تركيا.. حرائق الغابات تودي بحياة 14 من رجال الإطفاء والمتطوعين في مواجهة النيران

أعلنت السلطات التركية حالة التأهب القصوى لمواجهة حرائق الغابات التي اندلعت في عدة ولايات، وسط موجة حرّ شديدة وغير مسبوقة تضرب مناطق واسعة من البلاد، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

وأجرت السلطات التركية إجلاء أكثر من 3,515 شخصًا من المناطق المحيطة بمدينة بورصة الصناعية الكبرى شمال غرب تركيا خلال يومي السبت والأحد، إلى أماكن آمنة بعيدًا عن حرائق الغابات التي لا تزال مشتعلة لأكثر من 24 ساعة، إضافة إلى ذلك، تم إجلاء أكثر من 1,800 شخص في ولاية كارابوك شمال البلاد، حيث لا تزال النيران مشتعلة في منطقة يغطي الغابات 72% من مساحتها.

ويشارك في مكافحة الحرائق أكثر من 2,300 من رجال الإطفاء وعمال الإنقاذ، مدعومين بأكثر من 850 مركبة، 6 طائرات، و4 مروحيات، وفي الولاية الريفية كارابوك، تمتد الحرائق لعشرات الكيلومترات، مما يزيد من صعوبة السيطرة عليها بسبب التضاريس الوعرة.

الخسائر البشرية

توفي رجل إطفاء بسبب نوبة قلبية أثناء عمله في إخماد الحريق، كما لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم الأحد في حادث تصادم شاحنة صهريج كانت تُستخدم لإخماد أحد الحريقين في بورصة، وفي حادث منفصل بولاية أخرى شرقي البلاد، لقي عشرة من عمال الغابات ومتطوعي الإنقاذ حتفهم عندما حاصرهم حريق غابات عنيف.

ظروف مناخية قاسية تزيد من حدة الأزمة

شهدت تركيا ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة، وصلت إلى 50 درجة مئوية في جنوب شرق البلاد يوم السبت، وهو أعلى معدل حرارة مسجل في تاريخ البلاد، ودرجات الحرارة في مناطق أخرى تجاوزت 40 درجة مئوية، أي بفارق 6 إلى 12 درجة فوق المعدلات الموسمية المعتادة، مما ساعد على تأجيج الحرائق وانتشارها بسرعة.

ودعت السلطات التركية المواطنين إلى توخي الحذر الشديد، محذرة من استمرار خطر الحرائق حتى شهر أكتوبر المقبل، خاصة مع استمرار موجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وما زالت الحيوانات البرية والأراضي الزراعية معرضة لخطر الفناء والدمار نتيجة النيران المنتشرة.

جهود وطنية ضخمة لمكافحة الحرائق

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده تخوض “معركة شرسة للحفاظ على الوطن الأخضر”، من خلال تعبئة موارد ضخمة وجهود مستمرة على مدار الساعة.

ومنذ بداية موسم الصيف الحالي، تمكنت فرق الإطفاء من إخماد أكثر من 3,000 حريق في عموم تركيا، والعمليات تضمنت استخدام 27 طائرة و105 مروحيات متخصصة، إلى جانب حوالي 6 آلاف مركبة برية، شارك في جهود الإخماد نحو 25 ألف عامل مختص في الغابات و132 ألف متطوع، ما يعكس تنسيقًا وطنيًا واسعًا لمواجهة الكارثة.

المناطق الأكثر تضرراً

من بين الولايات التي شهدت حرائق واسعة: بورصة (شمال غرب)، كارابوك (شمال)، مرسين، أوشاق، أنطاليا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً