ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن التوجهات الاستراتيجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت تتضح بشكل جلي بعد مرور ستة أشهر على فوزه في الانتخابات، مشيرة إلى أنه يُفضل عقد الصفقات والتسويات الدبلوماسية بدلاً من خوض حروب جدي
وأضافت الصحيفة أن الرهان الذي تبناه أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي كان ينص على أن ترامب سيمنح إسرائيل الضوء الأخضر لشن حرب واسعة على غزة، بدأ ينهار تدريجيًا. يأتي ذلك في ظل المؤشرات المتزايدة على رغبة واشنطن في تهدئة التصعيد في المنطقة.
وفي ضوء هذا التحول، أبدت الصحيفة اعتقادها بأن نتنياهو قد يُضطر إلى إعادة تقييم استراتيجيته، خاصة بعدما ضاق عليه هامش المناورة السياسي، رغم استمرار الخطاب التحريضي الذي يوجهه إلى قاعدته الداخلية.
ووصفت الصحيفة استراتيجية ترامب بأنها تنطوي على مخاطر، لكنها في الوقت نفسه “أقل ضررًا من الحرب المفتوحة والدائمة التي يسعى نتنياهو إلى فرضها”، كما أشارت إلى أن التمييز في التعامل مع الرهائن، كما حدث في قضية إطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر دون إشراك إسرائيل، يشكل سابقة خطيرة ورسالة لعائلات المختطفين.
وفي سياق متصل، نقل تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر أميركية أن ترامب بدأ يقلل من دور نتنياهو بشكل متزايد، بدءًا من المحادثات النووية مع إيران وصولًا إلى التفاوض مع حركة حماس دون علم تل أبيب، وهو ما أثار القلق في إسرائيل التي كانت معتادة على أن تُستشار في المسائل الكبرى من قبل الإدارات الأميركية المتعاقبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل شهدت حديثًا عن المزيد من التوترات بين ترامب وإسرائيل بعد أن أعلن الرئيس الأميركي عن توصل الولايات المتحدة إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن، التي ساهمت في تقليص الهجمات على السفن الأميركية، لكن لم تشمل إسرائيل.
كما تم إطلاق سراح الرهينة عيدان ألكسندر بعد مفاوضات مباشرة بين حركة حماس ومسؤولين أميركيين، ما زاد من تعقيد العلاقة بين واشنطن وتل أبيب.






اترك تعليقاً