القضية ليست في الاسلامي أو العلماني القضية تتمحور في تفشي الظلم والجور والعسف.. العدل ذلك ما كان الشعب يبغي.. يقال أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان الله عليه سئل جالسيه هل أنا ملك أم خليفة؟ قيل له أن الملك يعسف وأنت لا تعسف.. وتغافل الاماجد من الامة عن فرضا من فروض الحكم في الاسلام في سبيل الصالح العام عندما اعتبروا الخليفة عمر بن عبدالعزيز خليفة راشدي بالرغم من رفضهم وعدم رضاهم لطريقة توليه الخلافة كونها تخالف مبدأ الشورى ولكن تم قبوله والثناء عليه.. فقط لعدله الذي انتفع به الناس دون تمييز.
نحن اليوم ضحية لشعارات زائفة رفعت تنادي بالعدل والشفافية وفي حقيقتها ضحك وكذب وبها استحوذ اللصوص على بلادنا ورقابنا.. والأنكى انهم حتى اللحظة يصرون على بيعنا الوهم ويطلبون منا قبول ذلك من باب الرجولة والشجاعة والكبرياء …في الشرع والعرف لا يوجد فرق بين من يقتلك وانت تضحك وبين من يقتلك وانت يبكي ..لا فرق بين من يجهز عليك وانت مغمض العينين وبين من ترك لك حرية التفرس في ناظريه …الارواح هي الارواح انما هناك ذهاقنة يسوقون لغير هذا حتى تستمر الاعيبهم.. بالأمس اتهمنا من كان يملك الامر بالظلم والجور واليوم نتهمهم هم ايضا بالظلم والجور.. اليوم يبررون ظلمهم بالظروف.. بضرورات المرحلة ومقتضيات الفترة وانهم محاطين بالأعداء.. حسنا كذلك من كان بالأمس ساق نفس المبررات ومع ذلك لم تقبل منه …لماذا علي ان اصدقكم واكذبه او لماذا اكذبه ولا اكذبكم ؟ وانا ارى الميزان يرجح له عليكم رغم بقاءه الطويل ومدتكم القصيرة.
الحقيقة تتمحور في كون الصراع دنيوي لا علاقة له بالعدل ولا الانصاف انما بتصفية الحسابات وتفريغ الاحقاد وتحصيل المكاسب…البلاد مخطوفة ومكبلة ولاوجود لاي مشروع حضاري بإمكانه انتشال البلاد والعباد وفي هذا التصحر الفكري يتساوى الاسلامي والعلماني وما يشهده الوطن من صراعات فقهية ومذهبية تطفح انما بسبب العجز والفاقة وكل ما نراه ونقرأه ماهي الا متاريس لحجب هذه الضحالة وهذا العوز الفكري…اننا نريد ان نناظرهم وسننتصر عليهم ليس لأننا اتقى منهم ولا لانا اغنى منهم ولا لأننا لا نتبع منهجهم بل لأننا نتكئ على ركن شديد ..لأننا نحن المظلومين وهم الظالمين وما دمنا في هذا الفريق وهم في ذلك الفريق فنحن المنصورون باذن الله فقط نشترط عليهم ان المنهزم في هذه المناظرة يتنحى وينزوي فلا فائدة من شعار لا يحيي البلد ولا يقيم الأود.
نقول لأهل العقول من اهل فبراير استيقظوا واستوعبوا فلو ان اهل سبتمبر ناظروكم لغلبوكم وما وجدتم ما تدافعون به عن انفسكم وعن تصرفاتكم وعما ارتكبتموه في حق البلد.. هم ارتكبوا وفعلوا وخانوا وانتم كذلك ارتكبتم وفعلتم وخنتم ولابد من مناظرة تعيد الرشد اليكم اما ان تردكم تائبين او تقصيكم خائبين ويتولى البلد من يرى العار اذا اكل قبل الجميع واستشفى قبل الجميع ودرس ابنائه قبل ابناء الجميع لا يرى نفسه الا منهم ولا يرى احد الا من خلال الحق فيعطيه ومن في الباطل فيقاضيه …نريد ان نعرف باي حق تنصبون ابنائكم على ابنائنا وباي حق تقررون مصيرنا دوننا وباي حق تجتمعون بدلا منا وتلتقون بمن لا نراه الا عدوا معاديا وتنفقون كل ذلك من كيسنا.. نحن ندرك انه بات لكل طرف في ليبيا صخيراته الخاصة به ولكل منهم ناتو يدافع عنه ويقصي له خصمه وكل له أدبياته التي تنافح عن تقصيره وتلاعبه بالوطن.. لقد صارت الحياة غير الحياة عندما صارت الوطنية مهنة والذود عن الاوطان مهنة والسعي نحو الفضيلة مهنة.
الأمور مخلوطة ومغلوطة ولن يحلها حتى انتخابات جديدة كنا ننادي بها لانها ستكون مسبقا مرسومة وموسومة فمحسومة.. يا ايها الشعب الليبي هناك من يدفع ليستعمرنا ويسفك دمه ليحكمنا ويخلط العرف بالدين ليغلبنا.. استفيقوا رحكم الله فالوطن ليس كسرة خبز فقط؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.





الاستاذ المحترم المنتصر خلاصة كيف تريدهم ان يستفيقوا و هم ( تري الناس سكاري و ماهم بسكارى …وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}. [الإسراء: 16]، وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}. [القصص : 59] وبيَّن تعالى أنَّ الظلم إذا وقع في أمة يعمُّها العذاب، وإن لم يواقع الظلم جميع أفرادها، فقال: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25] قال الله تعالي: *وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ(117) هود. و قال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا}. [يونس : 13] عندما سئل سيد الخلق رسول الله صلوات الله عليه و علي اله و صحبه أجمعين ( أنهلك و فينا الصالحون ) قال نعم إذا كثر الخبث…و هناء لا ينفع فيها انتخابات … .اذاً اذا أردنا ان نفيق علينا بالصلح مع الله في اعمالنا اولاً….