دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، كلاً من إيران وإسرائيل إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ صباح اليوم، متمنيًا عدم خرقه من أي طرف، وواصفًا النزاع الأخير بين البلدين بأنه “حرب الـ12 يوما”.
وفي تصريحات أدلى بها عبر حسابه على منصة “تروث سوشيال”، قال ترامب: “أهنئ الطرفين على امتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب، التي كان يمكن أن تستمر لسنوات وتدمّر الشرق الأوسط بأكمله”.
وقال ترامب: “وقف إطلاق النار سارٍ حاليًا.. أرجو عدم خرقه”.
وفي مقابلة هاتفية مع قناة “إن بي سي” الأميركية، وصف ترامب الاتفاق بأنه غير محدود الأجل، مؤكدًا: “أعتقد أن وقف إطلاق النار سيدوم إلى الأبد”، وأضاف ردًا على سؤال حول انتهاء الحرب: “نعم، لا أعتقد أنهما سيتقاتلان مرة أخرى”.
كما علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، على مسألة تغيير نظام الحكم في إيران، في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. وأكد ترامب أنه لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران، مشيرًا إلى أن مثل هذا التغيير قد يؤدي إلى “فوضى” غير مرغوب فيها.
وقال ترامب في تصريحات صحفية على متن طائرته الرئاسية: “لو حدث تغيير في النظام، فسيكون ذلك، لكنني لا أريده. أفضل أن تهدأ الأمور بأسرع وقت ممكن”. وأضاف أن تغيير الأنظمة عادة ما يؤدي إلى حالة من الفوضى، مؤكدًا أنه لا يرغب في رؤية ذلك يحدث.
وفي وقت لاحق من اليوم، أعلن ترامب أن “إسرائيل لن تهاجم إيران”، مؤكدًا أن الطائرات الإسرائيلية ستعود بعد “تحية ودّية لإيران”، مضيفًا أن “وقف إطلاق النار ساري المفعول” وأنه “لن يصاب أحد بأذى”.
وتابع ترامب قائلاً: “أقول لإسرائيل، لا تلقوا هذه القنابل، وإن فعلتم ذلك فهذا انتهاك جسيم”.
ترامب يغضب خلال مكالمته مع نتنياهو ويشدد على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
أفاد موقع “أكسيوس” الثلاثاء أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى مكالمة هاتفية حازمة وغاضبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ركز خلالها على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
وكشف المصدر في البيت الأبيض أن ترامب تحدث مع نتنياهو بطريقة استثنائية الحزم، موضحاً الخطوات اللازمة للحفاظ على الهدنة، وقد أدرك نتنياهو جدية الموقف.
بعد المكالمة، أعلن ترامب أن إسرائيل تراجعت عن شن هجوم جديد على إيران، بينما أكدت مصادر إسرائيلية شن ضربات جوية على مواقع في طهران، منها تدمير منشأة رادار قرب العاصمة الإيرانية.
بدورها، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن مدينة بابلسر شمالي إيران تعرضت لهجوم إسرائيلي.
وجاء في بيان مكتب نتنياهو أن إسرائيل امتنعت عن شن المزيد من الضربات بعد المكالمة، مشيراً إلى أن الهجوم على منشأة الرادار جاء رداً على خروقات إيرانية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وكان أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الثلاثاء 24 حزيران، موافقة إسرائيل رسميًا على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف إطلاق النار مع إيران، بعد أن اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أنها حققت كافة أهداف العملية العسكرية التي شنتها مؤخرًا ضد طهران، ضمن ما سُمي بـ”عملية الأسد الصاعد”.
وأكد بيان الحكومة الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، مشددًا على أن إسرائيل “سترد بقوة على أي انتهاك” من الجانب الإيراني، وأنها ملتزمة بالحفاظ على أمن البلاد واستقرار المنطقة.
ودعت السلطات المواطنين إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية حتى التحقق من الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف.
وأوضح بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية عقب اجتماع لمجلس الوزراء الأمني بحضور وزير الدفاع، ورئيس الأركان، ورئيس الموساد، أن العملية حققت نتائج “غير مسبوقة”، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي فرض سيطرة جوية كاملة على سماء طهران، ودمر عشرات الأهداف العسكرية والحكومية، وقتل المئات من عناصر الباسيج، بالإضافة إلى تصفية “عالم نووي كبير آخر”.
وأكدت إسرائيل أنها أزالت ما وصفته بـ”التهديد الوجودي المزدوج” المتمثل في البرنامج النووي والصواريخ الباليستية الإيرانية، معربة عن شكرها للرئيس ترامب على “الدعم الدفاعي والمشاركة المباشرة في القضاء على التهديد النووي الإيراني”.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ الوزراء بعدم التصريح لوسائل الإعلام بشأن الاتفاق. وقبيل سريان الهدنة بنحو ساعة ونصف، أطلقت إيران خمس دفعات صاروخية متتالية على مناطق إسرائيلية، أبرزها مدينة بئر السبع جنوبي البلاد، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص ووقوع عشرات الجرحى والمفقودين، إضافة إلى دمار واسع في المباني السكنية.
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن صاروخًا إيرانيًا أصاب مبنى من سبعة طوابق في بئر السبع بشكل مباشر، فيما وصف شهود عيان عبر منصات التواصل الاجتماعي الحادثة بأنها “كارثة كبيرة”. وأظهر مقطع فيديو انتشر على الإنترنت مشاهد مروعة لحجم الدمار.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد أكثر من خمس موجات صاروخية متتالية مصدرها إيران.
وفي السياق ذاته، أكدت وسائل إعلام إيرانية أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ صباح اليوم، عقب وساطة أمريكية مكثفة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق عن توصل الطرفين إلى اتفاق هدنة، موضحًا أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستستمر 12 ساعة، لتُعتبر الحرب منتهية بعد 24 ساعة إذا تم الالتزام الكامل بها.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، اليوم الثلاثاء، أن إيران لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم تبادر إسرائيل بخرقه، مشددًا على أن طهران ملتزمة بالتهدئة طالما التزمت بها تل أبيب.
وقال بيزشكيان إن إسرائيل وداعميها حاولوا إثارة استياء الشعب الإيراني، لكنها عجزت عن تحقيق أهدافها من العدوان.
وأضاف أن بلاده مستعدة للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات، مشيرًا إلى انفتاح طهران على المسار السياسي إلى جانب تمسكها بحقوقها.
فيما أكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمير سعيد إيرواني، اليوم الثلاثاء، أن طهران لن تتنازل عن حقها “غير القابل للنقاش” في امتلاك وتطوير الطاقة النووية السلمية، مشددًا على أن هذا الحق مكفول بموجب القوانين الدولية.
وجاءت تصريحات إيرواني بالتزامن مع تأكيد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن الصناعة النووية في إيران “لن تتوقف”، موضحًا أن تطوير هذا القطاع يمثل جزءًا من استراتيجية وطنية لا يمكن التراجع عنها.
وقال كمالوندي، في تصريحات نقلتها وكالة “تسنيم” الإيرانية، إن “عليهم أن يعلموا أن هذه الصناعة متجذرة في بلادنا، ولا يستطيعون اقتلاعها”، مشيرًا إلى أن القدرات والإمكانات التي تمتلكها إيران في هذا المجال تمكّنها من مواصلة النمو النووي بشكل طبيعي ودون توقف.
وكان التصعيد قد اندلع منذ 13 حزيران الجاري، إثر غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين واغتيال 14 عالمًا نوويًا. وردت طهران بهجمات صاروخية ومسيرات طالت مدنًا إسرائيلية، بينها تل أبيب وبئر السبع.
وشملت التطورات اللافتة هجومًا أمريكيًا يوم 22 حزيران استهدف ثلاث منشآت نووية في نطنز وفوردو وأصفهان، قالت واشنطن إنها تهدف إلى “إضعاف القدرات النووية الإيرانية”. وردت طهران بقصف قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، وهو ما اعتبرته الدوحة انتهاكًا لسيادتها، في حين وصفه ترامب بـ”الرد الضعيف”.
وفي تطور بارز، قُتل العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي في هجوم إسرائيلي استهدفه قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بحسب وسائل إعلام إيرانية. ويُعد صديقي أحد أبرز الأسماء في قطاع الأبحاث النووية، فيما لم تصدر طهران حتى الآن أي توضيحات رسمية بشأن طبيعة الهجوم.
وفي سياق موازٍ، أكد وزير الدفاع الإيراني أمير عزيز ناصر زاده، في اتصال مع نظيره الروسي أندريه بيلاؤوسوف، أن “طهران وموسكو قادرتان على التعاون من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط”، متهمًا الولايات المتحدة بأنها “مصدر كل مشاكل المنطقة”، وأضاف: “قرارنا هو معاقبة المعتدي بكل قوتنا، ولن نقبل بسلام مفروض”.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن شكر بلاده لموقف موسكو، مؤكدًا استمرار التنسيق الوثيق بين الجانبين لمواجهة “المؤامرات الغربية” في المنطقة.
وكانت أعلنت هيئة البث الإسرائيلية مقتل 28 إسرائيليًا خلال 12 يومًا من التصعيد العسكري والهجمات الصاروخية الإيرانية على الأراضي الإسرائيلية.
سموتريتش: حققنا نصراً ساحقاً على إيران والآن بكل قوتنا إلى غزة
اعتبر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن الضربات التي وجهتها إسرائيل لإيران خلال الأيام الماضية تمثل “نصراً ساحقاً سيُخلّد في التاريخ”، مؤكداً أن تركيز الجيش الإسرائيلي سيتحول الآن بالكامل نحو قطاع غزة لـ”القضاء على حركة حماس” واستعادة الرهائن.
وقال سموتريتش، في تصريح أدلى به صباح اليوم الثلاثاء، تعليقاً على العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران: “لقد أزلنا خطراً وجودياً داهماً على إسرائيل، وألحقنا أضراراً بالغة بنظام آية الله الإيراني، بما في ذلك تدمير عشرات الأهداف في طهران الليلة الماضية”، مضيفاً:”الآن، بكل قوتنا، إلى غزة، لإتمام المهمة، القضاء على حماس، وإعادة رهائننا، ولضمان سنوات طويلة من الأمن والنمو والتطور لشعب إسرائيل”.






اترك تعليقاً