من يخرق جدار الحرب في غزة؟.. مصر تحاول وإسرائيل ترفض

بانتظار خرق ما في الجدار المسدود الذي دخلته الحرب على قطاع غزة في يومها الـ76، يواصل الفلسطينيون رواية فصل جديد من معاناة هذا الشعب، الممتدة من 75 عاما، ويكاد يكون الفلسطينيون بمفردهم، في مواجهة جيش مجهز بأحدث التقنيات، ومدعوم من أعتى القوى العسكرية و السياسية في العالم.

ينتظر الفلسطينيون، ما تقول القاهرة إنها محاولات حثيثة تقوم بها للوصول إلى وقف مؤقت أو نهائي لإطلاق النار، لكن مع تمسك كل من حماس “بوقف الحرب قبل أي مفاوضات بشأن الاسرى” و إسرائيل ” بضرورة إنهاء ملف الاسرى قبل إنهاء الحرب” يبدو واضحا أن الجميع في مأزق، و المسافات في السياسة بعيدة جدا، رغم أنها في المواجهة باتت (المسافة صفرا).

وفي هذا الجور السياسي المخيب للآمال، قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 76 على قطاع غزة.

وذكرت وكالة وفا أن الطيران الاسرائيلي شن غارات جوية عنيفة على جباليا شمال القطاع وعلى حيي الشجاعية والشيخ رضوان في مدينة غزة وعلى عدة مناطق وسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات وتدمير منازل عدة.
وقصفت الزوارق الإسرائيلية بكثافة شواطىء رفح وخان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة آخرين.
وأوضح الدفاع المدني في شمال قطاع غزة أن طواقمه غير قادرة على الوصول إلى الضحايا بسبب القصف المكثف.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن القوات الإسرائيلية تواصل حصار أحد مراكزه الإسعافية في جباليا ما يهدد سلامة 127 فلسطينياً موجودين فيه بينهم كوادر طبية و22 جريحاً، محذراً من أن 800 ألف فلسطيني موجودين في شمال القطاع باتوا محرومين من أي خدمات طبية.

من جانب آخر، اعترف الجيش الإسرائيلي اليوم بمقتل ضابطين وجندي، وإصابة 8 آخرين خلال الاشتباكات في قطاع غزة.

ومع هذا الإعلان يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء توغله البري في القطاع إلى 137 قتيلا.
وكانت الفصائل الفلسطينية أعلنت أمس أنها تمكنت خلال الساعات الـ 72 الأخيرة من قتل 25 جندياً إسرائيليا وإصابة العشرات، إضافة إلى تدمير 41 آلية عسكرية.
سياسيا أعلنت الولايات المتحدة إن مفاوضات “جادة للغاية” تجري حول هدنة جديدة في غزة وإطلاق سراح المزيد من الرهائن، لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق لا تزال غير واضحة مع إصرار حماس على عدم مناقشة أي أمر غير الإنهاء الكامل للهجوم الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني.
وزار إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مصر يوم أمس للمرة الأولى منذ أكثر من شهر لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين الذين يسعون للتوسط في هدنة أخرى.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إن المبعوثين يركزون في مناقشاتهم على تحديد الرهائن الذين يمكن إطلاق سراحهم في حال إبرام هدنة جديدة وكذلك المحتجزين الفلسطينيين الذين قد تفرج إسرائيل عنهم في المقابل.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن رئيس المكتب السياسي سيزور مصر في الأيام المقبلة .
المتحدث بالبيت الأبيض جون كيربي قال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أمس “إن هذه مناقشات ومفاوضات جادة للغاية، ونأمل أن تؤدي إلى نتيجة ما”.
أما طاهر النونو المستشار الإعلامي لهنية قال لرويترز إن الحركة ليست مستعدة لمناقشة إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين حتى تنهي إسرائيل حملتها العسكرية في غزة ويزيد حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات، إن إسرائيل تصر على إطلاق سراح جميع النساء والرجال المسنين المتبقين وربما تتضمن قائمة السجناء الفلسطينيين الذين ستفرج إسرائيل عنهم مدانين بجرائم خطيرة.

هيئات الإغاثة الدولية تؤكد أن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على حافة كارثة نتيجة الدمار الشامل الذي دفع 90 بالمئة منهم إلى ترك منازلهم فيما يعاني كثيرون من سوء التغذية ونقص شديد في المياه النظيفة والرعاية الطبية.

ولم تعلق إسرائيل علنا على المحادثات في مصر. لكنها استبعدت وقفا دائما لإطلاق النار وتقول إنها لن توافق إلا على هدنة إنسانية محدودة.

وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه بأن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس والإفراج عن جميع الرهائن وضمان ألا تشكل غزة أي تهديد آخر لإسرائيل.

في هذا الوقت ينتظر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم على مسعى لزيادة المساعدات لقطاع غزة بعد تأجيل بناء على طلب الولايات المتحدة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً