قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب لم تنته وهناك تحديات أمنية كبيرة أمامنا.
فيما قال مسؤول أميركي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن أربع دول ستتولى دور الضامن لتنفيذ اتفاق غزة، مشيرًا إلى أن مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا ستوقع، خلال قمة شرم الشيخ المقررة الإثنين، على “المبادئ العامة” لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة.
وتُعقد القمة برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، بهدف التوصل إلى تفاهم دولي حول الإطار المؤلف من 20 نقطة، والذي يشكل الأساس لخطة السلام المقترحة.
وأوضح المسؤول الأميركي أن القمة ستركز على دعم الدول الضامنة للصفقة وليس على مشاركة الأطراف المتنازعة، مؤكداً أن إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية لم تُدعَ رسمياً إلى القمة.
وكانت إسرائيل قد أعلنت الأحد أنها لن ترسل أي ممثلين إلى شرم الشيخ، بينما أكدت حماس أيضاً عدم مشاركتها، فيما لم تتلقَ السلطة الفلسطينية رداً على طلبها بالحضور.
ووفق بيان الرئاسة المصرية، تهدف القمة إلى “إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي”.
وفي موازاة التحركات الدبلوماسية، أعلنت إسرائيل الأحد أنها ستبدأ إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين فور تأكيد وصول الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى إسرائيل، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي شوش بدرسيان إن الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين سيتم بمجرد التأكد من عودة جميع الرهائن المقرر إطلاق سراحهم الإثنين، مشيرة إلى أن عددهم 20 رهينة أحياء، فيما تستعد إسرائيل لتسلّم جثث 28 آخرين توفوا أثناء احتجازهم.
من جانبه، أكد قيادي في حركة حماس أن التبادل سيبدأ صباح الإثنين وفقاً للاتفاق، موضحاً أن المرحلة الأولى تشمل إطلاق نحو ألفي معتقل فلسطيني مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، في صفقة تمت بوساطة دولية قادتها واشنطن.
يديعوت أحرونوت: اتفاق غزة يظهر تنازلات كبيرة من نتنياهو وإخفاء معلومات عن الجمهور
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تفاصيل مثيرة تتعلق باتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، معتبرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم تنازلات كبيرة للحركة، وأخفى معلومات جوهرية عن الجمهور الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أن الشروط الأساسية التي وضعها نتنياهو لإنهاء الحرب تكفل “الاستسلام الكامل لحماس”، لكنها لم تشمل نزع سلاح الحركة أو تفريغ القطاع، وفق الوثائق التي تم مراجعتها.
وتساءلت الصحيفة عن سبب تقديم هذه التنازلات رغم أهميتها، مشيرة إلى أن الاتفاق يُعد ناجحاً لكنه يتضمن تنازلات عميقة.
وأكد مصدر استخباراتي أن “الجمهور يستحق إجابات صادقة حول الأسئلة المركزية المتبقية، التي تكافح الحكومة وحملة نتنياهو للإجابة عنها”.
وأضاف أن عودة الأسرى إلى ديارهم تُشكل بداية مرحلة تغيير إيجابية لإسرائيل والمنطقة، لكن هناك جهد متعمد لتقديم الصورة وكأنها أقل تعقيداً مما هي عليه في الواقع.
وأشارت الصحيفة إلى وجود اختلاف كبير بين مضمون القرار الحكومي وملخص الاتفاق الأمريكي، موضحة أن القرار ينظر للعملية على أنها “خطة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين”، بينما تذكر الخطة الأمريكية صراحة إنهاء الحرب ووقف جميع العمليات العسكرية بما فيها القصف الجوي والمدفعي.
كما أبرز التقرير أن مسألة خرائط الانسحاب الدقيقة، وآلية المراقبة الدولية، وإجراء تحقيق شامل في مصير الجثث التي تزعم حماس أنها لا تعرف مواقعها، لم تُذكر في القرار المنشور ونُقلت إلى الملحق السري للاتفاق.
نائب الرئيس الأمريكي: الدول العربية ستتحمل الحصة الأكبر في إعادة إعمار غزة
أكد نائب رئيس الولايات المتحدة جي دي فانس أن الدول العربية ستساهم بالحصة الأكبر في جهود إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الصراع الأخير في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الدور الأمريكي سيكون مركزاً على المتابعة والمشاركة الدبلوماسية، وليس التمويل المباشر.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال فانس إن الدول العربية، وخصوصاً دول الخليج، ترغب في إعادة إعمار غزة لتمكين سكان القطاع من العيش بأمان وتحسين ظروفهم المعيشية.
من جهته، كشف وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني عاهد فائق بسيسو عن حصر شامل للأضرار في قطاع غزة، بالتعاون مع مؤسسات دولية وإقليمية.
وأوضح أن الدراسة شملت جميع القطاعات، بما في ذلك الإسكان والطرق والمباني العامة وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، مؤكداً أن حجم الدمار الكبير يرفع تكلفة إعادة الإعمار بشكل كبير.
وأشار بسيسو إلى أن تقديرات سابقة لمؤسسات دولية مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي قدرت تكلفة إعادة الإعمار بحوالي 53 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر، إلا أن الأضرار الجديدة قد تدفع التكلفة إلى أكثر من 70 مليار دولار. وذكر أن 300 ألف وحدة سكنية تضررت بالكامل، إلى جانب 100 ألف وحدة أخرى تعرضت لأضرار جزئية.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة لتحسين الظروف المعيشية في غزة، مشيراً إلى أن هناك دولاً ثرية ستشارك بأموال ضخمة لإعادة الإعمار، وأن تكلفة ذلك ليست كبيرة بالنسبة لها. وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن التطورات الأخيرة ستساعد على جعل غزة مكاناً قابلاً للعيش.
نجل نتنياهو يتهم قطر وداعمين دوليين بتمويل احتجاجات ضد والده في إسرائيل
هاجم يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دولة قطر وعدداً من الأطراف الدولية، زاعماً أنهم يقفون وراء تمويل المتظاهرين الذين أطلقوا صافرات استهجان ضد اسم والده خلال كلمة لمبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف.
وادعى يائير نتنياهو أن المتظاهرين “الفرع المحلي الإسرائيلي لجماعة أنتيفا” يتلقون تمويلاً من قطر، جورج سوروس، الاتحاد الأوروبي، وحتى الولايات المتحدة في عهد جو بايدن عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، في محاولة لتقويض مكانة والده خلال احتجاجات عام 2023.
في المقابل، أعرب حفيد رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيغن، أفينديف بيغن، عن دعمه للمتظاهرين، مشيراً إلى أن صافرات الاستهجان كانت تعبيراً مشروعاً عن الغضب الشعبي، وانتقد استخدام نتنياهو لمزاعم المؤامرة ضد منتقديه، مؤكداً أن الاتفاقيات والضغط السياسي أُجبرت الحكومة على توقيعها تحت تأثير ضغوط إقليمية ودولية.
من جهتها، نفت دولة قطر هذه المزاعم بشكل قاطع، مؤكدة أن الادعاءات “لا أساس لها من الصحة” وأنها تهدف إلى تشويه جهود الوساطة الفلسطينية والإضرار بالعلاقات بين الشعوب الشقيقة.
يذكر أن مكتب الإعلام الدولي القطري حذر من أن هذه الادعاءات تمثل حلقة جديدة من التضليل الإعلامي وتسييس الصراع في غزة، مؤكداً استمرار دعم جهود الوساطة دون أي تدخل مالي مزعوم.
في الوقت نفسه، تجنب رئيس الوزراء نتنياهو التعليق على صافرات الاستهجان، بينما بدا المبعوث الأمريكي ويتكوف وجاريد كوشنر وابنته إيفانكا ترامب متفاجئين بابتعاد الحديث عن اسم نتنياهو، مع استمرار الاحتفاء بالدور الأمريكي في جهود السلام وإعادة الأسرى.






اترك تعليقاً