مقال مصري يُثير أزمة مع دول الخليج.. و«السيسي» يتدخل

أثار مقال نٌشِر في صحيفة “الجمهورية” الحكومية في مصر، وموقع “القاهرة 24” المقرب من أجهزة سيادية، أزمة بين مصر والدول الخليجية.

وفي مقاله الذي حمل عنوان “الأشجارة المثمرة وحجارة اللئام والأنذال”، هاجم الكاتب عبد الرزاق توفيق، دول الخليج بشدة ووصفهم بـ”الحفاة العراة اللئام محدثي النعمة”، قبل أن يتراجع عن مقاله تماما، ويتم حذفه من موقعي صحيفة “الجمهورية” و”القاهرة 24″.

وبدأت تفاصيل القصة بعد أن نشر صحفيان سعوديان بارزان مقربان من النظام الملكي، وهما تركي الحمد وخالد الدخيل، تغريدات في الأسابيع القليلة الماضية انتقدا فيها تعثر التنمية منذ ثورة 1952 في مصر والدور المهيمن للجيش في الاقتصاد، وحذف الصحفيان تغريداتهما لاحقا.

وفيما يبدو أنه رد فعل، كتب الصحفي عبد الرازق توفيق من صحيفة الجمهورية المصرية المملوكة للدولة مقال رأي قال فيه إن دول “الحفاة العراة” ومحدثي النعمة ليس من حقها إهانة مصر.

وقال توفيق: “ليس من حق اللئام والأنذال ومحدثي النعمة أن يتطاولوا على أسيادهم”.

من جانبه سعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى تخفيف حدة الأزمة مع السعودية التي أشارت في الآونة الأخيرة إلى فرض شروط أشد صرامة على الدعم المالي لحلفاء مثل مصر.

وقال السيسي خلال زيارة لمصنع لإنتاج الأغذية: “أقل حاجة نعملها… إن مكناش نقول كلام طيب يبقى احنا نسكت…. يا جماعة احنا مش بنكتب إلا دايما… لصالح تحسين ودعم العلاقات مش العكس”.

وأضاف: “ميصحش أن احنا نسيء لأشقائنا، ومش هأقول نسيء بقى، ومننساش (لا ننسى) وقفة أشقائنا معانا”.

وقدمت المملكة ودول أخرى في منطقة الخليج تمويلا حيويا لمصر وعززت الدعم بعد تولي السيسي السلطة منذ ما يقرب من عقد ومع اشتداد وطأة الأزمة المالية العام الماضي.

وحصلت مصر على قرض من صندوق النقد الدولي بثلاثة مليارات دولار في ديسمبر، يتضمن إصلاحات اقتصادية هيكلية بالإضافة إلى توقع تمويل جديد وتمديد أجل الديون الخليجية.

وحُذف مقال توفيق من موقع “الجمهورية” واستبدله بمقال آخر أشاد فيه بالعلاقات المصرية السعودية باعتبارها “تاريخية وأبدية”.

ونشر توفيق في “الجمهورية” و”القاهرة24″ مقالا بعنوان “القاهرة والرياض..  القلب النابض للوطن العربي”، تحدث فيها بإسهاب عن الشراكة العميقة والاستراتيجية بين البلدين، والقواسم المشتركة، زاعما أن “العلاقات المصرية السعودية تعيش أوج ازدهارها وقوتها في المجالات كافة “.

ولم يتطرق توفيق إلى مقاله السابق بشكل مباشر، ويوضح سبب حذفه، أو يعتذر عن الهجوم الذي تضمنه، وحمَّل جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية الضجة التي أثارها مقاله.

وقال الكاتب إن “الإخوان المجمرمين عقيدتهم الخيانة للوطن والأمة العربية، ويفتقدون أدنى معايير الشرف، وعقيدتهم الخبيثة والشيطانية تهدف دائما إلى التزييف والخداع والاجتزاء، ونشر الأكاذيب ومحاولات التحريض، والوقيعة والسعي الفاشل لضرب الثوابت الراسخة”، حسب وصفه.

وأضاف: “كل مواطن مصري يحمل مشاعر الود والمحبة والامتنان والقدسية للمملكة، وله تجربة لم ينسها أبدا على هذه الأرض الطاهرة الطيبة، وإيمان كل المصريين أن علاقات البلدين أعمق من أي مهاترات أو خزعبلات أو أضغاث أحلام، أو نوايا إخوانية خبيثة تتبنى الخيانة والكراهية للأمة العربية.”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً