أكد الكاتب الإسرائيلي بن درور يميني أن إسرائيل تعيش أخطر مرحلة دبلوماسية في تاريخ علاقتها بالولايات المتحدة، حيث وصلت صورتها إلى حضيض غير مسبوق في الرأي العام الأمريكي.
وفي مقال نشره اليوم في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أشار يميني إلى أن الانشغال الداخلي في إسرائيل يتركز على احتمال اجتياح قطاع غزة، بينما الساحة الدولية أصبحت مركزة أساسًا على ما يجري داخل إسرائيل نفسها، وليس على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي التقليدي.
ولفت الكاتب إلى أن المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الأمريكي تراجع مؤخرًا عن قرار كان يدعم حل الدولتين، معتبراً أن هذا القرار لم يكن عقابًا للفلسطينيين، بل مكافأة لحركة حماس، في ظل صعود التيار التقدمي داخل الحزب، خاصة بين الأجيال الشابة المعادية لأي تسوية تعترف بإسرائيل.
وأشار يميني إلى أن الشعارات المعادية لإسرائيل، مثل شعار “فلسطين من النهر إلى البحر”، لم تعد مقتصرة على الجامعات، بل بدأت تخترق السياسة الأمريكية بشكل واضح، ما يعكس تأثير التقدميين على الحزب الديمقراطي والساحة السياسية بشكل عام.
وأضاف الكاتب أن حزب الليكود الإسرائيلي احتفل مؤخرًا بالإعلان عن إقامة 17 مستوطنة جديدة في منطقة بنيامين، مشيرًا إلى أن مجرد الإعلان عن المشاريع يكلف إسرائيل ثمنًا سياسيًا كبيرًا، حتى في حال عدم تنفيذ المشاريع فعليًا أو نقص عدد المستوطنين.
وبحسب نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة، أظهر 60% من الأمريكيين معارضتهم لإرسال مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، مقابل 32% يؤيدون، فيما يعارض 37% من الجمهوريين و75% من الديمقراطيين دعم هذه المساعدات.
وأشار يميني إلى أن هذه النسب تمثل أدنى مستوى دعم لإسرائيل منذ بدء جامعة كوينيبياك استطلاعاتها في عام 2023.
كما ذكر الكاتب أن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جاك سوليفان أعلن تأييده لفرض حظر على تصدير السلاح إلى إسرائيل، وأن البيانات تكشف عن تحول ملحوظ في المواقف الأمريكية، إذ بلغت نسبة التأييد لإسرائيل 36% فقط مقابل 37% للفلسطينيين، ويرى نصف المستطلعة آراؤهم أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، مقابل 35% فقط ينفون ذلك.
وحذر يميني من أن الوضع لم يعد محصورًا في أوساط الجامعات، بل أصبح يعكس ميول الناخبين في الحزب الديمقراطي، مشيرًا إلى أن شخصيات جمهورية معروفة بعدائها لإسرائيل مثل تاكر كارلسون وكانديس أوينز ومارجوري تايلور غرين لم تعد على الهامش، بل أصبح تأثيرها واسعًا.
وختم الكاتب بالتحذير من أن أي عملية اجتياح لمدينة غزة قد تؤدي إلى مزيد من التدهور السياسي لإسرائيل في الولايات المتحدة، مؤكدًا أن تغيرات الرأي العام الغربي قد تؤثر على مستقبل الدعم الأمريكي لإسرائيل، بما في ذلك موقف الرئيس السابق دونالد ترامب.






اترك تعليقاً