود أفعال ساخطة حيث اتهم بالترويج لزنا المحارم،  وذلك في أعنف انتقاد يتلقاه المسلسل، الذي يعرض أحداثًا جريئة غير معهودة في الدراما السعودية، وقد هاجم المسلسل الداعية السعودي عبد العزيز الفوزان متهمًا إياه بالترويج لزنا المحارم، وانتقد الفوزان المسلسل بشكل حاد، وقال إنه دعوة علنية إلى الفاحشة، وقال: “إن المسلسل يدعو للزنا وزنا المحارم وخيانة الجار، ويريدون توطين الفاحشة في بلاد المسلمين، ونشر العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج ونحن نتفرج كالبلهاء”، وأضاف الفوزان في حديثه عن “العاصوف”: “هذا من أكبر الكبائر، من الموبقات، يقال لنا إنه تمثيل لتهوينه في أعيننا، إلى أن يصبح هذا الأمر شيء طبيعي بأعين الناس”.

يا ترى ما هو هدف قناة سعودية من الترويج لهكذا مسلسلات؟ وكيف لدولة تعي أنها بحكم إسلامي تنتج مسلسل يحمل أهداف خبيثة! هل هنالك مخطط للفتك بمجتمعات الشرق الأوسط من قِبل قيادات هذه الدولة، خصوصا أنها تنتج وتدعم وتبث عبر قنواتها هذه المادة الخطرة!

  • ماذا يحدث؟

غرائب هذا الزمان لا تنتهي، ومنها أن يكون هدف الكيانات الإعلامية ومؤسسات الإنتاج الدعوة لنشرة زنا المحارم! نعم لا تتفاجئ أيها القارئ الكريم، كأن هنالك قرار صدر من جهات عليا بأن يتم نشر هذا الانحراف الخلقي والشذوذ الخطير، والمؤشرات تُشير إلى سعي قوى عظمى لدعم مشروع نشر زنا المحارم في مجتمعات الشرق الأوسط، عبر وسائل خبيثة، وأهم وسيلة مؤثرة في عصرنا الحالي هي الإعلام والمواقع التواصل الاجتماعي.

المتلقي في مجتمعاتنا بسبب قلة الوعي يتحول إلى مجرد ردة فعل، مع كثرة تلقيه المعلومات، يندفع بعدها لتحويل ما يراه إلى فعل واقعي، وهنا تتحقق رسالة تلك القوى الخبيثة، التي كان هدفها الأساس من بث دراما أو أخبار أو مقاطع أو قصة مكتوبة عن زنا المحارم، لتؤسس للمتلقي خريطة طريق فعلية تزرع في عقله الباطن، كي يطبقها عندما يكون جاهزا للفعل.

  • أخيرا:

الهجمة الخارجية خطرة جدا، وتزداد خطورته مع انحدار وعي المجتمع، الذي حصل نتيجة شدة رياح عاصفة العولمة، وهنا نوصي بالآتي:

  • على الجهات الحكومية بالقيام بواجبها بغلق المنصات ومواقع العهر التي تدعو لزنا المحارم, ومطاردة الممولين لهكذا توجهات، مع تشديد العقوبة على القنوات العراقية التي تتناول زنا المحارم
  • إصدار تعليمات تنظم عمل شركات الإنتاج العراقية
  • على النخب والكتاب والمثقفين والناشطين التصدي لهذا المشروع الخبيث عبر تعرية ما يطرح وإبعاد الجماهير عن التلقي الساذج للبضاعة الإعلامية الخبيثة

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً