4 ملايين متضرر و68 قتيلاً.. أمطار «غير مسبوقة» تغرق قرى في باكستان

كشفت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان الأحد عن الأضرار الهائلة الناجمة عن الفيضانات العارمة التي تضرب البلاد منذ 26 يونيو الماضي.

وأفادت التقارير بأن أكثر من 229 ألف منزل تضرر جراء السيول، منها أكثر من 59 ألفاً دمرت بالكامل، فيما فقد نحو 23 ألف رأس ماشية، ما يعكس حجم الخسائر الاقتصادية والزراعية الكبيرة.

وأبرزت الهيئة أن إقليم البنجاب تكبد أكبر الأضرار، بينما سجلت بقية الأقاليم خسائر متفاوتة. وتواصل السلطات جهود الإغاثة لتقديم الدعم للمتضررين وتقييم حجم الدمار، وسط تحذيرات من استمرار الأمطار وارتفاع منسوب المياه في بعض المناطق.

هذا وتعيش باكستان كارثة طبيعية جديدة بعد أن اجتاحت فيضانات عارمة مناطق واسعة من إقليم البنجاب الشرقي، متسببة في نزوح جماعي ودمار هائل في القرى والبنية التحتية، وسط تحذيرات رسمية من خطر انهيار بعض السدود تحت ضغط المياه.

وهرعت فرق الإنقاذ، مدعومة بوحدات من الجيش، إلى المناطق المنكوبة قرب مدينة جلال بور بيراوالا، حيث استمرت عمليات الإجلاء حتى صباح الأربعاء وما تزال متواصلة، القوارب كانت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى آلاف السكان الذين علقوا فوق أسطح منازلهم أو الأشجار بعد أن غمرت المياه قراهم بالكامل.

وقال مفوض الإغاثة نبيل جاويد إن الفيضانات أثرت بشكل مباشر على نحو 142 ألف شخص في تلك المنطقة وحدها، مشيرًا إلى أن بعض النازحين تمكنوا من الاحتماء بمنازل أقاربهم، فيما اضطر آخرون إلى قضاء ليالٍ طويلة بلا مأوى، إما فوق السواتر المائية أو داخل مخيمات الإغاثة.

لكن روايات السكان كشفت جانبًا آخر من المأساة، إذ اشتكى عدد من القرويين من أن الأثرياء استأجروا قوارب خاصة للهروب بسرعة، تاركين الفقراء يواجهون مصيرهم بانتظار المنقذين.

هذا ومنذ 23 أغسطس الماضي، اجتاحت الفيضانات ما يقرب من 4 آلاف قرية في إقليم البنجاب، ما أدى إلى تضرر أكثر من 4.2 مليون شخص وتشريد نحو 2.1 مليون نسمة، إضافة إلى مصرع ما لا يقل عن 68 شخصًا حتى الآن.

ويرى خبراء الأرصاد أن الكارثة تعود إلى أمطار موسمية أشد من المعتاد هذا العام، تزامنت مع تفريغ متكرر للمياه من السدود الهندية الممتلئة، ما فاقم حجم الكارثة في المناطق الحدودية.

وحذرت السلطات الباكستانية من أن استمرار تدفق المياه يشكل خطرًا مباشرًا على استقرار بعض السدود، وهو ما قد يضاعف حجم الخسائر إذا ما انهارت.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً