مصادر إعلامية: الدعم التركي العسكري للوفاق سيكون حسب مراحل المعركة التي تم التخطيط لها

الطلب الحكومي المقدم إلى تركيا يتضمن توفير دعم جوي في المقام الأول. [أرشيف/إنترنت]

نشر موقع “العربي الجديد”، مقالاً السبت، تناول أسباب تأخر وصول القوات التركية إلى ليبيا والدعم المتوقع وصوله.

وأوضح المقال أنه في حين لا تزال تشهد محاور القتال جنوب طرابلس حالة من الترقب والحذر، لم يصدر أي قرار تركي جديد عقب مصادقة البرلمان على قرار الرئاسة التركية إرسال قوات إلى ليبيا، استجابة للطلب الذي قدمته حكومة الوفاق، بناء على مذكرة التعاون الأمني والعسكري الموقّعة بين الحكومتين، نهاية نوفمبر الماضي.

وفيما كانت ترجّح أوساط متابعة للحدث أن تنطلق ساعة الصفر التركية فور إقرار البرلمان التركي للقرار الرئاسي، لا سيما وأن قادة تركيا أكدوا في عدة تصريحات جاهزيتهم للاستجابة لطلب حكومة الوفاق، يرى الباحث الليبي في العلاقات الدولية، مصطفى البرق، أن السياسة التركية تسير وفق خطط مُعدة سلفا، وأن تأخير تنفيذ القرار لا يعني حدوث أي عراقيل.

وبحسب “العربي الجديد” فإن المواقف الدولية تتفاوت بشأن القرار التركي بين الرفض المطلق من قِبل الدول الداعمة لعدوان حفتر على العاصمة طرابلس، لا سيما العربية منها، وبين القلق الذي يسود مواقف دول أخرى كالولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية وروسيا.

ونقل المقال عن “البرق” تأكيده، أن القرار التركي ينتظر مشاورات روسية تركية على وشك أن تبدأ، مرجحا أن المؤشرات الأولى تذهب إلى إمكانية أن تنفض روسيا يدها من حفتر”؛ فتركيا لا ترغب في حدوث صدام عسكري مع روسيا، رغم أن الأخيرة لا تعلن عن دعمها العسكري لحفتر.

وتعكس محاولات حفتر في إحداث اختراقات في دفاعات قوات بركان الغضب، خلال الفترات الماضية القريبة، عجزا عن تحقيق أي تقدم عسكري يمكنه أن يُهدد أوضاع الاتفاق الموقّع بين الحكومة وتركيا، وهو ما يراه “البرق” من بين العوامل التي تؤجل تركيا إرسال دعمها العسكري.

وأوضح “البرق”  أن تركيا تعلم جيدا أن حفتر لا يمتلك القوة الكافية لاقتناص فرصة عدم وجودها عسكريا إلى جانب الحكومة، وهي تملك القرار الآن للتدخل في أي لحظة لإفشال أي محاولة جدية من حفتر في حال حصوله على دعم عسكري جديد.

يأتي ذلك في حين أكدت مصادر حكومية من طرابلس، أن الطلب الحكومي المقدم إلى تركيا يتضمن توفير دعم جوي في المقام الأول، بينما تتمثل المراحل اللاحقة في الحصول على دعم عسكري بري من خلال قوة خاصة تركية.

وتفصح المصادر الحكومية من طرابلس أن الطلب تضمّن الحصول على “نظام awacs” للإنذار المبكر والسيطرة الجوية، بالإضافة إلى نشر أربع طائرات F16 قريبا في مواقع القتال.

وقالت المصادر لـ”العربي الجديد”، إن الدعم التركي العسكري للحكومة سيكون حسب مراحل المعركة التي تم التخطيط لها والإعداد المشترك، لافتة إلى أن أولاها، بحسب طلب حكومة الوفاق، ستكون ضربات جوية مكثفة.

وفيما يخص المراحل الأخرى، كشفت المصادر أن دعما بحريا ممثلا بفرقاطة وقوة برية من قوات النخبة التركية ستمثل المراحل التالية، لكن تفاصيلها غير معلومة حتى الآن.

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية خليفة الحداد، إن أسباب لا تكمن تأخر بدء وصول القوات التركية إلى ليبيا في رغبة الأخيرة في إحداث مقاربة مع روسيا بشأن الملف الليبي فقط، فالظروف لا تزال ضاغطة بالنسبة لتركيا.

وأوضح “الحداد” لـ”العربي الجديد”، أنه لا يكفي قرار البرلمان التركي بالنسبة لمخاوف عدد من الدول.

وأضاف يقول:

حتى الأمم المتحدة عبّرت عن قلقها من مغبّة أن تنجرف الساحة إلى تصعيد عسكري يصعّب في المستقبل أي حل سياسي”، ولذا فتبديد القلق الدولي سيحتاج وقتا إضافيا.

هذا وسيطر الملف الليبي إثر الانخراط التركي فيه على اهتمام أغلب الدول، فبعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي عن تشكيل لجنة من أربعة وزراء خارجية لدول فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا لزيارة قادة حكومة الوفاق، الاثنين المقبل، استبقت تلك الدول الزيارة المقررة وأجرى عدد من رؤسائها اتصالات هاتفية بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، آخرها اتصال أجراه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لبحث مستجدات الملف الليبي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً