من أصحاب القلم.. لنتذكر عراب الرواية في ليبيا محمد فريد سيالة

هل تذكرون رواية ” نحو غد مشرق”، هل قرأتم بعضا منها أو كلها، وهل أثارتكم انتقادات الكاتب لبعض العادات و التقاليد في المجتمع الليبي، ربما جميعنا لانقبل النقد، رغم أننا نعلم أن الله لم يخلق أحدا كاملا، فالنقص صفة المخلوقات جميعها.

سنتذكر اليوم كاتبا ليبيا عرف العالم بالمجتمع الليبي، وأدخل فن الرواية إلى ليبيا، ربما توقعتم الاسم، إنه الروائي “محمد فريد سيالة”.   

يعد “سيالة” من أبرز رجال الثقافة والأدب والصحافة في ليبيا، ويعود إليه الفضل في نشأة الرواية الليبية، حيث كان أول من كتب رواية في ليبيا بعنوان “وتغيرت الحياة” سنة 1957، ثم تلتها رواية “الحياة صراع” سنة 1959 وبعدها الرواية الثالثة “اعترافات إنسان” عام 1962.

نقد “سيالة” العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع الليبي، خاصة المتعلّق منها بالمرأة، وأثارت كتاباته خاصة “اعترافات إنسان” وكتاب “نحو غدٍ مشرق” و“الحياة صراع” ضجة كبيرة في الشارع الليبي لدعوتها الواضحة إلى “تحرير المرأة الليبية”.

نشأ “محمد فريد سيالة” في مدينة طرابلس وتعلم في كتاتيبها، والتحق بمدرسة (برينشيبي دي بيمونتي) الايطالية عام 1937، ودرس بها حتى أنهى الصف الثاني الابتدائي، حيث أقفلت سلطات الاحتلال الإيطالي أبوابها بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939.

انضم إلى دورة تأهيل المعلمين بالمدرسة المركزية بشارع ميزران التي نظمتها الإدارة العسكرية البريطانية، وحصل على دبلوم معلمين عام 1949، لينخرط في سلك التعليم حتى عام 1959 بمدارس باب تاجوراء والمدينة القديمة بطرابلس.

ترأس تحرير مجلة “صوت العربي” التي أصدرتها اللجنة الثقافية برابطة المعلمين في طرابلس، منذ عددها الأول الصادر في شهر يناير 1955، ولمدة إحدى عشرة شهرا. في أواخر عام 1955 ترأس تحرير جريدة “اللواء”،  و أقفلت السلطات آنذاك هذه الجريدة بعد صدور عددها الرابع لنشرها أخبار غير مرغوب فيها.

ترأس تحرير جريدة “الطليعة” خلال الفترة من يناير 1965 حتى أكتوبر 1966. حصل على امتياز إصدار جريدة اجتماعية رياضية أدبية تحت اسم “الاولمبياد”، وصدر العدد الأول منها بتاريخ 1أغسطس 1966 وتوالى صدور أعدادها حتى 25 مارس 1968.

عام 1958 صدر له كتاب بعنوان “نحو غد مشرق”  الذي أثار عاصفة كبرى من مؤيد ومعارض لفكرة الكتاب الأساسية التي تدور حول “تحرير المرأة الليبية”.

له مجموعة من الروايات نذكر منها، خضراء الدمن، الحب الأول، نحو غد مشرق، الحياة صراع، اعترافات إنسان.

توفي محمد فريد سيالة في مارس 2008، عن عمر يناهز الثمانين عامًا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً