89 قتيلاً في اشتباكات دامية بالسويداء.. والسلطات السورية تبدأ تدخلاً مباشراً لفرض الأمن

ارتفعت حصيلة الضحايا جراء الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل في محافظة السويداء جنوبي سوريا إلى 89 قتيلاً، إضافة إلى عشرات المصابين، بحسب ما أفاد به “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، وسط تصعيد خطير في وتيرة العنف بين مجموعات مسلحة وقوات حكومية منذ صباح الأحد.

وتدور الاشتباكات في الجهة الغربية من محافظة السويداء، بين مسلحين دروز من جهة، ومجموعات من عشائر البدو مدعومة بعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية السورية من جهة أخرى.

وبلغ التصعيد ذروته صباح الإثنين بعد هجوم شنته مجموعات بدوية انطلقت من ريف درعا الشرقي، استهدفت خلاله قرى عدة في ريف السويداء الغربي، في تطور عسكري غير مسبوق في المنطقة التي ظلت لسنوات بمنأى عن النزاع المباشر.

وزارة الداخلية السورية أعلنت في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، بدء تدخل مباشر لفض النزاع وفرض الأمن في المحافظة، مؤكدة أنها تعمل على ملاحقة المتسببين في الاشتباكات وإحالتهم إلى القضاء، في إطار ما وصفته بـ”استعادة الاستقرار وترسيخ سلطة القانون”.

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، في تصريح لقناة “الإخبارية السورية”، أن “تدخل الدولة بات أمراً ضرورياً ومطلباً شعبياً، بعد أشهر من الفلتان الأمني والانفلات الذي عانت منه السويداء”، مضيفاً أن “الوضع يتجه نحو الحسم لصالح الدولة السورية، ضمن رؤية وضعتها رئاسة الجمهورية”.

وأشار المتحدث إلى أن قوات الداخلية والدفاع بدأت الانتشار منذ صباح الإثنين، وواجهت مقاومة من مجموعات مسلحة تستخدم المدنيين دروعاً بشرية، وتحاول، وفق وصفه، “مصادرة رأي التيار المدني لصالح أجندات انعزالية”، مؤكداً في الوقت نفسه أن القوات الحكومية تحاول تفادي وقوع خسائر بين المدنيين.

وذكر البابا أن عدداً من عناصر قوات الأمن تعرضوا لكمائن نتيجة أخطاء ميدانية أثناء التحرك، لكنه شدد على أن القوات تواصل عملياتها بحذر لاستعادة السيطرة الكاملة على المحافظة.

وكانت قوات وزارة الدفاع قد دفعت بتعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة في محاولة لاحتواء التصعيد ووقف نزيف الدم. وتعد هذه الاشتباكات الأعنف في السويداء منذ سنوات، ما يثير مخاوف من انزلاق الوضع نحو موجة جديدة من الفوضى والانقسامات الطائفية في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.

شيخ عقل دروز لبنان يطالب الدولة السورية بتحمّل مسؤولياتها لوقف نزيف السويداء

أعرب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبو المنى، عن بالغ أسفه للأحداث الدامية التي شهدتها مدينة السويداء جنوب سوريا، موجهاً نداءً إلى الدولة السورية لتحمّل مسؤولياتها الوطنية في ظل التصعيد الأمني الخطير.

وأكد أبو المنى في بيان صادر يوم الاثنين، متابعته المستجدات الأمنية في السويداء بالتنسيق مع مشايخ المدينة وقياداتها الروحية، وعلى رأسهم مشايخ العقل، داعياً إلى التهدئة والتعاطي برويّة وحكمة لوقف التدهور الأمني، ورفض أي دخول مسلح إلى المحافظة.

وشدد على ضرورة العمل على إيجاد حلول سلمية تضمن الاستقرار وتحقن الدماء، مذكّراً بأن تبعات هذه المواجهات لا تصب في مصلحة الوطن، ولا تساهم في إنهاء النزاعات، بل تهدد النسيج الاجتماعي وتعمّق الانقسامات.

ودعا أبو المنى إلى التفاهم تحت سقف الدولة ومؤسساتها الشرعية، وتقدم بالتعازي إلى أهالي الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، والعودة الآمنة للمختطفين.

الرئاسة الروحية للدروز ترفض دخول الأمن السوري إلى السويداء وتطالب بحماية دولية

في تطور لافت يعكس تعقيد المشهد الأمني في السويداء، أعلنت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في سوريا، الإثنين، رفضها القاطع لدخول أي جهات أمنية أو عسكرية إلى المحافظة، محمّلة السلطات السورية مسؤولية ما وصفته بـ”الاعتداءات” الجارية، ومطالبة بـ”حماية دولية فورية لحماية المدنيين”.

وقالت الرئاسة، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، إنها ترفض دخول الأمن العام السوري وهيئة تحرير الشام إلى المنطقة، متهمة الطرفين بـ”المشاركة في قصف القرى الحدودية ومساندة مجموعات تكفيرية باستخدام أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة”، في إشارة إلى الاشتباكات المستمرة في الجهة الغربية من المحافظة منذ صباح الأحد.

وأضاف البيان أن “الرئاسة الروحية تحمّل كامل المسؤولية لكل من يساهم في الاعتداء أو يسعى لإدخال قوى أمنية إلى المنطقة”، داعية إلى تدخل دولي لحماية السكان و”حقناً للدماء في المحافظة”.

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف دبابات في السويداء.. وتصعيد أمني واسع جنوب سوريا

في تطور مفاجئ يزيد من تعقيد المشهد الأمني في جنوب سوريا، أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، تنفيذه هجوماً استهدف دبابات في قرية سميع بمحافظة السويداء، دون أن يوضح مزيداً من التفاصيل بشأن طبيعة العملية أو الأهداف المحددة.

وقال بيان مقتضب صدر عن الجيش الإسرائيلي: “هاجمنا عدداً من الدبابات جنوب سوريا”، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوترات الداخلية في محافظة السويداء، التي تشهد منذ يوم الأحد اشتباكات دامية بين مجموعات من أبناء عشائر البدو، وعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية السورية، ومسلحين محليين من الطائفة الدرزية.

 سوريا تدعو لضبط النفس في السويداء وتحذر من الفوضى والانقسام

أعربت وزارة الخارجية السورية، مساء الإثنين، عن أسفها وقلقها إزاء التصعيد الأمني الخطير في محافظة السويداء جنوبي البلاد، مؤكدة أن الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين مجموعات محلية ومسلحين من مناطق مجاورة أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم مدنيون، ونشرت الذعر بين الأهالي.

وقالت الوزارة في بيان رسمي، إن “قوى الأمن السورية تعرضت أثناء قيامها بواجبها لحماية المدنيين لكمائن مسلحة وعمليات خطف”، متهمة جهات منظمة بالسعي إلى إدخال المحافظة في دوامة فوضى تهدد الأمن المحلي وتعيق مؤسسات الدولة عن أداء دورها السيادي.

وشددت الخارجية على تمسك الدولة بخيار الحكمة وضبط النفس، داعية الأطراف كافة إلى تحكيم العقل ووقف أعمال العنف فوراً، وتسليم السلاح غير المشروع، للحفاظ على النسيج الوطني ومنع الانزلاق نحو الفتنة والتفكك.

وأكد البيان أن “الدولة السورية ماضية في بسط الأمن والاستقرار وحماية جميع المواطنين دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية”، مشددة على أن المسائل الأمنية والعسكرية يجب أن تبقى تحت سلطة الدولة وحدها وفقاً للدستور.

كما جددت الخارجية السورية دعوتها للدول والمنظمات لاحترام سيادة البلاد ورفض دعم أي مجموعات متمردة أو انفصالية، معربة عن شكرها للدول “الصديقة والشقيقة” التي أبدت دعمها لوحدة واستقلال سوريا في ظل ما وصفته بـ”الظروف الدقيقة”.

جنبلاط يرفض النداءات للخارج لحماية الدروز ويؤكد التواصل مع دمشق لحل سياسي في السويداء

أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، وليد جنبلاط، رفضه القاطع لأي دعوات موجهة إلى الخارج تحت ذريعة حماية طائفة الموحدين الدروز، وذلك في ظل تصاعد التوترات في محافظة السويداء جنوبي سوريا.

وقال جنبلاط في تصريح له، الاثنين، إنه يتمنى “عودة الأمن والوفاق إلى السويداء عبر حل سياسي، وتحت رعاية السلطة السورية التي نحن على تواصل معها”، مشدداً على ضرورة تجنيب المنطقة أي انزلاق نحو الفوضى أو الاستقواء بالخارج.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً