واشنطن تُنهي مهام قاذفاتها الثقيلة.. ترامب يهدد بهجمات أشد إن لم تقبل طهران بالسلام

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، عودة قاذفات سلاح الجو الأمريكي من طراز “بي-2” إلى قاعدتها في ولاية ميسوري، بعد تنفيذها هجمات جوية على منشآت نووية إيرانية، الأحد الماضي.

وقال ترامب في منشور عبر منصته “تروث سوشال”: “لقد هبط طيارو قاذفات بي-2 العظماء للتو بسلام في ميسوري. شكرًا لكم على عملكم الرائع!”.

في السياق، شكّك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، في قدرة القيادة الإيرانية على إدارة شؤون البلاد، مُشيرًا إلى احتمال حدوث “تغيير في النظام” بسبب عجزها عن “جعل إيران عظيمة مجددًا”، وفق تعبيره.

وقال ترامب عبر حسابه على منصة “تروث سوشال” التي يملكها: “ليس من الصواب سياسيًا استخدام مصطلح ‘تغيير النظام’، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزًا عن جعل إيران عظيمة مجددًا، فلماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟”.

ووفقًا للإدارة الأمريكية، شاركت سبع قاذفات أمريكية في الهجمات، أقلعت جميعها من ميسوري، وأسقطت 14 قنبلة زنة كل منها أكثر من 1.5 طن، قبل أن تعود إلى قواعدها دون التزود بالوقود أو الهبوط.

وكان ترامب قد أعلن، فجر الأحد، تنفيذ ضربات جوية “ناجحة” على منشآت نووية رئيسية في إيران، شملت مواقع في نطنز وفوردو وأصفهان، مؤكدًا تدميرها بالكامل، رغم تقليل طهران من حجم الأضرار.

وقال الرئيس الأمريكي إن الهدف من العملية هو “تدمير قدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية ومنع أي تهديد نووي”، محذرًا من “هجمات مدمرة أخرى” في حال رفضت إيران القبول بالسلام، على حد تعبيره.

وفي سياق متصل، وجّه ترامب انتقادات حادة للقيادة الإيرانية، ملمحًا إلى احتمال “تغيير النظام”، وكتب عبر “تروث سوشال”: “ليس من الصواب سياسيًا استخدام مصطلح ‘تغيير النظام’، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزًا عن جعل إيران عظيمة مجددًا، فلماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟ يا إلهي!”.

“GBU-57”.. القنبلة الأميركية الخارقة التي استخدمت لأول مرة لضرب المنشآت النووية الإيرانية

في تصعيد غير مسبوق في الحرب الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، استخدمت القوات الأميركية للمرة الأولى القنبلة الخارقة للتحصينات “GBU-57” خلال الهجوم الذي استهدف ثلاثة مواقع نووية إيرانية فجر الأحد، وفق ما أعلنه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين.

القنبلة، التي تُعرف رسميًا باسم Massive Ordnance Penetrator، هي الأضخم من نوعها في الترسانة الأميركية، وتزن 30 ألف رطل (13,600 كغ)، وتتمتع بقدرة خارقة على اختراق الأرض والصخور حتى عمق 200 قدم (60 مترًا) قبل أن تنفجر، ما يجعلها السلاح الأمثل لاستهداف المنشآت النووية المحصّنة، مثل منشأتي نطنز وفوردو الإيرانيتين.

قدرات فريدة وتصميم معقّد

صممت شركة بوينغ هذه القنبلة لصالح القوات الجوية الأميركية، وهي بطول 6.6 أمتار، مزودة بغلاف فولاذي فائق السماكة وصمام تفجير خاص يؤخر الانفجار حتى بلوغ العمق المطلوب. ووفقًا لخبير التسليح ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن هذا النوع من الأسلحة يحتاج لتكنولوجيا دقيقة تضمن تحمله الصدمات الهائلة قبل أن يؤدي انفجاره إلى تدمير المنشآت المدفونة.

وتُعتبر قاذفة الشبح “B-2 Spirit” الطائرة الوحيدة القادرة على حمل وإطلاق هذا النوع من القنابل. وتملك الولايات المتحدة عددًا محدودًا منها، وتبلغ تكلفة الواحدة نحو 2.1 مليار دولار. أما القنبلة “GBU-57” نفسها، فتُقدّر تكلفتها التشغيلية بنحو 20 مليون دولار، مع برنامج تطوير تجاوزت تكلفته 500 مليون دولار منذ بدايات العقد الماضي.

أضخم عملية لطائرات “بي-2” في تاريخ أميركا

الجنرال كين كشف أن 14 قنبلة GBU-57 أُسقطت خلال الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، في ما اعتُبر “أكبر ضربة عملياتية تنفذها طائرات بي-2 في تاريخ الولايات المتحدة”، وثاني أطول مهمة جوية لها على الإطلاق.

من أجل تمويه العملية، قامت بعض طائرات “بي-2” بالتحليق غربًا فوق المحيط الهادئ، بينما توجهت القاذفات الضاربة شرقًا نحو أهدافها، في خطة خداع عالية السرية شارك في تصميمها عدد محدود من المخططين والقادة العسكريين.

تأثير الضربة.. وتقييم أولي للأضرار

ورغم أن تقييم الأثر النهائي للهجمات على برنامج إيران النووي لا يزال قيد التحليل، إلا أن التقارير الأولية، بحسب الجيش الأميركي، تشير إلى أن “المواقع الثلاثة المستهدفة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين”.

وتأتي هذه الضربات في سياق الرد الأميركي على هجمات إيرانية، وكذلك في ظل تصعيد إقليمي واسع النطاق شهدته منطقة الخليج، وسط تحذيرات إيرانية بإمكانية إغلاق مضيق هرمز، ما ينذر بتداعيات جيوسياسية واقتصادية بالغة الخطورة على أمن الطاقة العالمي.

الرئيس الإيراني بزشكيان: إيران سترد على الهجمات الأمريكية الأخيرة

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن إيران تعتزم الرد بشكل متناسب على الهجمات الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية، مشدداً على أن بلاده لم تبدأ الحرب بل دافعت عن نفسها بعد تعرضها لعدوان عسكري.

وقال بزشكيان: “إيران لم تبدأ الحرب، لقد تعرضنا لعدوان عسكري ودافعنا بثبات، ومن الطبيعي الرد على العدوان بشكل متناسب، لقد هاجمتنا الولايات المتحدة، ماذا ستفعل لو كنت في مثل هذا الوضع؟”.

وأضاف أن “الهجوم الأمريكي يبرهن أن واشنطن هي المحرك الرئيسي وراء الضربات الإسرائيلية”، موضحًا أن الولايات المتحدة دخلت المعركة مباشرة بعد أن لاحظت عجز إسرائيل، مؤكداً أن “هذا العمل يثبت بوضوح أن أمريكا هي المحرك الرئيسي للأعمال العدائية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وأشار بزشكيان إلى أن الأمريكيين حاولوا في البداية إخفاء دورهم، لكن بعد الرد الحاسم من القوات المسلحة الإيرانية ورؤية عجز إسرائيل، اضطروا إلى المشاركة المباشرة في المواجهة.

نتنياهو يثني على “البطولية” في عملية “الأسد الصاعد” ويؤكد قرب القضاء على القدرات النووية الإيرانية

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي، أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد يقومان بأعمال وصفها بـ”البطولية” في إطار عملية “الأسد الصاعد” التي تنفذها إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة ضد إيران.

وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل “قريبة جدا من القضاء على القدرات النووية والصاروخية الإيرانية”، مثنيًا على “العمل المشرف” للجيش الأمريكي الذي ألحق أضرارًا كبيرة بمنشأة فوردو النووية.

وشدد على أن حكومته لن تنهي العملية العسكرية قبل تحقيق أهدافها، لكنها أيضًا لن تطيلها أكثر من اللازم، مؤكداً أن هذه الحرب ستغير وجه الشرق الأوسط، معتبراً أن “الأثمان الباهظة” التي دفعتها إسرائيل خلال هذه العملية والهجمات الإيرانية لن تُنسى.

جدل دستوري في الكونغرس

الهجمات التي أمر بها ترامب فجرت جدلًا واسعًا داخل الكونغرس الأمريكي، حيث اعتبر عدد من الأعضاء أنها تمّت دون تفويض دستوري، ووصف السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز القرار بأنه “انتهاك للدستور”، مشددًا على أن إعلان الحرب هو من صلاحيات الكونغرس فقط.

وانضم عدد من النواب الجمهوريين إلى الانتقادات، بينهم توماس ماسي وورين ديفيدسون، اللذان أكدا أن الخطوة “غير دستورية”، كما دعت النائبة الديمقراطية ياسمين أنصاري إلى عقد جلسة طارئة للتصويت على “قانون صلاحيات الحرب”، فيما ألمحت ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز إلى أن القرار قد يشكل مبررًا قانونيًا لعزل الرئيس.

وفي محاولة للدفاع عن قراره، قال ترامب في بيان جديد اليوم: “الولايات المتحدة نفذت عملية ناجحة للغاية، وسحبت القنبلة من يد إيران قبل أن تستخدمها”، مؤكدًا أن الضربات كانت وقائية وضرورية لمنع تهديد نووي وشيك.

يأتي هذا التصعيد الأمريكي في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو الجاري، والتي تُعد الأكبر من نوعها بين الجانبين حتى الآن.

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” قد أكدت أن المواقع التي استهدفتها الضربات الأمريكية “لا تحتوي على مواد نووية نشطة”، في محاولة لتقليل المخاوف من أي تسرّب إشعاعي.

روسيا تدين الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية وتُحذر من كارثة نووية محتملة

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تمثل “إجراءات غير مسؤولة وخطيرة واستفزازية” تستهدف دولة ذات سيادة، مشددًا على استخفاف واشنطن بالقانون الدولي واستعدادها للمخاطرة بأمن البشرية من أجل حليفتها إسرائيل.

وأضاف نيبينزيا خلال اجتماع مجلس الأمن أن روسيا عرضت الوساطة بين واشنطن وطهران، إلا أن الولايات المتحدة لم تبدِ اهتمامًا بالدبلوماسية، محذرًا من احتمال وقوع كارثة نووية إذا استمر التصعيد.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً